خرابيشُ على الضَّباب
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 05 - 2010, 03:24 ص]ـ
الضَّباب الذي أعنيه بفتح الضاد لا بكسرها، وهل يُتَصَوَّرُ أنْ يُكْتَبَ على الضِّباب بكسر الضاد؟ أعلى صدورها وبطونها يُكْتَبُ أم على ظهورها وأذنابها؟
كما لا يُتَصَوّر أنْ يُكتَبَ على الضَّباب بفتح الضاد كسحاب، والقطعة منه ضبابة كسحابة.
وإذا استحالت الكتابة عليه استحالت الخربشة، فأنّى لك أن تحدّثنا عن خرابيشَ مزعزمةٍ على الضّباب؟
هي خرابيشُ لحقت بكتابة متأنقة على صفحات من الزمن صارت بمرور الغِيَر في نظر مَنْ على بصره غِشاوة كالضَّباب والهباء.
هي مثل أن تُكْتَبَ قصيدة قيّمة لحبّ سامٍ في لوحة ذات بهاء وجلال، ثمّ تعدو عليها العوادي، وتقع في يدٍ لا تعرف لها قيمة، فتخربشُ عليها بما يحضرها من اللهو ومن العبث.
أو هي أشبه بقصة حبّ ضبابيّ نظرت في قصص الحب الخالدة، فتمنّت أن تحذو حذوها، لكنّ بُعدَ العهد وعناء المسير جعلها تنقلب حسيرة نحو الأرض، تبحث عن خرابيشَ لأم خارجة على صفحات العلاقة الإنسانية في ظلمات الجزيرة العربية.
أو هي مثل أَلَاهِيِّ صبيّ ضَجِرٍ في يوم دَجْنٍ بارد على زجاج نافذة مُضِبٍّ، يكتب على البخار المضَبِّ على الزجاج، ويراقب أبناء السبيل في الخارج من خلال كلماته، حتى إذا بلغ به الضّجَرُ منتهاه خَرْبَشَ الكتابةَ كلها.
أو هي مثل أبصار قوم جاهلين أو حاقدين، نظرت في صفحات كتاب منير مبين، فذُهب بنورهم، فلا يبصرون إلا خرابيش لمعات في بحر لجيّ من الظلمات يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب.
بقي أن أبيّن الصلة بين الضَّباب بفتح الضاد والضِّباب بكسر الضاد، فالجامع بينهما التجمع واللصوق بالأرض.
أعاذنا الله من الإخلاد إلى الأرض، وما يتبعه من اللهاث والتكالب.
ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[05 - 05 - 2010, 09:13 ص]ـ
أهوى خربشات العظماء ..
أيدخل هذا تحت (العصف الذهني) الذي يدرس يا دكتور؟!
سعدت بما قرأتُ هنا
شكراً أبا محمد
ـ[دكتور]ــــــــ[05 - 05 - 2010, 10:19 ص]ـ
اللهم فهمنا كما فهمت سليمان
ـ[أحاول أن]ــــــــ[05 - 05 - 2010, 01:17 م]ـ
لا يضيره أستاذنا، لا يضير الكتابة المتأنقة، ولا قصة الحب السامية، ولا الكتاب المنير أن يعلوها شيء من لوثة المارة .. فقيمتها الخالدة يقدرها أهل الخبرة والتجربة ..
جادكم الغيث , والضباب الثقال ..
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 05 - 2010, 03:40 م]ـ
استدراك:
عن خرابيشَ أم خارجة = عن خرابيشَ لأم خارجة
مثل أَلاهيُّ صبيّ ضَجِرٍ = مثل أَلَاهِيِّ صبيّ ضَجِرٍ
خَرْبَشَ على الكتابة كلها =خَرْبَشَ الكتابةَ كلها.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 05 - 2010, 03:54 م]ـ
أهوى خربشات العظماء ..
أيدخل هذا تحت (العصف الذهني) الذي يدرس يا دكتور؟!
سعدت بما قرأتُ هنا
شكراً أبا محمد
قلم الخاطر .. حفظه الله ووفقه
أسعدني تعليقك، وشكرت لك حسن ظنك المنبئ عن كرم المحتد وسمو الخلق ..
مع التحية الطيبة.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 05 - 2010, 04:07 م]ـ
اللهم فهمنا كما فهمت سليمان
عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
أخي الكريم دكتور .. بحسب القراء بعامة أن يعرفوا المعاني القريبة .. أما ما وراء ذلك فيفهمه كل قارئ بحسب ذخيرته الثقافية ..
والمقال على أي حال لا يخلو من الفائدة ..
مع التحية الطيبة.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[05 - 05 - 2010, 04:32 م]ـ
لا يضيره أستاذنا، لا يضير الكتابة المتأنقة، ولا قصة الحب السامية، ولا الكتاب المنير أن يعلوها شيء من لوثة المارة .. فقيمتها الخالدة يقدرها أهل الخبرة والتجربة ..
جادكم الغيث , والضباب الثقال ..
أستاذة أحاول أن .. حفظها الله ووفقها وسددها
صدقت ..
لا يضير الشمسَ عمى العيون التي لا ترى ضوءها، ولا يضير سحاب الخير نباح الكلاب، ولكن المرء يتألم إن وجد الدرر منثورة بين أقدام الخنازير.
مع التحية الطيبة.
ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[05 - 05 - 2010, 10:34 م]ـ
بارك الله فيك، لا أدعي فهم كل معاني المقال ولكن بالتأكيد طريقة جميلة لطبع معان جديدة في الأذهان.
وضعت استدراكاتك أستاذنا في المقال نفسه، أرجو أن يكون هذا ما أردته.
ـ[دكتور]ــــــــ[06 - 05 - 2010, 01:14 ص]ـ
عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام
أخي الكريم دكتور .. بحسب القراء بعامة أن يعرفوا المعاني القريبة .. أما ما وراء ذلك فيفهمه كل قارئ بحسب ذخيرته الثقافية ..
والمقال على أي حال لا يخلو من الفائدة ..
مع التحية الطيبة.
أستاذي الفاضل الدكتور بهاء أسأل الله أن ينفع بك وبعلمك وجزاك الله خير الجزاء.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[06 - 05 - 2010, 07:43 م]ـ
أو هي مثل أَلَاهِيِّ صبيّ ضَجِرٍ في يوم دَجْنٍ بارد على زجاج نافذة مُضِبٍّ، يكتب على البخار المضَبِّ على الزجاج، ويراقب أبناء السبيل في الخارج من خلال كلماته، حتى إذا بلغ به الضّجَرُ منتهاه خَرْبَشَ الكتابةَ كلها.
فأنا صبي
ما مفرد ألاهيّ؟
¥