الحَيَاء, دَوْرَهُ وَهَجْرَه (جزء أوّل)
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[19 - 05 - 2010, 02:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما ننظر من خلال مرآة مقعرة للواقع , فإننا بلا شك سنرى ما قد جمعته لنا تلك المرآة , كمثل الذي وهو يقود سيارته ينظر فيها ليعرف من هم على يمينه ليتخذ قراراً سريعاً هل يكمل سيره أم يتوقف , وكذا نفس النظرة على يساره , الشاهد , البعض يجلس في برج عاجي كملك من ملوك الدنيا لا سلطان له ولا سلطان عليه إلا نفسه , وفي هذا صنفان , الأول زهد الدنيا وما فيها نتيجة هذا التصارع الطاحن والمهدد للأرواح والذاهب بالعقول إلى بئر سحيق , ولأنه من أصحاب نظرية اليأس السريع , فمن وجهة نظره قد قرر " ترك مافيها " لهذا اختار عمامة الصوفي في صومعة أعلى القمم أو أسفلها في إحدى المغارات المُهم والأهم أن ينأى بنفسه بعيداً عن كل حيّ يُرزق , وهذا الصنف من البشر لم يفهم الدنيا جيداً ولم يعرفها حق المعرفة , حتى أن الشريعة السماوية بيّنت للمؤمن طريقه , وهو بين بين , أما عن الصنف الثاني , أقل من صاحبنا الأول , لأن ذاك المتعبد الصوفي سجيته نقية بيضاء رغم التقصير الواضح في حق العقيدة ورب العقيدة , أمَّا هذا فيجلس في برج عاجيّ ولكنه يظن نفسه المُختار , وفي هذا المختار صنفان , الأول يظن أن في إبعاد العقل والروح عمَّا يدور في الحياة من مشكلات وأمور هو أمرٌ واجبٌ بل ومقدس , فيكفي أنه يعيش كما يُريد ويكفي أنه يتمتع كما يُريد , بل ويكفيه اتخاذ الظل صديقاً عن حرقة الشمس وتعب الأبدان , أما الثاني , فلا شيء يُشغله سوى الانحطاط وإنهاك الروح فيما لا يعنيها ولأن النفس ترضى بما يفعل نتيجة تبعيتها للسوء ميلاً وهوىً , فهو بذلك لا يجد للجسم أيَّ حركة للمقاومة , فيعثو ويعتو في الأرض تكبراً فتجبراً و خداعا , ولأن حقيقة الأشياء دائماً لا تبدو لنا من الظاهر, ولأن منَّا من يحبون الله ورسوله , وهم في صور القانتين والعائدين والتائبين والسابحين
والساجدين والشاكرين , فيختلط علينا كيف التعامل مع الحياة , فيحدث تداخل وتماهي بين كل شيء في أي شيء , فيكون حكمه نظرة سوداء, في الحكم على الأمور وعلى أي امرىء أو عند كل نفس , وإن هذا لا يحدث إلا بالتباعد المتواصل وفقد الأمل واليقين في حضور السماء وتبعية الأرض لها , ولا يشعر بذلك إلا من أراد تحولاً أو انضماماً للأصناف المذكورة بالأعلى , ثم يأتي السؤال الحقيقي دائماً ليتجلى , وما الحل ما العمل ماذا نفعل؟ ويكفينا شافية كافية دعوة مع عمل مصاحبين للبحث الجاد عن الارتقاء المأمول والمنشود من كيونونتنا الإنسانية المصطفاه , ويأخذنا سلمان الفارسي رضي الله عنه إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث نقل عنه , " إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه يدعوه أن يردهما صفراً ليس فيهما شيء " (1) , وليس بعد قول رسول الله إلا التصديق , وأن أتمم لكم ما قد بدأته في مقالة أخرى منفصلة فانتظروا التتمة , اسأل الله لكم ولنا العفو والعافية في الدارين.
هامش
______
1_ الحديث , عند الترمذي وأبو داود , رحمهما الله.
ـ[الخطيب99]ــــــــ[25 - 05 - 2010, 12:48 ص]ـ
أرى أنها نافذة أخرى من نوافذك تلك
و سأنتظر التتمة بإذن الله
الكثير الكثير من هؤلاء الذين ذكرتهم يبتعد عن الواقع و ما فيه هروباً و ظنناً منه أنه أراح المجتمع من همومه وأبتعد بعيدا كم هو المجتمع اليوم بحاجة إلى أبنائه لا ليتفاخر بهم وبعددهم بل ليثبتوا للعالم قوله صلى الله علية وسلم أن الخير في أمتي إلى يوم القيامة
أخي نور هنيئاً لي صداقتك و فكرك و نوافذك
باقة ورد دمشقي و ياسمين مُندى لك أخي
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[25 - 05 - 2010, 08:17 م]ـ
بعض الشخصيات قد أكون منهم وقد تكون منهم , ينأى إرادياً قبل أن يتحول إلى جزء من المنظومة الخطأ لا إرادياً,
أشكر لك باقاتك المميزة التي تحملها خصيصاً لي من بساتين سوريا التي هي من أجمل بقاع العالم , قلبك ينبض صدقاً وعقلك يعلو فكراً ,وهذا ليس بغريب عليك أيُّها الخطيب , فانتظر التتمة إني معك من المنتظرين.
أرى أنها نافذة أخرى من نوافذك تلك
و سأنتظر التتمة بإذن الله
الكثير الكثير من هؤلاء الذين ذكرتهم يبتعد عن الواقع و ما فيه هروباً و ظنناً منه أنه أراح المجتمع من همومه وأبتعد بعيدا كم هو المجتمع اليوم بحاجة إلى أبنائه لا ليتفاخر بهم وبعددهم بل ليثبتوا للعالم قوله صلى الله علية وسلم أن الخير في أمتي إلى يوم القيامة
أخي نور هنيئاً لي صداقتك و فكرك و نوافذك
باقة ورد دمشقي و ياسمين مُندى لك أخي
ـ[أحمد المحلاوى]ــــــــ[25 - 05 - 2010, 08:39 م]ـ
نسيج رائق يحتاج إلى مزيد تأمل
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[26 - 05 - 2010, 02:09 ص]ـ
بورك فيك وشكر الله فيك على حضورك الألق , وتأملك العبق , نسأل الله أن يرزقنا الفهم والعمل به.
نسيج رائق يحتاج إلى مزيد تأمل
¥