تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جنى وزهر الياسمين]

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 05 - 2010, 11:24 ص]ـ

http://store0.up-00.com/May10/JPU42291.jpg (http://www.up-00.com/)

بين جنى وزهر الياسمين وشائج من ضعف وطيب ونقاء ..

فزهر الياسمين ضعيف إذا تنفس الصبح ومرت على أغصانه أنفاسه الهينة اللينة تساقط بحفيف غارق في الخفاء، ناشرا طيبه في الجواء.

وجنى ما تزال نبتة طرية، إذا مشت خفتُ عليها أن يميّلها الهواء، فتراها تمشي أمامي وقلبي معها يحوطها بمستمر من الدعاء، أن تُحفظَ من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها، ومن فوقها ومن تحتها، من كل بلاء.

ولزهر الياسمين طيب عبق بسحر الشرق وفتنته حتى صار رمزا له، طيبٌ يثير الخيال، ويريح النفوس المتعبة في دنيا التوتر والإعياء، ويفيض أنسا يغشّي الكئيب نعاسا شفاءً من الكآبة واللأواء، وينقله إلى عالم من الأحلام المُسرّية عن الأرواح.

وكذلك جنى لها عطرٌ عَبِقٌ بسحر الطفولة، يفيض عليّ أنسا لطيفا، وينشر على نفسي ظلا وريفا، فيشع السرور على أساريري، وتنساب الراحة في ضميري .. إنه طيب يفوح نَشْرُه مع كل كلمة ونأمة، ومع كل نظرة وبسمة.

وبياض زهر الياسمين نقاء متجسّد، إذا تأملته بعمق أحسست بصفاء نفسي، من آثار تذكّر بياض فطرة النفس النقية.

وكذلك بياض البراءة النقي للطفولة التي تشعّ من عينيّ جنى، ومن بسمتها الناضرة .. براءة يدفعها للانطلاق في الحياة بعفوية محببة، ولاستكشاف الجديد بدهشة سارّة ..

ومعرفة الجديد أمر سارّ، للكبار وللصغار، ولكنه لدى الطفل أبين في التلقّي بانبهار .. فأحببت أن أعرّف جنى بزهر الياسمين ..

أمام الكلية ألتي أدرّس فيها في الطائف دارة فيها أشجار، وتتدلى من فوق حائطها أغصان ملتفة لشجرتي ياسمين .. تتلألأ على خضرتها أزهارها في الصباح في منظر بهيّ ..

قطفت منها بعض الأزهار بعناية، وشممت من طيبها إلى بلوغ الغاية، ونثرتها على مِنديل، ووضعتها في حافظة وأتيت بها إلى مكة لجنى.

وأريتها الأزهار، وقلت لها: هذه أزهار الياسمين، وبدأت أستمتع بأسئلتها حول هذه الأزهار .. (من فين؟ من الطائف. طايف فين؟ بعيدة فوق جبل عال. جبل فين؟ هناك .. مع الإشارة باليد.)

وكأن رائحتها جذبتها فقربتها من أنفها ثم أبعدتها منكرة، لم تعجبها الرائحة في البداية، فقربت الأزهار من وجهي وشممت، وقلت: أما أنا فتعجبني رائحتها .. سكتت برهة ثم عادت إلى أسئلتها: (أيش اسمه؟ ياسمين. حق ياسمينة [تقصد شخصية ديزني الكرتونية]؟ لا هذا زهر الياسمين توجد على شجر الياسمين. أبى أشم [يعني أريد أن أشم] .. )

عادت تشم الأزهار مرة أخرى وابتسمت وكأنها تقول لي: لا بأس برائحتها .. وبعد استفسارات أخرى عن الياسمين وشمه للمرة الثالثة اقتنعت برائحته .. وطلبت مني أن آخذها للطائف لترى شجر الياسمين.

لم آخذها إلى الآن ولكني صورت لها الشجرة التي ترون صورتها مع هذا المقال، وأتيت لها بمزيد من الياسمين، وصارت هي وزهر الياسمين صديقين حميمين.

هذه قصة حبي ... لجنى والياسمينْ

فهما رمزا نقاء ... نَشْرُهُ في العالمينْ

غير أن الزهر في ... غصنه الغضّ اللَدِينْ

وجنى في خافقي ... أيْكُها حبٌّ مكينْ

تذييل:

1 - اكتشف أن رائحة الياسمين تريح الأعصاب وتجعل النوم هادئا أكثر من رائحة الخزامى ..

2 - من مشروباتي الساخنة المفضلة الشاي الأخضر بالياسمين.

http://store0.up-00.com/May10/8zH42291.jpg (http://www.up-00.com/)

الصورتان بعدسة جوالي ..

مع التحية الطيبة

ـ[أحاول أن]ــــــــ[20 - 05 - 2010, 02:08 م]ـ

أكاد أستنشق شذى ورد الطائف هنا! -مثل جنى لا أستحسن رائحة الياسمين؛لعلي لم أجد من يقنعني -

ولكني أجدُ الأسطر أبهى من الصور يا دكتور بهاء، وأرى الأبيات الرقيقة أدق من عدسة الجوال.

هل نعتبر هذا الصفاء دافعا لأدب وصف الطبيعة الخلاب؟

ثم إني أسأل الله أن تقرأ جنى هذه الأسطر بقربكم، وقد أنبتها ربي نباتا حسنا، وحفظكم وإياها على ما يحب سبحانه.

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[20 - 05 - 2010, 03:02 م]ـ

بارك الله فيك أبا محمد

شممت في هذه الصفحة رائحة أزكى من زهرالياسمين، رائحة تبعث أنسا وتحدث طربا.

هذه قصة حبي ... لجنى والياسمينْ

فهما رمزا نقاء ... نَشْرُهُ في العالمينْ

غير أن الزهر في ... غصنه الغضّ اللَدِينْ

وجنى في خافقي ... أيْكُها حبٌّ مكينْ

يا سلام يا سلام هذه أبهى من الياسمين

حفظ الله جنى وأباها.

تذييل:

1 - اكتشف أن رائحة الياسمين تريح الأعصاب وتجعل النوم هادئا أكثر من رائحة الخزامى ..

أستاذي، صدقت وخذ هذه التجربة:

في29/ 4/1431 ذهبنا للبرية متنزهين وكان الربيع طلق المحيا وفي عنفوانه فغربت علينا الشمس في روضة عظيمة من الخزامى وكانت الأرض قد اكتست خزامى حتى أنك لا ترى الأرض منه وقد غطى الحجارة أيضا فما امتلأت عيوننا منه حتى عصفت رائحته الشديدة المركزة بالجو وبرؤوسنا وأعصابنا وعرفنا أنّا لن نستطيع أن ننام هنا فهربنا من الخزامى عدة كيلومترات ـ والهواء يحمل روائحه إلى مسافات بعيدة ـ ولم نهدأ إلا وسط الأقحوان الهادئ الرقيق الجميل فأزال صداع رؤوسنا بروائحة الزكية الخفيفة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير