تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سنة سيئة!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[20 - 04 - 2010, 09:13 ص]ـ

وهي سنة ذكرتها في إعجاب لا يخلو من سفة وقلة عقل عرف عن كثير من النساء، فإحدى مديرات المدارس في المملكة منعت بموجب عرف البلد السائد، والمعتبر شرعا في الفتوى ما لم ينقض أصلا شرعيا ثابت، منعت من قيادة السيارة إلى مقر عملها، وكلام أهل العلم في هذه المسألة معروف فهي مسألة تخضع لعرف كل بلد، فهو يقيد المباح، فالأصل في قيادة السيارة للنساء لمسافة تقل عن مسافة القصر المعتبرة مع وجود الضوابط الشرعية، وقل ما توجد عند التحقيق!، ولكن إن وجدت وكانت المسافة أقل من مسافة القصر لئلا تدخل المرأة في حد النهي عن سفر المرأة بلا محرم، إن وجدت فالأصل فيه: الإباحة، ولكن المباح، كما تقدم، يخضع للعرف المعتبر شرعا، فقد يقيد العرف المباح، لا سيما مع مظنة تولد الفساد منه كالذي نشاهد صورا كثيرة منه في البلاد التي تقود فيها النساء السيارات، لا سيما الفتيات الصغيرات، وسفههن معروف مشهور لا سيما في المصايف وأماكن الترفيه في العطلات وغير العطلات!، فلم تجد تلك المديرة الجريئة! إلا ركوب دراجة هوائية إمعانا في تحدي عرف المجتمع، فمنعت، فاضطرت في كفاحها المستميت لنقض عرف البلد السائد إلى ركوب حمار، وهو ما تبدي تلك المرأة المتكلمة، وهي من حملة درجة الدكتوراه!، تبدي إعجابها الشديد به فهو خطوة من خطوات الثورة النسائية المتصاعدة في بلاد الخليج عموما، وفي المملكة خصوصا، بوصفها أكثر البلاد تقيدا بالهدي الظاهر فيما يتعلق بزي ومسلك النساء الظاهر، وقد بدأت تلك الثورة الشبيهة بثورة تحرير المرأة في مصر!، بدأت بكشف بعض سيدات الأعمال وجوههن وحضورهن اجتماعا مختلطا مع رجال الأعمال في مدينة جدة إن لم تخني الذاكرة، وقد استنكر أهل العلم في أرض الحرمين ذلك لكونه خروجا على المعتمد في الفتوى هناك بوجوب النقاب فضلا عن تحريم الاختلاط بلا حاجة فهو مما لا خلاف فيه بين اهل العلم، وفضلا عن كونه عرف البلد السائد، ومن ثم ظهرت أعراض الثورة النسائية في كتابات تتبناها بعض الصحف العلمانية هناك في شد وجذب بين أهل العلم وأهل الصحافة الذين دأبوا في الفترة الأخيرة على الخروج عن تعاليم الشريعة حتى وصف أحدهم في أحد اللقاءات في واقعة معروفة وقعت منذ أيام حديثا نبويا بأنه وحشي، وهو ما استدعى تحويله إلى المحكمة الشرعية، ومن ثم قدم اعتذارا باردا لا يعفيه من المسئولية الشرعية بالقدح في النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالقدح في القول: قدح في قائله بداهة، والأمر موكول للسلطات في بلاد الحرمين، فليس غريبا أن تتبنى هذه الصحف هذه الدعوات، وأن تدور رحى معركة التغيير! بينها وبين أهل العلم، وكان من آخرها ما وقع بعد افتتاح أول جامعة تقنية مختلطة في أرض الحرمين، مع السماح للنساء بقيادة السيارات داخلها في خطوة تبدو وكأنها بالونة اختبار لمعرفة رد فعل المجتمع قبل التفكير في تعميمها، وهو ما هيج أهل الدين هناك على بيان الحكم الشرعي للاختلاط، وحدث، أيضا، شد وجذب بينهم وبين الصحف ذات التوجه الليبرالي، انتهى باستقالة أحد أعضاء هيئة كبار العلماء في واقعة معروفة.

والأمر لا يخلو، أيضا، من مناورات، كحضور بعض الفتيات لمباريات منتخب المملكة في دورة الخليج قبل السابقة في الإمارات سافرات، كما نقل الأستاذ كرم مبارك، فقد كانت البطولة على أرض بلاده، وما واكب ذلك من إشادة بعض الكاتبات بهن لجرأتهن على القيام بتلك الخطوة الجريئة!.

والأمر يبدو كما لو كان استيرادا للتجربة المصرية الفريدة في مجال تحرير المرأة:

محاولة لفك الحصار تدريجيا، بالسماح فقط بكشف الوجه والكفين، ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد بطبيعة الحال، فسيتم بمقتضى سنة التطور!، كشف أجزاء أخرى!، فأول تنازل هو أصعب تنازل وما بعده أيسر بكثير، وقد كانت نساء مصر من النصارى منتقبات موافقة لعرف المجتمع المصري قبل ثورة 19 المشئومة، وبعد تحرير المرأة على يد زعيم الأمة في تمثيلية معروفة نزع فيها النقاب عن وجه إحدى النساء في حركة مسرحية أعقبها حرق الحجاب في ميدان التحرير المعروف في وسط القاهرة، بعد ذلك التحرير استمر العلم على قدم وساق لتطهير الأرض المحررة من آثار عدوان الشريعة عليها، ولك أن تقارن بين نساء مصر النصرانيات المنتقبات احتراما للطابع السائد في المجتمع، وما يفعلنه في زماننا من استفزاز صارخ للمسلمين بتعمد التعري في همجية ظاهرة يعتبرنها كسبا معنويا، وحال كثير من بنات المسلمين لا يقل فداحة عن حالهن، ولو وجدن عرفا اجتماعيا ملتزما ما أقدمن على ذلك، ولكننا في مجتمع يجاهر بالعداء للنساء الملتزمات بالحجاب لا سيما المنتقبات كما وقع في الأزمة الأخيرة في الجامعات والمدن الجامعية في الفصل الدراسي الماضي، وهي أزمة قابلة للتكرار مع نهاية كل فصل دراسي، ويبدو أن فئاما من العلمانيين في أرض الحرمين يريدون افتتاح ميدان يناظر ميدان التحرير عندنا، لا أنالهم الرب جل وعلا ذلك، وبقي أن تظهر الفتاة الجريئة، كما يسميها بعض المفكرين المعاصرين، التي تكسر عرف المجتمع بفعل صارخ كما توجت إحدى السفيهات عندنا في مصر بأنها أول من لبس "الشورت" في الجامعة في مبارة للتنس، فلعل تلك المديرة تكون أيضا: أول مديرة مدرسة في المملكة تذهب إلى عملها على ظهر حمار! إن صدقت رواية تلك الدكتورة!.

وإلى الله المشتكى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير