تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[للتذكرة]

ـ[مهاجر]ــــــــ[07 - 05 - 2010, 09:05 ص]ـ

http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2010/04/30/99139.html

http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2010/04/23/98729.html

والشيء بالشيء يذكر، فمن باب التذكرة: يسر الباري، عز وجل، لي بداية هذا الأسبوع زيارة خاطفة لأحد فروع نقابة الأطباء، وهو الفرع الكائن في مدينتنا، فوجدتهم، ولهم كفاءة معهودة في هذا الشأن ولا أزكيهم على ربهم جل وعلا، وجدتهم يعملون قدر المستطاع في إيصال أي تبرعات إلى إخواننا في القطاع عبر المنفذ الرسمي، المغلق تقريبا حتى إشعار آخر!، فلهم في ذلك طريقتان:

الأولى: تجهيز ما أمكن من المستلزمات الطبية، وهي تتميز بطول فترات صلاحيتها، بخلاف المواد الغذائية، ومن ثم إرسالها إلى مخازن رسمية تمتلكها النقابة في المدن القريبة من المعبر، فإذا ما تكرمت الحكومة المصرية ففتحت البوابة ولو ذرا للرماد في العيون! فإنهم يوصلون هذه المستلزمات إلى الجانب الآخر.

والثانية: سداد ديون القطاع للشركات العالمية التي تمتلك فروعا في القطاع وفي مصر، فكثير من شركات الأدوية العالمية تتعامل مع الجانبين، فلها حساب مفتوح مع القطاع الصحي في غزة، ولها حساب آخر في مصر، فيتم جمع بعض المبالغ المالية لتسديد ديون القطاع نظرا لما يمر به من أزمة مالية من جراء شح الموارد نتيجة الحصار الظالم، فيكون ذلك من قبيل: سداد دين الغارم العاجز عن السداد، وليس مثله من كل وجه، فإدراج ذلك في باب الغارمين أمر يفتقر إلى فتوى ممن له قدم راسخة في الشريعة، وليس لي من ذلك شيء، وإنما الأمر مجرد إشارة للتذكرة لا غير.

ولا شك أن صمود القطاع هذه المدة التي تقترب من ثلاث سنوات، بحلول يونيو القادم، مع شهود كثير من المتابعين للشأن الفلسطيني، ولو من غير المسلمين، مع شهودهم بكفاءة الحكومة المنتخبة في إدارة شئون القطاع، وإن لم يخل ذلك، من تقصير، لا ينفك عنه أي فعل بشري في حال السعة، فكيف به في حال الضيق والحصار، وهذا أمر يدل على مدى صلابة أهل القطاع، ولا يكون ذلك إلا فرعا عن ديانة متينة، ولا نزكيهم على خالقهم عز وجل، فالديانة هي التي رجحت كفة الحكومة الحالية ذات التوجه الشرعي على الحكومة المزيفة في رام الله ذات التوجه العلماني، فلم يكن التمثيل إلا فرعا عن القاعدة الصحيحة لأهل القطاع، بخلاف ما الحال عليه في معظم أمصار المسلمين، فالمثال الحاكم، أيضا، فرع عن القاعدة المحكومة، ولكن بالسلب والنقص، مع تبرم الحاكم من المحكوم، والمحكوم من الحاكم، فقد أغرى الله، عز وجل، بينهم العداوة والبغضاء لما نسى كلاهما حظا مما ذكر به، ولك أن تتخيل أن هذه الشدة قد وقعت في أي مصر آخر، وليكن مصر: الجار الأقرب الذي لم يأمن جاره بوائقه بالمشاركة الفاعلة في الحصار، بمنع وصول المعونات، أو إمرارها على مضض ذرا للرماد في العيون، بكميات ضئيلة تحقق الهدف الرئيس من الحصار وهو إضعاف القطاع مع الإبقاء عليه حيا!، فالمنع قد طال الظاهر فوق الأرض، بغلق البوابات في أغلب الأوقات، والباطن تحت الأرض بسد وتلغيم أنفاق تمر منها بعض الاحتياجات الأساسية، ولعل الحادث الأخير الذي قتل فيه بعض من يعمل في هذا الشأن، بغض النظر عن المسئول الحقيقي، وإن كان القلب يميل لتصديق رواية أهل غزة فهي أولى بالقبول من رواية أهل مصر، وسلطاتها الأمنية تحديدا فهي في الجملة مخرومة المروءة مقدوحة العدالة، فليست أهلا للتصديق كما قد علم كل من تابع فساد الجهاز الأمني في مصر، لعل ذلك الحادث شاهد عدل على ذلك التضييق الشديد، فلك أن تتخيل وقوع تلك الشدة في مصر أو أي بلد لمدة ثلاثة أشهر، أو حتى ثلاثة أسابيع، هل كانت الدولة والمجتمع سيصمدان؟!، لقد وقعت أزمة في الدقيق في مصر من نحو سنتين، تقاتل الناس فيها بالمدي والسكاكين على رغيف خبز قد علمت حاله من الرداءة وعدم المطابقة لأدنى المواصفات الآدمية، وما ذلك إلا لقلة الصبر وسرعة الجزع، لرقة الديانة التي أصابت الغالبية العظمى من المسلمين في الأعصار المتأخرة، فلم يعد للدين دوره البارز في حياة الناس حال السعة أو الضيق، وفي المقابل، ومن باب التندر يقال: لك أن تتخيل أن أزمة في أي شيء من التحسينات التي يترفه بها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير