تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مقتطفات]

ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 04 - 2010, 09:37 ص]ـ

في خبر غريب عن دولة كوسوفا الوليدة: خبر ورد في قناة الجزيرة في برنامج وثائقي عن ذلك الإقليم الإسلامي: محل النزاع التاريخي بين المسلمين لا سيما بني عثمان الغزاة الفاتحين، والنصارى الأرثوذكس من الصرب الذين ذاقوا مرارة الهزيمة في معركة الفتح بقيادة السلطان مراد الأول، رحمه الله، فقتل ملك الصرب: "لازار"، وفتحت كوسوفا ثم لقي السلطان ربه، جل وعلا، برسم الشهادة، ولا نزكيه على ربه، تبارك وتعالى، بطعنة غادرة من جندي صربي تظاهر بالموت، ولعل تلك الهزيمة التاريخية هي سبب رئيس من جملة أسباب الحقد الدفين الذي تكنه صدور الصرب للمسلمين، والذي ظهرت آثاره في العدوان الغاشم على مسلمي البوسنة، ثم على مسلمي كوسوفا، فضلا عن اضطهاد المسلمين السنجق، وهم أقلية إسلامية في الدولة الصربية الأرثوذكسية، وأتباع الكنيسة الأرثوذكسية، على وجه الخصوص، يكنون حقدا لا يستطيعون كتمانه، للإسلام ونبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فالإسلام قد قضى على إمبراطوريتهم البيزنطية الشرقية، بسقوط القسطنطينية في يد محمد الفاتح، رحمه الله، تأويلا للوعد النبوي الصادق، فضلا عن فتح الإسلام لقلوب وأرض أمصار كثيرة كانت السيادة العددية فيها للأرثوذكس، كما هو الحال في مصر، وحالها، كما تقدم في أكثر من مناسبة: شاهد عدل على خلق ذميم هو: الخيانة ونكران الجميل وجحد المعروف، فإن الأرثوذكس قد رزحوا تحت نير الكاثوليك حتى جاء الإسلام فاتحا محررا للقلوب التي أقبلت على الدين الخاتم، والأبدان التي كان الروم يسومونها سوء العذاب في سجون الإمبراطورية التي جعلت مصر بما عرفت به من كثرة الموارد: بقرة الإمبراطورية الحلوب، على عادة المحتل في اصطفاء خيرات البلاد التي يدخلها، فلا يتركها إلا خرابا، وإن ادعى الفتح والتحرير، كما فعل جند الحملة الصليبية المعاصرة في أرض الرافدين، في الحربين الأولى والثانية، فقد نهبت الأرض التي استودعها الرب، جل وعلا، من الكنوز والخيرات ما يجعلها في مصاف الدول الأغنى في هذا العالم، وهي الآن من أفقر دول العالم ومن أكثرها بطالة وفسادا سياسيا وعسكريا وإدرايا ..... إلخ، كما تذكر تقارير المنظمات الدولية، فجاء الإسلام ليصنع مصر من جديد، فيعطي البشر حق الحياة!، الذي ضن به الرومان على المصريين، فدخل الناس في دين الله أفواجا، كما صنع بعد ذلك الأندلس، فوفى بالعهد والذمة، فمنح عبيد الأرض الذين رزحوا تحت نير القوط ما منحه للمصريين الذين رزحوا تحت نير الرومان، فطريقة الإسلام في البلاد المفتوحة واحدة، كما أن طريقة أعدائه في البلاد المحتلة واحدة، والتاريخ شاهد عدل على دين: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، فلا يصح إسلام مكره ابتداء، وليس للإسلام حاجة في أتباع لا يؤمنون به بل يظهرونه نفاقا، فدين الرب، جل وعلا، أعز وأكرم من أن يتسول الأتباع كما تتسول النصرانية في أدغال إفريقية، وفي بؤر الفقر والحاجة في بلدان العالم الإسلامي، فلا يستوي دين هذا حاله، فهو ينفق على أهل ذمته إن قصرت بهم النفقة، ويقرضهم بلا ربا، كما وقع زمن الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، لما امتنع المسلمون عن قبول الزكاة فكلهم أغنياء، فضاق بيت المال ذرعا بأموال الزكاة!، فجعلها قروضا لأهل الذمة ليزرعوا بها أرضهم، بلا ربا، كما تصنع البنوك وبيوت الأموال في الأعصار المتأخرة، فقد نجحت في إيقاع دول إسلامية كثيرة في فخ القروض الربوية التي تظل الدولة تدفع فائدتها المركبة دون أصل الدين!، سنوات بل عقودا، فترتهن مواردها وتوقف خيراتها على دفع أقساط، بل ربا تلك القروض!، فهذا دين الإسلام الذي يضطرم حماسا لهداية البشر وتحريرهم من نير الطواغيت بسيف الشريعة العادل، فيخلي بينهم وبين الحرية الحقيقية ليختاروا ما بدا لهم من الأديان، فكل مسئول عن اختياره: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)، فلم يكلف الإسلام بقهر إرادات الناس على اعتناقه، فـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير