تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[العبد اللطيف]ــــــــ[18 - 07 - 2008, 10:42 ص]ـ

الأستاذين:عبدالعزيز بن حمد العمار. لجنة الإشراف العام.

: أبو لين. لجنة الإشراف العام. شفاه الله وعافاه.

*مالت عليكما أغصان الجنة، وسقاكما الله من أنهارها.

وننتظر مواقف أخرى ولنا عودة إن شاء الله.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[18 - 07 - 2008, 01:26 م]ـ

رائع أبا لين، ما شاء الله!

لقد قال لي المشرف الفاضل أبو أنمار: (الرجل الأسلوب).

فما شاء الله عليك!

دام عطاؤك، ونفع الله بك.

وننتظرك أخي أيها العبد اللطيف بموقف وحدث، وشكرًا لمرورك العطر.

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[18 - 07 - 2008, 03:02 م]ـ

وهذا موقف آخر يرويه لنا أحد أساتذة المرحلة الابتدائية في مدينة الرياض، والآن سأترك الحديث له؛ ليقول ويعبر عن الموقف كيف يشاء:

(وهي قصة مؤثرة جدًّا جدًّا)

كان ياسر طفلا في التاسعة من عمره في الصف الرابع، وكنت أعطيهم حصتين في

الأسبوع. كان نحيل الجسم. أراه دومًا شاردَ الذهن يغالبه النعاس كثيرًا. كان شديد الإهمال في دراسته، بل في لباسه وشعره، ودفاتره كانت هي الأخرى تشتكي الإهمالَ والتمزق َ. حاولت مرارًا أن يعتنيَ بنفسه ودراسته، فلم أفلح كثيرًا. لم يُجْد ِ معه ترغيبٌ أو ترهيبٌ، ولا لوْمٌ أو تأنيبٌ. ذاتَ يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة السادسة قبلَ طابورِ الصباح ِ بساعةٍ كاملةٍ تقريبًا. كان يومًا شديدَ البرودة ِ. فوجئتُ بمنظر ٍ لن أنساه ما حييت. دخلت المدرسة، فرأيت في زاوية ٍ من ساحتها طفلين صغيرين قد انزويَا على بعضِهما. نظرتُ من بعيد فإذ بهما يلبسان ملابسَ بيضاءَ لا تقي جسديهما النحيلة شدة َ البرد ِ. أسرعتُ إليهما دون َ ترددٍ، وإذ بي ألمحُ (ياسرًا) يحتضن أخاه الأصغرَ (أيمن) الطالب في الصف الأول الابتدائي، ويجمع كفيه الصغيرتين المتجمدتين، وينفخ فيهما بفمه، ويفركهما بيديه. منظرٌ لا يمكنُ أن أصفَه، وشعورٌ لا يمكنُ أن أترجمَه. دمعتْ عيناي من هذا المنظر المؤثر ِ. ناديتُه: ياسرُ، ما الذي جاء بكما في هذا الوقت؟! ولماذا لم تلبسا لباسًا يقيكما من َ البرد؟!

فازدادَ ياسرٌ التصاقًا بأخيه، ووارى عني عينيه البريئتين، وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم التي فضحتها دمعة ٌ لم أكن أتصورها. ضممتُ الصغيرَ إليّ، فأبكتني برودة ُ وجنتيه وتيبّسُ يديه. أمسكت بالصغيرين، فأخذتهما معي إلى غرفة المكتبة، فأدخلتهما، وخلعتُ المعطف الذي ألبسه، وألبسته الصغيرَ. أعدتُ على ياسر السؤال: ياسر، ما الذي جاء بك إلى المدرسة في هذا الوقت المبكر، ومن الذي أحضركما؟! قال ببراءته: لا أدري، السائق هو الذي أحضرنا. قلت: ووالدك؟ قال: والدي مسافر

إلى المنطقة الشرقية، والسائق هو الذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود أبي. قلت: وأمك، أمك يا ياسر، كيف أخرجتكما بهذه الملابس الصيفية في هذا الوقت؟! لم يجب (ياسر)، وكأنني طعنته بسكين. بدأ ينظر إلى الأرض ويقول:

أ ... أم ... أمي ... أميـ ... ثم استرسل بالبكاء. قال أيمن (الصغير): ماما عند أخوالي. قلت: ولماذا تركتكم؟! ومنذ متى؟! قال أيمن:

منذ زمن منذ زمن. قلت: ياسر، هل صحيح ما يقول أيمن؟! قال:

نعم، منذ زمن أمي عند أخوالي. أبي طلقها، وضربها، وذهبت، وتركتنا. وبدأ يبكي ويبكي. هدأتهما، وأنا أشعر بمرارة المعاناة، وبدأت أنا الآخر بالبكاء، ولكن حاولت أن أتمالك نفسي، وأن أكظم ما استطعت، ولكي لايفقدان الثقة بأمهما قلت: ولكن أمكما تحبكما، أليس كذلك؟! قال ياسر: بلى .. بلى .. بلى، وأنا أحبها، وأحبها، وأحبها لكن أبي وزوجته ... ثم استرسل بالبكاء. قلت له: ما بهما ألا ترى أمك يا ياسر؟!

قال: لا لا، أنا منذ زمن ما رأيتها. أنا يا أستاذ أتمنى أراها لو مرة واحدة أرجوك ياأستاذ. قلت: ألا يسمح لك والدك بزيارتها!؟ قال: كان يسمح، لكن منذ تزوج لم يعد يسمح لي. قلت له: يا ياسر، زوجة أبيك مثل أمك، وهي تحبكم. قاطعني ياسر: لا لا. يا أستاذ، أمي أحلى؛ فهذي تضربنا، ودائمًا تسب أمي عندنا. قلت له: ومن يتابعكما في الدراسة؟! قال: لا أحد يتابعنا، وزوجة أبي تقول له: إنها تدرسنا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير