ـ[العبد اللطيف]ــــــــ[20 - 07 - 2008, 02:21 ص]ـ
بوح في الظلام (منقولة).
سألتني صديقتي: أين يدرس ابنك الصغير؟ أجبتها بكل فخر: يدرس في مدرسة اخترتها بعد طول عناءعدت إلى منزلي بعد طول عناء في العمل، وتجمعت الأسرة حول المائدة، ولكن ابني الصغير كان متجهم الوجه، ثم هرول إلى غرفته، ناديته: عبدالله، تعال، لم تأكل جيداً. ولكن لا مجيب.
ثم ذهب كل واحد علّه ينال قسطاً من الراحة بعد عناء يوم شاق.
فتحت بعدها عيني وابتسامة الرضا تعلو ثغري، كان هناك شيء يشغلني قبل أن أنام، تذكرت .. إنه عبدالله .. وبعد لحظات، قضيت فيها مشاغلي الخاصة، بحثت عن ابني في أكثر من مكان .. أخيراً وجدته .. تحت الطاولةّ!! ومعه مجسم صغير لرجل .. وهو يتكلم معه .. كلاماً أطار عقلي ..... ثم بدأ يضرب المجسم وهو يردد "تراني بصفقك"
- اخرج، ماذا تفعل؟ عبدالله
- ألعب يا أمي ..
- حسناً، أحضر دروسك .. أين حقيبتك؟
فتحت الحقيبة .. وبدأنا بمراجعة الدروس درساً درساً .. ثم أخرجت المصحف، وما أن رآه حتى اغرورقت عيناه بالدموع وبحركة سريعة وضعت الكتب في الحقيبة ولملمت أغراضه، ثم اقترحت عليه أن نلعب تلك اللعبة التي يحبها، كما أن وقت نومه اقترب، وهو – بالمناسبة – من أهم الأوقات، فهو وقت المصارحة، وبث الكلام الذي لا يخرج إلا في الظلام.
أمي، أنا لا أحب التلاوة!! .. الأم: استغفر الله
- أستغفر الله يا أمي، ولكن أنا لا أحب معلم التلاوة.
- لماذا؟ المعلم إنسان فاضل، علينا احترامه.
- ولكنه يا أمي سيء الألفاظ، فظ القلب، بذيء اللسان، أتصدقين يا أماه، إنه لا يناديني باسمي، وإذا اشتد غضبه علي يقول إنني حيوان، اليوم قالها لي .. نعم قالها لي. وبدأ ينشج .. تمالكت نفسي، ومسحت دمعة سقطت من عينيه.
- عبدالله، أهذا المعلم هو ذلك المجسم الذي كنت تضربه تحت الطاولة؟
ردَّ بخجل: نعم يا أمي ... أنا أكرهه.
- ولماذا يناديك بهذه الكلمة؟
- لا أعرف، ليس أنا فقط، بل ينادي زملائي أيضاً بمثل هذه الكلمة، فكلنا حيوانات في حديقته، أقصد في فصله.
ومرت دقائق ... ثم قلت له: حسناً يا بني، كما تشاء، مصارحتك لي هي الأهم، ولكن ما رأيك في قصة جميلة وقصيرة، عن المعلم الأول وعن أول معلم في الإسلام.
هز رأسه موافقاً
يا بني .. ليس كل معلم أو معلمة على هذا النحو، بل إن المعلم يفترض فيه أن يكون على قدر كبير من سمو الأخلاق ودماثة الخلق، ووداعة الجانب؛ لأنه مرب قبل أن يكون معلماً، ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.
بعث الرسول صلى الله عليه وسلم "مصعب بن عمير" رضي الله عنه، ولأن له لساناً زكياً، فقد استطاع أن يرغّب الكثير في دخول الدين القويم، حتى إنه ما بقي في المدينة بيت إلا دخله الإسلام، ساعده في ذلك حسن خلقه وحلاوة لسانه، فأحبه الصغير قبل الكبير،
فانظر يا بني كيف أن حسن الخلق، والكلمة الطيبة تنتج خيراً كثيراً، والدين المعاملة.
- أمي، ما رأيك أن تكلمي المدير ليجلب لنا مصعب بن عمير ليدرسنا التلاوة؟
ـ[العبد اللطيف]ــــــــ[20 - 07 - 2008, 02:28 ص]ـ
رسالة من أم إلى ابنها
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
هذه إحدى الأمهات قالت بالحرف الواحد:
لي أربعة أبناء, ثلاثة لا أراهم إلا قليلا .. أما رابعهم يأتيني كل جمعة .. بعد صلاة الجمعة مباشرة .. ومعه جريدة .. يتصفحها عندي قليلا ثم ينصرف\" فكتبت إليهم هذه الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
يا بني .. هذه رسالة مكلومة من أمك المسكينة .. كتبتها على استحياء .. بعد تررد وطول انتظار .. أمسكت بالقلم مرات فحجزته الدمعة .. وأوقفت الدمعة مرات فجرى انين القلب .. يا بني .. بعد هذا العمر الطويل .. أرآك رجل سويا مكتمل العقل .. ومتزن العاطفة .. من حقي عليك أن تقرأ هذه الورقة .. وإن شئت بعد فمزقها كما مزقت أطراف قلبي من قبل .. يا بني .. منذ خمسة وعشرين عاما كان يوما مشرقا في حياتي .. عندما أخبرتني الطبيبة أنني حامل .. والأمهات يا بني يعرفن معنى هذه الكلمة جيدا .. فهي مزيج من الفرح والسرور .. وبداية معاناة مع التغيرات النفسية والجسمية .. وبعد هذه البشرة .. حملتك تسعة أشهر في بطني .. فرحةً جذلا .. أقوم بصعوبة .. وأنام بصعوبة .. وآكل بصعوبة .. وأتنفس بصعوبة .. ولكن .. كل ذلك لم ينقص محبتي لك .. وفرحي بك .. بل نمت محبتك مع الأيام .. وترعرع الشوق إليك .. حملتك يا بني وهن على وهن .. وألما على ألم .. أفرح
¥