بحركتك .. وأسر بزيادة وزنك وهي حمل على ثقيل .. إنها معاناة طويلة .. أتى بعدها فجر تلك الليلة التي لم أنم فيها ... ولم يغمض لي فيها جفن .. ونالني من الألم والشدة, والرهبة والخوف مالا يصفه القلم ولا يتحدث عنه اللسان .. ورأيت بأم عيني الموت مرات عدة ... حتى خرجت إلى الدنيا .. فامتزجت دموع صراخك بدموع فرحي .. وأزالت كل ألامي وجراحي .. يابني .. مرت سنوات من عمرك وأنا أحملك في قلبي .. وأغسلك بيدي .. جعلت حجري لك فراشا .. وصدري لك غذاء .. أسهرت ليلي لتنام .. وأتعبت نهاري لتسعد .. أمنيتي كل يوما أن أرى ابتسامتك .. وسروري في كل لحظة أن تطلب مني شيء أصنعه لك .. فتلك هي منتهى سعادتي .. ومرت الليالي والأيام .. وأنا على تلك الحالة .. خادمة لم تقصر .. ومرضعة لم تتوقف .. وعاملة لم تفتر .. حتى اشتد عودك .. واستقام شبابك .. وبدت عليك معالم الرجولة .. فإذا بي أجري يمينا وشمالا .. لأبحث لك عن المرأة التي طلبت .. وأتى موعد زفافك .. فتقطع قلبي .. وجرت مدامعي .. فرحة بحايتك الجديدة .. وحزنا على فراقك .. ومرت الساعات ثقيلة .. فإذا بك لست ابني الذي أعرفه .. لقد أنكرتني وتناسيت حقي .. تمر الأيام لا أرآك .. ولا أسمع صوتك .. وتجاهلت من قامت بك خير قيام .. يابني .. لا أطلب إلا القليل .. اجعلني في منزلة أطرف أصدقائك عندك .. وأبعدهم حضوة لديك .. اجعلني يابني .. إحدى محطات حياتك الشهرية .. لأرآك فيها ولو لدقائق .. يابني .. احدودب ظهري .. وارتعشت أطرافي .. وأنهكتني الأمراض .. وزارتني الأسقام .. لا أقوم إلا بصعوبة .. ولا أجلس إلا بمشقة .. ولا يزال قلبي ينبض بمحبتك .. لو أكرمك شخصا يوما لأثنيت على حسن صنيعه .. وجميل إحسانه .. وأمك أحسنت إليك إحسانا لا تراه .. ومعروفا لا تجازيه .. لقد خدمتك وقامت بأمرك سنوات وسنوات .. فأين الجزاء والوفاء؟ ... ألهذا الحد بلغت بك القسوة وأخذتك الأيام؟ يابني .. كلما علمت أنك سعيد في حياتك زاد فرحي وسروري .. ولكني أتعجب وأنت صنيع يدي! أي ذنب جنيته حتى أصبحت عدو لك؟ لا تطيق رؤيتي! .. وتتثاقل زيارتي .. هل أخطأت يوما في معاملتك أو قصرت لحظة في خدمتك؟ .. امنحني جزءا من رحمتك .. ومن علي ببعض أجري .. وأحسن .. فإن الله يحب المحسنيين .. يابني .. أتمنى رؤيتك .. لا أريد سوا ذلك .. دعني أرى عبوس وجهك .. يابني .. تفطر قلبي .. وسالت مدامعي .. وأنت حي ترزق .. ولا يزال الناس يتحدثون عن حسن خلقك وجودك وكرمك .. يابني .. اما آن لقلبك ان يرق لإمرأة ضعيفة أضناه الشوق .. وألجمه الحزن .. جعلت الكمد شعارها .. والغم ديثارها .. وأجريت لها دمعا, وأحزنت قلبا, وقطعت رحما .. لن أرفع الشكوى .. ولن أبث الحزن .. لأنها إن ارتفعت فوق الغمام .. واعتلت إلى باب السماء .. أصابك شئم العقوق .. ونزلت بك العقوبة .. وحلت بدارك المصيبة .. لالالالالالا .. لن أفعل .. لا تزال يابني فلذة كبدي .. وريحانه حياتي .. وبهجة دنياي .. أفق يا بني .. بدأ الشيب يعلو مفرقك .. وتمر السنوات ثم تصبح أبا شيخا .. والجزاء من جنس العمل .. وستكتب رسائل لأبنك بالدموع .. مثل ما كتبتها إليك .. وعند الله تجتمع الخصوم .. يابني .. اتقي الله في أمك .. كفكف دمعها .. وواسي حزنها .. وإن شئت بعد ذلك فمزق رسالتها .. واعلم أن من عمل صالحا فلنفسه .. ومن أساء فعليها ..
إخوتي /أخواتي .. لنقف و نراجع و نفكر في تعاملنا و مخاطبتنا لأمهاتنا .. فقد كثرت آهاتهن.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[21 - 07 - 2008, 03:13 م]ـ
مبحرة في علم لا ينتهي
العبداللطيف
أنتما رائعان والله.
ـ[أم أسامة]ــــــــ[22 - 07 - 2008, 04:57 ص]ـ
لك جزيل الشكر أخي على هذا الموضوع المتميز ...
ولك الشكر على ما أتحفتنا به
والشكر الجزيل لكل الأعضاء الذين شاركوك
طرح متميز وقصص رائعة ...
لا حرمكم الله الأجر.
في جعبتي الكثير من المواقف ...
وكما أفادت الأخت مبحرة كلانا في كلية واحدة وقاعة واحدة وصف واحد وكلانا نستفيد جداً من هذه الزاوية سنبدأ من حيث توقف الأخرين.
هذه القصة حدثت لأخي الصغير في الصف الرابع ...
حينما أنتهى من صلاة العصر في المسجد تفاجئ به والدي يرفع يديه ويدعوا يا رب أنك ما تردني يا رب تصيب معلم اللغة العربية بجلطة يا رب ...
هنا ضحك أبي وسرد القصة علينا مستصغر للأمر وهويسأله لماذ كل هذا؟
قال:كل ما خطر بباله ضربنا على أتفه الأسباب!!!
وكأننا أصغر أطفاله (يرى نفسه كبير:))
وبعد يومان تقريباً دخل أبي متعجب هل تعلمون أن معلم .... أصيب بجلطه.
سبحان الله لم يكن يشتكي المعلم من أي علة وفي عز شبابه.
هنا الوضع لم يرق لي للبته وقلت له:الآن رضيت المعلم مسكين!
فإذا به يجيب: (أحسن يستاهل يليته مات)
في الحقيقة شيء مؤلم فعلاً قلت له: هل تعلم أن لديه أطفال مؤكد هم الآن يبكون
ترضى أن يفعل ذلك أحد بأبيك!!
هنا بدأ يحس بحجم المشكلة.
بعد مرور شهرين أو أكثر ...
جاء ... أبشرك لقد شفي المعلم ورجع لأبنائه (عاد المعلم)
وهذه الأولى والأخيرة لن أدعي على مسلم ....
يا معلمين أحذرو هناك أبواب أكبر من باب المدير وحتى وزير التعليم يلجأ إليها التلاميذ.
لو كل معلم وضع بباله أن عملية التعليم ليست تحدي وفرد للعضلات وكل معلم يقول:أنا شخصيتي قوية ولا طالب يتنفس أثنا الدرس ...
لي عودة بإذن الله إذا سمح لي وقتي ....
أسفة جداً على الإطاله ..
¥