وقوله تعالى: {يقول الإنسان يومئذ أين المفر} 11.
ـــــــــــــــــــ
" كيف ": اسم استفهام مبني على الفتح، لتعيين الحال. نحو: كيف حالك؟
ومنه قوله تعالى: {وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله} 1.
" كم " اسم استفهام مبني على السكون، يفيد العدد. نحو: كم ريالا معك؟
ومنه قوله تعالى: {قال كم لبث} 5.
وقوله تعالى: {قال قائل منهم كم لبثم} 6.
" أنَّى " اسم استفهام مبني على السكون، يفيد الزمان والمكان، وذلك حسب ما يقتضيه السياق.
مثال الزمان: أني تسافرون؟
ومنه قوله تعالى " {لا إله إلا هو فأنى تصدقون} 8.
فجاءت " أنى " بمعنى " متى " والتقدير: متى تصدقون.
ومنه قوله تعالى: {فأنى يبصرون} 9.
ومثال دلالتها على المكان قولنا: أنى لك هذا؟
ومنه قوله تعالى: {قلتم أنى هذا} 10.
والتقدير: من أين هذا، وقد دل عليه الجواب بتعيين المكان في تكملة الآية.
قال تعالى: {قل هو من عند أنفسكم} 11.
ــــــــــــــــــــ
وقد تأتي " أنى " للحال.
كقوله تعالى على لسان مريم: {قالت أنى يكون لي غلام} 1.
والتقدير: كيف يكون لي غلام.
" أيُّ ": اسم استفهام يطلب به التعيين لما يضاف إليه " تعيين التمييز ".
نحو: أي نوع من الفاكهة اشتريت؟
ومنه قوله تعالى: {فبأي آلاء ربك تتمارى} 2.
ـــــــــــــــ
المعاني المجازية للاستفهام (أغراض الاستفهام ودلالاته)
لقد أوضحنا المعنى الحقيقي لأدوات الاستفهام، وهو طلب العلم بالشيء، أو فهمه، ولكن هناك معان مجازية بلاغية نذكرها أيضا للإفادة منها.
1 ـ الاستفهام الإنكاري. كقوله تعالى: {أغير الله اتخذ وليا} 1.
2 ـ الاستفهام التوبيخي. كقوله تعالى: {أعجلتم أمر ربكم} 2.
3 ـ الاستفهام التقريري. نحو: أأنت كسرت الزجاج.
ومنه قوله تعالى: {أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون} 3.
والمقصود بالتقرير: حمل السامع على الإقرار بصدور الفعل.
4 ـ الاستفهام التحكمي. نحو قوله تعالى: {أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا} 4.
5 ـ الاستفهام التنبيهي. كقوله تعالى: {فأين تذهبون} 5.
6 ـ الاستفهام التحقيري.
نحو قوله تعالى: {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين مَن فرعون} 6.
وذلك بفتح ميم " مَن " ورفع " فرعون " في قراءة ابن عباس.
أما في قراءة الجمهور فهي " مِن " بكسر الميم على اعتبارها جار ومجرور، وعلى ذلك لا استفهام فيها.
7 ـ الاستفهام التعجبي. نحو قوله تعالى: {ما لي لا ارى الهدهد} 7.
فالله جل جلاله يستفهم متعجبا على لسان سيدنا سليمان عن عدم رؤيته للهدهد عندما جمعهم لأمر من الأمور.
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 14 الأنعام. 2 ـ 150 الأعراف.
3 ـ 82 المؤمنون. 4 ـ 87 هود.
5 ـ 26 التكوير. 6ـ 30، 31 الدخان.
7 ـ 20 النمل.
أجوبة الاستفهام والحروف المستخدمة فيها
الاستفهام المثبت والاستفهام المنفي:
أولا ـ أجوبة الاستفهام المثبت:
1 ـ إذا كان الاستفهام يطلب به معرفة مضمون الجملة، لأن السائل يجهله، سواء أكان الاستفهام بـ " هل ".
كقوله تعالى: {هل أتاك حديث الغاشية} 1.
أم كان الاستفهام بـ " الهمزة ".
نحو قوله تعالى: {أاتخذ من دونه آلهة} 3.
وقوله تعالى: {أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد} 4.
فالجواب حينئذ: " نعم " في الإثبات، و " لا " في النفي.
فتقول على سبيل المثال: نعم نحن شاكرون، ونعم اتخذ من دونه آلهة.
أو تقول في حالة النفي: لسنا شاكرين، أو لم اتخذ من دونه آلهة.
2 ـ أما إذا كان الاستفهام يطلب به التعيين، فلا يحتاج الجواب إلى استخدام حروف الإجابة، وإنما يكون الجواب بتعيين أحد الشيئين اللذين يسأل عنهما السائل، أو بتعيين الأمر المستفسر عنه. نحو: أتفضل قراءة الشعر أم النثر؟
وتكون الإجابة بتعيين أحد الشيئين المذكورين في السؤال، إما الشعر، أو النثر.
وأما تعيين الشيء المستفسر عنه.
كقوله تعالى: {قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله} 5.
ــــــــــــــــــ
ثانيا ـ أجوبة الاستفهام المنفي:
¥