ذكرنا آنفا أن الاستفهام المنفي، هو الاستفهام المثبت في حد ذاته، ولكنه يأتي بعد أداة الاستفهام، حرف نفي، أو ما يدل على النفي.
والجواب حينئذ يكون " بلى " في الإثبات، و " نعم " منفية في النفي.
نحو قوله تعالى: {وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} 1.
ومثال النفي: ألم تتأخر عن طابور الصباح؟ الجواب: نعم لم أتأخر.
ألست مذنبا؟ الجواب: نعن لست مذنبا.
تنبيه: يرادف " نعم " من أحرف أجوبة الاستفهام " أجل "، و " جير " التي للقسم، وإي.
نحو: هل ستشترك في المسابقة؟ الجواب: أجل سأشترك.
ومثال " جير " قول امرئ القيس:
لم تفعلوا فعل آل حنظلة إنهم جير بئسما ائتمروا
ومنه قولهم: هل أكرمك محمد؟ فتقول: جير لقد أكرمني.
ومثال " إي " ـ بكسر الهمزة، وسكون الياء ـ وتأتي دائما قبل القسم.
قوله تعالى: {ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي} 4.
ـــــــــــــــــــــ
إعراب أدوات الاستفهام
أولا ـ هل والهمزة: حرفان مبنيان لا محل لهما من الإعراب.
ثانيا ـ بقية أدوات الاستفهام: كلها مبنية، ولها محل من الإعراب سنوضحه فيما بعد، ما عدا
" أي " فهي معربة لأنها تضاف إلى مفرد، وهي على النحو التالي:
* " أي ":
1 ـ تعرب مبتدأ إذا تلاها فعل لازم.
نحو قوله تعالى: {أيُّ الحزبين أحصى} 1.
الإعراب: أي: اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، الحزبين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.
أحصى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقدير: هو يعود على الحزبين. " 2 " والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
ـ أو تلاها فعل متعد استوفى مفعوله. نحو: أيُّ الطلاب كتب الدرس.
الإعراب: أي: اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، الطلاب: مضاف إليه.
كتب: فعل ماض مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر جوازا، تقديره: هو.
الدرس: مفعول به منصوب بالفتحة. والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
ـ أو خلت الجملة من الفعل لازما كان، أو متعديا.
نحو قوله تعالى: {أي شيء أكبر شهادة} 3.
ـــــــــــــــ
2 ـ أعرب بعض النحاة ومنهم أبو علي الفارسي والزمخشري " أحصى " فعلا ماضيا، لأن بناء اسم التفضيل من غير الثلاثي ليس بقياس، كما أن إعراب " أمدا " يحتاج إلى متعلق، وهو الفعل أحصى، ولا يصح أن يتعلق باسم التفضيل، لأن اسم التفضيل لا يعمل. وقد أعربة الزجاج والتبريزي اسم تفضيل.
الإعراب: أي: اسم استفهام مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وشيء: مضاف إليه.
أكبر: خبر مرفوع بالضمة. شهادة: تمييز منصوب بالفتحة.
2 ـ إذا جاء بعدها فعل لازم، وأضيفت إلى مصدر الفعل، تعرب مفعولا مطلقا.
نحو قوله تعالى: {أيَّ منقلب ينقلبون} 1.
أي: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهي مضاف.
منقلب: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
ينقلبون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة في محل رفع فاعل.
3 ـ تعرب خبرا إذا تلاها فعلا ناسخا. نحو: أيا كنت من زملائك؟
أيا: خبر لكان مقدم عليها، منصوب بالفتحة.
كنت: كان الناقصة، واسمها.
من زملائك: جار ومجرور متعلقان بـ " أيا "، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه.
4 ـ وإذا سبقها حرف جر فهي اسم مجرور. نحو: لأي سبب عاقبت التلميذ؟
ومنه قوله تعالى: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} 2.
فبأي: الفاء حسب ما قبلها، بأي: جار ومجرور متعلقان بـ " تكذبان " , وأي مضاف.
آلاء: مضاف إليه، وهو مضاف، وربكما: مضاف إليه، ورب مضاف، والكاف في محل جر مضاف إليه.
تكذبان: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين في محل رفع فاعله.
* " من ": تعرب حسب موقعا من الجملة، على النحو التالي:
1 ـ تأتي في محل رفع مبتدأ، إذا تلاها فعل متعد استوفى مفعوله.
نحو قوله تعالى: {من يحيي العظام وهي رميم} 3.
من: أسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
ـــــــــــــــ
يحيي: فعل مضارع مرفوع بالضمة. والفاعل ضمير مستتر جوازا، تقديره: هو.
العظام: مفعول به منصوب بالفتحة.
والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
¥