ـ[معاني]ــــــــ[29 - 07 - 2010, 03:59 م]ـ
حكمة أمس
ذهب أمس وانطوت صفحته ولم أكتب فيه حكمة ,ولكن .. لنأخذ منه حكمة .. ونتوقف عنده ... فما أمس؟ أليس هو اليوم الذي انتهى أي اليوم الذي مات؟ ولكن كيف؟ أليس هو اليوم قد عاد من جديد؟ وكأنه ذهب لينام مع الشمس ثم يشرق معها ويأتينا من جديد؟
... لا فرق ... إن بدا تغيير فأنت الذي غيرت أو تغيرت أم أن اليوم الذي غيرك ... أليس هو سبب تغيرك؟
أم أنك مت أيها الأمس بعد أن نمى في أحشائك جنين اليوم لتلفظه وتلفظ أنفاسك معه .. ...
فإذا أردت أن يصلح غدك فلتغذي جنين يومك اليوم ... فما اليوم إلا ابن الغد .. وما الأمس إلا طفولة اليوم ...
... ولكن هل ذلك يعني أن ليس لك خيار في حاضرك إلا من جهة أمسك؟؟؟
ولا وجود لغدك إلا في يومك؟؟
إذن أين حاضرك؟؟
هل الحاضر وهم؟؟؟
أنا الآن جالسة أمام الشاشة أنظر وأفكر في حكمة الزمان وأكتب وكل مافي الماضي من أحداث وأشخاص وأشياء قد تلاشى كأن لم يكن فأين أمس؟ لا وجود له إطلاقا ...
وأنا لا أعرف ماذا أكسب غدا؟ فالغد لم يحضر ... أي لا وجود له إطلاقا ... إذن اللحظة الحاضرة هي الوجود الحقيقي .... وهي ليست وهما ....
ولكن أين ذهب الماضي أو أين تركته؟ ألم أجد آثاره في نفسي ويومي .. حتى الذكريات التي تقبع في ذاكرتي هي الماضي الذي
بقي حيا .... أو ربما رفات الماضي الذي أراه كما يرى الظمآن السراب فيحسبه ماء اٌ ... عجيب أمر الماضي تشعر به يسيرك وهو قد انتهى .. وتسير وراء الغد وهو لن يأتي أبدا إلا في صورة الحاضر الذي من قوانينه التلهف والظمأ.
ليت شعري ما قصتك أيها الإنسان مع الزمن يحكمك وتظن نفسك تحكمه أم تحكمه وتظن أنه يحكمك.
وما لحكمة من تأطير وجودك بالزمان؟
وهل الزمان الذي يقيدك سوى حركة الأرض والشمس فإذا توقفت الحركة ... ليس هناك زمان ...
وكيف سيكون الحال لو لم يحصرنا الزمان ... حيث لا ذكرى ولا أمل .. ؟ هل سنعمل أم نتكاسل؟ وهل سيكون وجودنا دائما؟ وهل ذاك متعة لنا أم ألم ... أم ملل .. حيث الفراغ والمعرفة والسكون والاستقرار .. لا متعة استكشاف .. ولا نضال في سبيل الحق.
كتبت هذا (الخلط) أمس (الأربعاء) استدراكا لفرار (الثلاثاء) الذي مضى ولم أكتب فيه في هذه النافذة شيئاً, ولم تطل وقفتي على أطلال أمسي حيث جرى لي ظرف فتركت الكتابة ولم أكمل ما بدأته ...
قرأت ما خططتُه أمس فأحسست أن سطوري تسخر مني ,وأمس يهزأ بي وأحس أن حركة الزمن العجيبة تدفعني بقوة إلى الحاضر لأسير معها كما تسير فلا مجال لمتوقف أو متهاون.
وقد فهمت أن هذا ظرف جاء تأديبا ورسالة لي تقول أضعت أمسك اختيارا وهو خطأ فاليوم سيهرب منك عقابا كما فرطت في أمسك فالأيام لا تسيرعلى هواك إلا إذا سرتِ في الطريق الصحيح .. أما إذا تعثرت في الطريق فلن تنتظرك ..
تألمت من هذا العقاب والتقطت منه رسالة أخرى تقول:
قد ضاع الحاضر لإنكِ أدرت ظهرك إلى الماضي وكان الأجدر بك أن تتوقفي في (اليوم) فقط.
فتيقنت ألا حل إلا أن تغض الطرف عن ماضيك وتقوم على الفور لتعمل صالحا ولا تتوقف أمام ماضيك إلا من زاوية التوبة والاستغفار وليست هي نظرة إلى الماضي بقدر ما هي تنقية الحاضر من أثره.
قال الله تعالى:
(حَتّىَ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبّ ارْجِعُونِ * لَعَلّيَ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاّ إِنّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىَ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
****
رب اغفر وارحم وأنت خيرالراحمين.
ـ[ابنة القوم]ــــــــ[29 - 07 - 2010, 07:49 م]ـ
أشكرك على هذا الإبداع الفكري
متابعة لك ..
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[30 - 07 - 2010, 02:37 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله
زادك الله من فضله وسما بك إلى فردوسه كما سموت بأرواحنا بعد فتور وألهبت قلوبنا وهممنا للتحرك والمضاء.
لقد حلقت روحي عاليا وأنا أقرأ سطورك الوضاءة في هذه النافذة ,كل سطر بل كل حرف صنع في شيئا, أسأل الله أن يجزيك عنه خير الجزاء وأن يبارك لك فيما آتاك.
فأبت روحي إلا أن تشكركم وذلك بأن تشارككم في عرض رؤاها و ترصد انعكاسات الحياة والزمان والمكان والإنسان في مرآتها.
فإن أحسنت فمن الله والحمد لله ,وإن حادت عن الجادة ظننا بالله أننا لن نعدم موجها منكم.
أسأل الله لكم التوفيق والسداد.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
ماشاء الله تبارك الله رب العزة والإجلال الخبير السميع البصير .. جزيتِ خيراً أختي الفاضلة على تلك المُشاركات القيِّمة وإني سأعود لها بإذن الخالق مشاركة مشاركة بل حرفاً حرفاً .. فما أثريتِ بهِ اليوميات لعظيم لكبير .. فبورك فيك وأعزك بالإسلام وبالعقل وبسائر نعمه. آمين وكل المُسلمين.
ـ[معاني]ــــــــ[30 - 07 - 2010, 03:19 م]ـ
أشكرك على هذا الإبداع الفكري
متابعة لك ..
مرورك , ومتابعتك شرف لي أختي العزيزة فشكر الله لك وجزاك خيرا , وأتمنى منك ومن جميع الأعضاء المشاركة في هذه النافذة الطيبة , حتى تتنامى الأفكار والرؤى وتتجدد ولا نصاب بالجمود أو هيمنة فكرة محددة على عقولنا بل يكون ذلك وسيلة نتعرف بها على الغير فلا نستطيع أن نصل إلى الآخرين إلا إذا عرفنا كيف يفكرون.
¥