تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[يوم عاشوراء]

ـ[ياسر1]ــــــــ[28 - 01 - 2007, 07:07 م]ـ

:::

في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سُئل عن يوم عاشوراء فقال: ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يومًا يتحرى فضله على الأيام إلاّ هذا اليوم – يعني يوم عاشوراء – و هذا الشهر – يعني رمضان -.

و يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة و حرمة قديمة، فقد كان موسى عليه الصلاة و السلام يصومه لفضله حيث أنجاه الله و قومه، و أغرق فرعون و قومه، و كان أهل الكتاب يصومونه و كانت قريش في الجاهلية يصومونه.

و كان صلّى الله عليه و سلم يصوم عاشوراء بمكة و لا يأمر الناس بالصوم، فلمّا قدم المدينة و رأى صيام أهل الكتاب له و تعظيمهم له، و كان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به، صامه و أمر الناس بصيامه، و أكد الأمر بصيامه و الحث عليه، حتى كانوا يصومونه أطفالهم. و في الصحيحين عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال قدم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: " ما هذا اليوم الذي تصومنه " قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى و قومه، و أغرق فرعون و قومه، فصامه موسى شكرًا لله فنحن نصومه فقال صلّى الله عليه و سلّم: " نحن أحق و اولى بموسى منكم " فصامه رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و أمر بصيامه.

و في الصحيحين أيضًا عن الرُبيّع بنت معوذ قالت: أرسل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة " من كان أصبح منكم صائمًا فليتم صومه، و من كان أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه ". فكنّا بعد ذلك نصوم و نصوّم صبياننا الصغار منهم، و نذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إيّاها حتى يكون عند الإفطار. و في رواية: فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة نلهيهم حتى يتموا صومهم.

فلمّا فُرض صيام شهر رمضان ترك النبي صلّى الله عليه و سلّم أمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء و تأكيده فيه، لما في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: صام النبي صلّى الله عليه و سلّم عاشوراء و أمر بصيامه فلمّا فرض رمضان ترك ذلك – أي ترك أمرهم بذلك و بقي على الاستحباب -.

و في الصحيحين أيضًا عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه و سلّم يقول: " هذا يوم عاشوراء و لم يكتب الله عليكم صيامه و أنا صائم، فمن شاء فليصم و من شاء فليفطر ". و هذا دليل على نسخ الوجوب و بقاء الاستحباب.

و من فضائل شهر الله المحرم أن صيام يوم عاشوراء فيه تكفير لذنوب السنة الماضية، فقد روى مسلم في صحيحه عن ابي قتادة أن رجلاً سأل النبي صلّى الله عليه و سلّم عن صيام يوم عاشوراء فقال: " أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ".

و قد عزم النبي صلّى الله عليه و سلّم في آخر عمره على ان لا يصومه مفردًا بل يضم له يومًا آخر مخالفةً لأهل الكتاب، ففي مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله صلّى الله عليه و سلّم عاشوراء و أمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنّه يوم تعظمه اليهود النصارى، فقال صلّى الله عليه و سلّم: " فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع " (أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب) قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلّى الله عليه و سلّم.

قال ابن القيّم رحمه الله تعالى في زاد المعاد (2/ 76): مراتب الصوم ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم و بعده يوم، و يلي ذلك أن يصام التاسع و العاشر، و عليه أكثر الأحاديث، و يلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم. و الأحوط أن يصام التاسع و العاشر و الحادي عشر (تاسوعا و عاشوار و حادوشا!) حتى يدرك صيام يوم عاشوراء.

أمر أخير الحذر من البدع في هذا اليوم من تخصيص دعاء معين أو رقية عاشوراء أو الاكتحال أو الاختضاب و تخصيص هذا اليوم بهذه الأعمال أو تخصيص طعام لهذا اليوم فكل هذه بدع لا أصل لها.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير