تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقارنة بين الأحرف السبعة والقراءات]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[27 - 01 - 2007, 12:40 ص]ـ

تمهيد

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

إن الله تعالى خلق الخلق كافة، وخلق العرب وجعل لهم لهجات متعددة ولغات شتى وكانت لغة قريش لها الصدارة لعدة أسباب منها: وجودهم في جوار بيت الله الحرام وقيامهم على السقاية والرفادة والسدانة وخدمة الحجيج واشتغالهم بالتجارة واختلاطهم ببقية العرب لذلك اقتضت حكمة الحكيم العليم جل وعلا أن ينزّل القرآن الكريم باللغة التي يفهمها العرب للتيسير عليهم ولإعجازهم ولتحدي أرباب الفصاحة والبلاغة بأن يأتوا بمثل هذا القرآن أو بسورة منه أو بآية منه فأعجزهم، وتحداهم فقال جل وعز وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين * فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين [البقرة: 23 – 24] وقال جل شأنه إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون [يوسف: 2]

أولاً: الدليل على نزول القرآن على سبعة أحرف:

كذلك الحال لقد اقتضت حكمة الخبير العليم أن ينزّل القرآن المجيد على سبعة أحرف جاء في البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للبخاري عن سيدنا عمر رضي الله عنه يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره – أي أقاتله – في الصلاة فانتظرته حتى سلم فلبّبته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {هكذا أنزلت} ثم قال: اقرأ يا عمر فقرأتها التي أقرأنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {هكذا أنزلت} ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه) (1).

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثانياً- كثرة طرق هذا الحديث الشريف [حتى بلغ مرتبة الحديث المتواتر]:

لقد ورد حديث {نزل القرآن على سبعة أحرف} من رواية جمع من الصحابة:

أُبَيّ بن كعب وأنس وحذيفة بن اليمان وزيد بن أرقم وسمرة بن جندب وسليمان بن صُرَد وابن عباس وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وعمر بن أبي سلمة وعمرو بن العاص ومعاذ بن جبل وهشام بن حكيم وأبي بكرة وأبي جهم وأبي سعيد الخدري وأبي طلحة الأنصاري وأبي هريرة وأبي أيوب فهؤلاء أحد وعشرون صحابياً رضي الله تعالى عنهم وقد نص أبو عبيد على تواتره (2).

ثالثاً- الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف:

التيسير على الأمة الإسلامية. لذلك قال الإمام ابن الجزري: وأما سبب وروده على سبعة أحرف فللتخفيف على هذه الأمة وإرادة اليسر بها والتهوين عليها شرفاً لها وتوسعة ورحمة وخصوصية لفضلها وإجابة لقصد نبيها أفضل الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم حيث أتاه جبريل فقال له (إن الله يأمرك أن تقرأ أمتُك القرآن على حرف فقال صلى الله عليه وسلم أسأل الله معافاته ومعونته – وفي رواية – إن أمتي لا تطيق ذلك) (3) ولم يزل يردد المسألة حتى بلغ سبعة أحرف وكما ثبت صحيحاً (إن القرآن نزل على نبيكم صلى الله عليه وسلم من سبعة أبواب على سبعة أحرف وإن الكتاب قبله كان ينزل من باب واحد على حرف واحد) (4) وذلك أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يبعثون إلى أقوامهم الخاصين بهم والنبي صلى الله عليه وسلم بُعث إلى جميع الخلق أحمرها وأسودها عربيها وعجميها وكانت العرب الذين نزل القرآن بلغتهم لغاتهم مختلفة وألسنتهم شتى ويعسر على أحدهم الانتقال من لغته إلى غيرها أو من حرف إلى آخر بل قد يكون بعضهم لا يقدر على ذلك ولو بالتعليم والعلاج لا سيما الشيخ والمرأة ومن لم يقرأ كتاباً كما أشار إليه صلى الله عليه وسلم فلو كلّفوا العدول عن لغتهم والانتقال عن ألسنتهم لكان من التكليف بما لا يُستطاع وما عسى أن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير