[كلمة العشق في ميزان العلماء]
ـ[طالب فهم]ــــــــ[09 - 03 - 2007, 09:14 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحبه أجمعين.
و بعد إخوتي في الله قال الله تعالى ((و لا تكتموا الشهادة)) وقال تعالى ((و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذي آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر)) ; و قال رسول الله صلى عليه و سلم ((الدين النصيحة قلنا لمن قال لله و لرسوله و لكتابه و لأئمة المسلمين و عامتهم -) رواه مسلم.
وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال ((بايعت النبي صلى الله عليه و سلم على إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و النصح لكل مسلم)).
و قال الله تعالى ((ليس على الضعفاء و لا على المرضى و لا على الذين لا يجدون ما ينفقون إذا نصحوا لله ورسوله)).
و من هذا المنطلق أقول لكم أحبتي إن النصيحة في الدين تشمل خصال الإسلام كلها التي جاءت من إسلام وإيمان و إحسان و هي التي ذكرت في حديث جبريل المعلوم و المشهور كما في الصحيحين.
وهذه مقدمة يسيرة لنصيحتي التي لن أخص بها أحدا دون الآخر فهي عامة ولكم جميعا و هي تنبيه يسير ولكنه ليس بالهين قال تعالى ((و تحسبونه هينا و هو عند الله عظيم)).
و ذكرت هذا لكي لا يظن أحد أنني أقصد الإساءة أو التعالى فوالله و تالله و بالله ما أردت من هذا الكلام إلا وجه الله تبارك و تعالى و الله على ما أقول شهيد ووكيل و كفى به شهيد و وكيلا.
أقول و بالله التوفيق قد شاع في هذه الأزمان أخطاء كثيرة و جسيمة في كلام العرب و أخص المسلمين منهم لما يعرفه كل مسلم و الحمد لله.
قال الإمام العلامة تقي الدين الهلالي الحسيني رحمه الله في كتابه تقويم اللسانين مانصه ((المراد باللسانين اللسان و القلم فإن العرب تقول القلم أحد اللسانين و المقصود هنا إصلاح الأخطاء التي تفاقم أمرها في هذا الزمان حتى أصبحت مألوفة عند أكثر الخاصة بله العوام فشوهت وجه اللسان العربي المبين ورنقت صفو زلاله المعين مما يسوء كل طالب علم يحرص على حفظ لغة القرآن و صيانتها من الإفساد و التشويه والعبارات الجافية التي تشين
جمالها و تذهب ببهائها.
و لم يزل علماء اللغة معتنين بهذا الموضوع باذلين جهدهم في تنظيف الإنشاء العربي من الألفاظ الدخلية والتعابير الثقيلة و قد ألف في ذلك الإمام أبو القاسم بن علي الحريري كتابا نفيسا سماه ((درة الغواص في أوهام الخواص)) و هو مطبوع متداول. و ألف الشهاب الخفاجي كتاب ((شفاء العليل في العمي و المولد والدخيل))
و ألف الشيخ إبراهيم اليازجي الناقد البصيركتابا سماه ((لغة الجرائد)). و ألف الأديب أسعد داغر في ذلك كتابا سماه ((تذكرة الكاتب)).)). إنتهى كلامه رحمه الله.
ثم شرع في نقد بناء بالدليل و الحجة من الكتاب و السنة و من كلام العرب في بيان الأخطاء اللغوية الشائعة بين الناس في هذه الأونة الأخيرة و نبه على كثير من المسائل رحمه الله ثم و صل إلى موضوعنا وهو كلمة العشق أو مسمى العشق و بين الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس عن قصد أو عن غير قصد في هذه الكلمة التي إذا لم تستعمل في غير موضعها أفسدت المعنى و أضرته و إليك كلامه رحمه الله بالتفصيل.
قال رحمه الله و دائما مع الكتاب النفيس تقويم اللسانين مانصه ((قال في القاموس (العشق و المعشق كمقعد عجب المحب بمحبوبه أو إفراط الحب و يكون في عفاف و في دعارة أو عمى الحس عن إدراك عيبوبه أو مرض و ساوسي يجلبه إلى نفسه بتسليط فكره على إستحسان بعض الأمور اه.
قال الحافظ ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس في أثناء انتقاده على بعض الصوفية استعمالهم لفظ العشق في حب الله تعالى قال (لا يعشق إلا ما ينكح و كلام صاحب القاموس يؤيده فإن قوله (يكون في عفاف و يكون في دعارة يدل على أن العشق لا يستعمل استعمالا صحيحا إلا في حب يتعلق بمن تمكن مباشرته و الشخص الذي تمكن مباشرته و هو المعشوق يكون ممتنع الوصول فيزيد ذلك الإمتناع في إذكاء نار العشق في قلب العاشق فإن كان تقيا عفيفا صبر وامتنع عن طلب الوصال إيثارا لما يبقى على ما يفنى أو تجنبا للعار و إن كان غير عفيف اندفع في طلب الوصال بدون مبالاة و هذا هو الذي عبر عنه اللغويون
¥