[عزيرعليه السلام]
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 04:27 م]ـ
عزير u
قال تعالى: {أو كالذي مرّ على قرية و هي خاوية على عروشها قال أنّى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم, قال بل لبثت مائة عام فانظر الى طعامك لم يتسنّه وانظر الى حمارك ولنجعلك آية للناس و انظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما, فلمّا تبيّن له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير} 0 حديثنا عن معجزة عزير u, يحتاج الى تعريف مختصر يسير, بمن هو عزير,, حتى نجعل لكل أوّل آخر, ونربط المعجزات بالمصائر. و عزير u صبي من نسل نبي الله هارون u, وفي وقت معجزته هذه كان يقيم مع قومه من بني اسرائيل في بابل, الذين كثروا بها وتناسلوا بعد أن أخرجهم بختنصر, وأخذ معظم الأسرى الى بابل وكان بختنصرهو أول من جاس في ديارهم, بعد أن أفسدوا في الأرض, ولذلك فقد حقت عليهم كلمة الله I:{ وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرّتين ولتعلنّ علوّا كبيرا* فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار, وكان وعد الله مفعول} 0كان عزير u صبيا نابها كارها لحياة الذل في أرض بابل, يملأ قلبه الأسى والحزن لما يلقاه بنو قومه من الذل والعبودية والهوان, وكان عزير عابدا صالحا يقرأ التوراة, ولم يكن في بني إسرائيل آنذاك من يحفظ التوراة عن ظهر قلب سوى عزير, وكان أبوه وجدّه يحفظانها من قبل.
و كان u يقرأ التوراة ويعمل بها, ويعظ الناس, فأحبّه الإسرائيليون والبابليون على حد سواء, لخلقه, واستقامته, وحسن سيرته وسلوكه بينهم, وصدق نصائحه وتوجيهاته ومواعظه, وكان u مستجاب الدعاء, فما يدعو لأحد بخير إلا استجاب الله لدعائه المبارك. و قد تزوّج u وأنجب ابنين, ولما بلغ الأربعين من عمره أوحى الله إليه أنه سيخرج من هذه الأرض, أرض بابل, التي أسره فيها بختنصر وأن بني إسرائيل سيخرجون أيضا, ويعيدون عمارة بلادهم0 ولأنه u كان عاقلا هادئا حكيما, لم يبح لأحد بما أوحي إليه لا لبني إسرائيل ولا لغيرهم, وكان كتمانه هذا حرصا وخوفا على بني إسرائيل من أن ينزل بهم شر من أي جانب أو جهة0 و مرّت الأيام و هو u يجد في داخله حافزا إلى الخروج من بابل حيث الذل والمهانة إلى حيث وعده ربه بعمارة الأرض المقدسة, وتزايدت في داخله u تلك الحوافز يوما بعد يوم, ومر شهر وحنينه u يشتد أكثر وأكثر, وأصبح لا يطيق البقاء في بابل وأقرّ في نفسه أنه لا مفرّ من الخروج. فكّر u قليلا فيما سيواجهه من مشاكل من جراء خروجه من بابل, فماذا سيصنع بزوجته وأبنائه, وخادمته التي طالما كانت وفيّة أمينة مطيعة له على مدى سنوات مضت. و سأل نفسه: كيف يصطحب كل هؤلاء معه؟ وفي ظل حراسة مشددة, وهل يغفل هؤلاء الحراس, الذين وضعهم الملك في كل مكان من بابل؟ كانت هذه المشكلة التي تؤرقه u وأحس أنها ستعطل خروجه من بابل, ولكنه فكر في الأمر مليّا, وجمع زوجته وبنيه, وخادمته الأمينة في ليلة من الليالي, وفي مكان أمين, وقد سكن الليل, وأوى الناس إلى مضاجعهم, وقال لهم: لقد قررت الرحيل. فقالت الزوجة: إلى أين؟ فقال u : إلى الأرض المقدسة. قالت الزوجة: إن هذا الأمر غاية في الصعوبة, ونحن نحاط بهذا الكم من حراس بختنصر. و لكنه u الذي أوحي إليه أصرّ أن يخرج مهما كان الثمن, ذلك لأنه رأى في الخروج تنفيذا لأمر الله Y0 عندما أباح u بالسر وهو أن خروجه بوحي من الله I, وأن الوحي بشّره بعمارة بني إسرائيل لأرضهم, و زوال ذل وهوان بختنصر عنهم, فرحت الزوجة والأبناء والخادمة, وعرفوا أنه u أصبح نبيّا من أنبياء بني إسرائيل0 فقال لهم u: لقد أوحي إلي منذ ثلاثة أشهر, وها هي التوراة في قلبي أحفظها, فهي كلام الله, تنير لي الطريق إن شاء الله0 طلبت الزوجة عندئذ من زوجها u أن يعلم بني إسرائيل بما أوحي إليه من الله Y, حتى يستبشروا وتقوى عزائمهم ويتخلصوا من الذل الذي اعتادوا عليه منذ أن اجتاحهم بختنصر بجيوشه القاسية الفتاكة. و قالت الزوجة والأبناء: إن خروجك وحيدا لن يعمّر الأرض لأنك لن تجد هناك من يعينك على ذلك, ولن تجد أيضا هناك من تعلمه التوراة, و بقاؤك معنا سيفيدنا لأننا سنتعلمها منك0 قال u: هذا أمر الله, وأنا جبلت على طاعته ولن أعصي له أمرا, وقد أوحى الله
¥