تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المجتمع الإسلامي]

ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 04:07 ص]ـ

[المجتمع الإسلامي]

قال الله I : (( يا أيّها الناس إنّا خلقناكُم مِنْ ذَكَر وأُنثى وجَعَلناكُم شُعوباً وقبائلَ لِتعارَفوا إنّ أكرمَكُم عِندَ الله اتقاكُم).

إنّ دراسة الاجتماع الإسلامي أو تنظيم الإسلام للمجتمع الإنساني تدلّنا على الأسس والروابط المتينة التي بنى الإسلام عليها العلاقات الاجتماعية والقيم الإنسانية الرفيعة. إنّ الأخلاق والقانون والتوجيه التعبّدي والمفاهيم العقيدية كلّها تصبّ في بناء الهيكل الاجتماعي وتنظيمه على أساس الحبّ والتعاون واحترام مشاعر الإنسان، وتركيز مفهوم المشاركة الوجدانية والعاطفية، وتوظيف مشاعر الرحمة. واهتمام الإسلام بالانفتاح والتفاعل الاجتماعي، وحثّه على استمرار هذا السلوك يعكس لنا قيمة الحياة الاجتماعية وعنايته بالمجتمع وآدابه. ولقد أثبتت التجارب التاريخية والحضارية أنّ الأسس والروابط المادّية وحدها لاتبني مجتمعاً متماسكاً، ولا تشيّد بنية إنسانية متينة.

ولعلّ دراسة وتحليل المجتمع المادّي المعاصر تكشف لنا عمق المأساة النفسية والاجتماعية، والجفاف الروحي، وغياب الروح الإنساني من العلاقات والروابط وإحساس الإنسان بالقلق والسأم والملل واللامعنى والغربة والوحشة. ومن الواضح في دراسات علم النفس والأخلاق والمعايشة الحسّية أنّ إشباع الجانب النفسي والعاطفي إشباعاً سليماً لهو من أبرز حاجات الإنسان وأكثرها تأثيراً في سعادته، بل السعادة في حقيقتها قضية نفسية، وإحساس داخلي يتمثّل بالشعور بالرضا والحبّ والطمأنينة. والإنسان يشعر بالحاجة الى عناية الآخرين وتعاطفهم معه في بعض مراحل حياته أكثر من مراحل ومواقف أخرى. فهو في مرحلة الطفولة والشيخوخة والعجز والمرض والحوادث المؤلمة يحتاج إلى المواساة والإسناد العاطفي والإشعار بعناية الآخرين ورعايتهم له أكثر من حاجته إلى تلك المواقف والمشاعر في أوقات وظروف أخرى. وانّ افتقاد هذه المواقف من الآخرين يؤثّر تأثيراً سلبياً على شخصية الإنسان فتنعكس على علاقته بنفسه وبمجتمعه. وانّ أخطر المشاعر المرضية التي تفرز نتائج عدوانية عند الكثير من الناس هو شعور الإنسان برفض الآخرين له وعدم احترام شخصيّته. فمثل هذه المواقف من الآخرين، ومثل هذه المشاعر من الإنسان تصنع حالة مرضية تزيد في شقائه ومعاناته، لذا دعا الإسلام إلى المواساة والرحمة، وتفقّد الغائب، وحثّ على التزاور، وأكّد على زيارة المريض وصلة الرحم والجار واتّخاذ الأخوان والأصدقاء، ليدخل أفراد المجتمع في سلسلة من التفاعل العاطفي والوجداني الذي تفيض منه روح المواساة والعناية بالأخرى، ويزرع مشاعر الحبّ والاحترام للشخصية الأمر الذي يساهم في بناء السلوك القويم، ويعالج حالات الزيغ والانحراف.0

ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 01:52 م]ـ

التوثيق؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير