[العقيدة والعقيدة ثم العقيدة]
ـ[متطلعة]ــــــــ[03 - 02 - 2007, 10:19 م]ـ
كتبه الشيخ:
صالح بن سعد السحيمي-حفظه الله-
"حاجة المسلمين إلى معرفة العقيدة الصحيحة:
ولا نكاد نجد بلداً من بلاد الإسلام، إلا وفيه أنماط من هذه الطقوس التي حالت بين الناس، وبين فهم العقيدة الصحيحة.
ومن هنا تبدو الحاجة ملحة إلى بيان تلك العقيدة الصافية، الخالصة التي ترتكز على نصوص الوحيين الكتاب والسنة.
فالإنسان في كل زمان ومكان في حاجة ماسة إلى عقيدة تحدد له غايته، وتوضح له منهجه الذي يسير عليه لتحقيق هذه الغاية، ولكنه عندما تنتكس فطرته، وتطول غفلته وينقلب فهمه، حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن، عندها تتحول عقيدته إلى حجر يقدسه، أو شجر يعظمه، أو شمس تضيء نهاره، أو قمر ينير ليله، أو بحر تتلاطم أمواجه، أو نار تتلظى، أو حيوان يهابه، أو إنسان يكبر في نفسه، أو أي مخلوق يرى له فضلاً عليه من ملك أو جني، أو نبي، أو ولي ميت أو حي، فيتعلق من ذلك كله بما هو أوهن من خيوط بيت العنكبوت.
قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.
وقد يكون ذلك منه لمجرد التقليد من غير وعي، أو تفكير، قال تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ {20} أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ {21} بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ {22} وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ {23}.
وقد يكون الانحراف في العقيدة باتباع الهوى الذي ذمه الله في غير ما آية من كتابه العزيز.
قال تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ
وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ {23} وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ {24}.
وقال تعالى: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى}
حكم التحزب والانتماءات في الإسلام:
وفي هذا العصر الذي ادلهمَّت فيه الظلمات، وانقلبت فيه الحقائق، وتغيرت فيه المفاهيم، يتساءل الفرد المسلم عن طريق الخلاص، يتساءل وهو حائر بين هذه الجماعات المتصارعة، والأحزاب المتناحرة، والدعوات المتفرقة ذات المناهج المختلفة التي تدعي لنفسها السير على المنهج الصحيح.
وكل يدعي وصلاً لليلى ** وليلى لا تقر لهم بذاك.
وأياً ما كان الأمر وبغض النظر عن صدق النوايا لدى المنتمين إلى هذه الجماعات والأحزاب، فإن كل مسلم فهم الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة يتساءل عن شرعية وجود مثل هذه الجماعات والطوائف في الإسلام والجواب: أن الإسلام لا يقر ذلك بل يمقته ويذم أهله لأنه أخطر سبب يفرق الأمة ويشتت شملها.
فتوى في التحزب:
ويجدر بنا نحن في الكلام على حم الإسلام في هذه الانتماءات وهذا التحزب أن ننقل الفتوى التي صدرت في ذلك من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (من هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية) رقم 164 في 7/ 10/1397 وهو حكم صريح بعدم شرعية وجود هذه الجماعات، وإليك نص هذه الفتوى: