تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإسلام السياسي والخروج من دائرة الإيمان]

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 10:38 ص]ـ

الاسلام السياسي والخروج من دائرة الايمان

الدكتور غالب الفريجات

اخذ المسلمون ينحون باسلامهم في اتجاهات بعيدة كل البعد عن جوهر الحق، الذي جاء من السماء من خلال كتاب الله وسنة نبيه الكريم، عندما اخذوا يتنازلون عن الثوابت الواردة في جوهر الدين وفي مقدمتها الجهاد، لان الدين الاسلامي بدأ بالجهاد وانتصر به وسيبقى حتى يوم الدين يقاس بمعياره، وهو في اعتقادي كفريضة من فرائضه، التي دأب المسلمون على ذكرها بانها خمس، لانه فرض عين على كل مسلم ومسلمة مادامت ديار المسلمين محتلة من قبل اعدائهم، وهل هناك اغلى من فلسطين والعراق، حتى لا يهرع المسلمون الى تلبية نداء الجهاد؟.

حكام المسلمين يسيرون على خطى ونهج اعدائهم في واشنطن وتل ابيب ويأتمون بأوامرهم، ويتلذذون بالنوم في احضانهم، وهم اقرب الى طاعة اسيادهم في واشنطن وتل ابيب من طاعة الله،لا بل هم يحملون السلاح في قتال المسلمين تنفيذا لتعليمات بوش وشارون بدلا من الاحتكام الى كتاب الله وسنة نبيه عندما يأتيهم الخطر او يأتي الخطر بعض ديار المسلمين وهم اكثر عداء لديار المسلمين من اولئك الاعداء اتباع الشياطين، يستوي في ذلك النظام العربي الرسمي، ورجال السلطة في بلاد المسلمين خارج حدود الوطن العربي، فهم سواء بسواء، لا ذمة لهم ولا دين، دينهم مصالحهم وكراسي الحكم التي يجلسون عليها، وكعبتهم واشنطن وتل ابيب، وتراتيلهم في صلواتهم ما ورد في العهد القديم والجديد لبني صهيون.

رجال الدين في العالم الاسلامي موظفون صغار لدى حكام يتنافخون بالخزي والعار، وهؤلاء لا يهمهم الا المزايا والمكاسب الدنيوية البعيدة عن الورع الديني، فأي رجل دين حقيقي لا يعتلي المنبر ويدعو لهذا الصنم او ذاك لا ينتظر سيارة ولا منحة ولا بركة من بركات الصنم السلطان الذي يجب ان يدعو لهبالبطانة الصالحة، فكيف يكون ذلك اذا كان هذا الصنم بلا اخلاق ولا معرفة، لا بشؤون الدين ولا شؤون الدنيا، وكل ما يعنيه بطانة ترقص لافعاله وتسبح بحمد بركاته من العذاب والتعذيب لابناء جلدته، التي تنتصب قامته فروسية على اعمالهم،وتتقزم قامته امام اسياده في هذا الحفل الماسون اوذاك.

رجال الدين هم رجال الدنيا، لانهم يشغلون دنياهم بتحسين احوالهم الدنيوية، ولا يفقهون من جوهر الدين الا ما يملي عليهم السلطان من ترانيم وتعاويذ جاهلية، اكثر غرابة من تلك التي كان يقدمها الجاهليون لاصنامهم التي يقدمون على اكلها حالما تخور بطونهم، ولهذا فان الاسلام في نفوسهم وضمائرهم هو املاءات السلطان وما يرضي اسياد السلطان، ولا غرابة ان يطالب الاسياد الغاء فريضة الجهاد، فنقدم على ذلك منذ اكثر من ربع قرن،، حتى لا يكون الجهاد سبة لممارساتنا لان الجهاد ارهاب، والارهاب يطال الاعداء في عقر دارهم ولا يجوز ممارسة الارهاب حتى لو جاء الاعداء الى بيوتنا وفتحوها عنوة لممارسة البغاء في غرف نومنا.

الثقافة الدينية يجب ان تكون منسجمة مع التصالح والتضامن ليس بين افراد المجتمع، ولكن بينهم وبين من يحتل ديار المسلمين من صهاينة وامريكان، فالثقافة الدينية هي ثقافة التطبيع مع المحتل، وثقافة التسامح مع المارينز الذي جاء ليهدم بيوتنا ويدمر قرانا ومدننا ويلغي حضارتنا ويدوس على ثقافتنا، ثم ليأتي على لساننا وحاله يقول اليس هو لسان القرآن وحديث محمد عليه الصلاة والسلام؟، فلابد لنا من لكنة غير لكنة القرآن، وتراتيل كنائسية وليست محمدية قرآنية، ففي الاولى نسير على خطى الحضارة والتقدم، وفي الثانية نحن احفاد التخلف واتباع الارهاب، ولابد من اجتثاث التخلف والارهاب من نفوسنا وضمائرنا وعقولنا حتى نكون قادرين على فهم لغة اسيادنا في واشنطن وتل ابيب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير