[هلموا إلى نصرة الحبيب]
ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[08 - 03 - 2007, 06:24 م]ـ
::: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوتي،أساتذتي الكرام:
في الشهور والسنوات السابقة، من أكثرما أسال الدمعة في عين المسلم -بعدما جمدت طويلاً- المشهدُ،مشهدُ رفض الإساءة إلينا عن طريق الإساءة إلى حبيبنا وشفيعنا -بأبي هو وأمي-محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكن!!! هل بدأت أو انتهت الإساءة في هذه الجريدة الأوربية أو تلك.-طبعاً هي من أعظم الإساءات-ولكن ليست الوحيدة في هذا الوقت أو ذاك. لو كان الرسول بين أظهرنا ماذا كان سيقول وهو يشاهد مشاهد انتهاك أعراض أمته هنا وهناك، ويرى التذبيح والتمثيل بشباب أمته،ويرى الدمعة تقطر دماً من عيون أطفال أمته، ويرى الحسرة الكبرى في قلوب الأمهات، والآباء.
ماذا كان سيقول لو رأى أرضاً كان يرفع فيها القول الخالد"لا إله إلا الله محمد رسول الله"وقد باتت يُرفع فيها كل ما يدل على غير ذلك؟،ويرى بعد كل هذاأمته يتلهون بكل شيء ما عدا نصرة أخوتهم، وهو الذي كان يعول عليهم كثيراً في إعلاء كلمة التوحيد ونصرة الإسلام، من بعده ... ماذا كان سيفعل-برأيكم- لو رأى أموال هذه الأمة تهدر هدراً في جيوب أعداء هذه الأمة وغيرهم،وفي الترهات والترف في نفس الوقت الذي يكون فيه مسلمون-من أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله- فقراء مرضى جوعى ومشردون ومكروبون ...
يعيش مسلم ملآن البطن يتجشأ آمناً وهو يعلم-علم اليقين-أنه هناك مسلم (مثله) لا يحصِّل لقمة العيش يسد به رمقه وأطفاله، ولا الدواء ولا السكن.
أليست كل هذه المشاهد تؤذي رسول الله وتسيء إليه، كما غيرها؟
هؤلاء المسلمون-المترفين-واحدهم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله،أصلي أصوم أزكي أحج ... ولكن لم يخطر بباله أنه هذه هي الأركان التي ليس لمسلم غنًى عنها وعن الإخلاص بها. فهي فرض ... وحق للإسلام عليه من بعد عدم الإشراك بالله تعالى.
ولكن الركن هو الجزء الاساس في البناء -الذي لا يقوم البناء إلا به .. فأين تكملة البناء يا مسلمين .... ؟
لو بنى أحدهم بناء لأعلى البنيان ولم يبخل عليه بكل غالٍ وثمين ....
فأين نحن من إعلاء بنيان الإسلام .. ؟!
والله لو محصنا وفحصنا وفهمنا ديننا حق الفهم لعرفنا أن جوهره وأكثر نصوصه تدعو وتدل علىالوحدة، الوحدة، والتآلف والمحبة بين عناصر هذه الأمة، وخذوا صلاة الجماعة على حقيقتها مثلاً، والحض على الجماعة في القرآن والسنة أمثالاً.
.فهل تخيل المسلم الغني نفسه مكان المسلم الفقير؟ هل تخيل المسلم الآمن نفسه مكان المسلم الخائف الوجل؟ هل وضع المسلم العالم نفسه مكان المسلم الجاهل؟.
................ لا؟!!!
أنسينا [البنيان المرصوص يشد بعضه بعضا] ً أم ماذا .. ؟!!.
هل حسبنا أن الإسلام متمثلُه أناني وكلٌ بنفسه ليس له أدنى علاقة بأخيه المؤمن؟
إذاً فما حالكم مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
{لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه}
ولكن من هو الأخ؟ يقول تعالى:
{إنما المؤمنون أخوة}.
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}
صدقوني يا أخوتي لو طبقنا جوهر الشريعة والمحبة الداعية إليها حق التطبيق لَغَلَبْنا ولما غلبنا واستهين بناكل هذه الاستهانة-ما عدا المبيَّت لنا -
ولمَا تجرأ حثالة من البشر على قدوتنا وأسوتنا-بأبي هو وأمي ونفسي والناس أجمعين-.
ولكن تفاءلوا بالخير فإن اليقظة-إن شاء الله- قادمة والعملاق الإسلامي لا بد
سيصحو ............. فالله وعدنا وهو أحكم الحاكمين ......
وحينها سيقول أحدٌ:
{يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} ...
فإن لم يكن الرسول بين أظهرنا جسماً فهذه سنته حية باقية وهذا حبه باقٍ إلى يوم يبعثون.
ومن كان يعبد محمداً فإنّ محمداً قد مات،ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت.
وإليكم هذه الخاطرة:
ياأمة غرست لواء حضارة ....... عدلاً بسهل لا يهاب جبالا
فلتنهضي، عودي إليهم عنوة ... دكي حصون الظلم والأرتالا
فاروقنا عمرٌ فهاتوا مثله ....... طوداً يكون القول فيه فعالا