تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[موسى عليه السلام]

ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[27 - 02 - 2007, 04:15 م]ـ

موسى u

القتيل ولحم البقر: قال تعالى: {و إذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة, قالوا أتتخذنا هزوا, قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين* قالوا ادع لنا ربك يبيّن لنا ما هي, قال انه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر و لا عوان بين ذلك, فافعلوا ما تؤمرون} 0

1 - آزر و راحيل: أعدّت راحيل الفراش لزوجها آزر بن حيلوت ليستريح من عناء التعب وراحت تسأله عن مغيبة بالأمس, وقد انتظرته طويلا في كوخهما 0

فقال آزر: لقد أحسست ثقلا ووجعا, فقضيت الليلة عند أحد أصدقائي لعلي أصيب شيئا من الراحة, ولكني أصبحت أشد تعبا0

فقالت راحيل: عما قليل ستشعر بالراحة تماما وما عليك إلا أن تستريح وتحكي لنا ما صادفك في رحلة السوق هذه المرّة.0

فقال آزر: لا شيء يا زوجتي سوى التعب والشعور بمقدمات المرض, ولم أبع شيئا أو أشتر غير عجلة صغيرة عجفاء هزيلة قد يبلغ عمرها ثلاثة أشهر أو أربعة .. اشتريتها لولدي ألياب. 0

راحيل: وأين هي؟ .. وما قصتها؟

آزر: هي بقرة صغيرة ذات لون أصفر جميل يعمّ بدنها كلها, وقد وقع قلبي أن أشتريها .. وما إن اشتريتها حتى أقبلت تأكل ما قدّمت لها من الكلأ اليابس .. وهي الآن ترعى في الغيضة القريبة منا .. ثم سكت قليلا وقال: وأنت كيف أخبارك؟ وكيف حال ولدنا الياب؟ أين هو؟

راحيل: يلعب مع صبيان القرية وهو بخير .. , وقد مرّ بنا نبي الله موسى u وهو عائد من جبل المناجاة وقد دعا لولدنا الياب فقبّله .. ومسح على رأسه ودعا له بخير _ ولكنه لم ينتظر كعادته-0

آزر إذا كان لم ينتظر كعادته فلا بدّ أن بني إسرائيل أحدثوا حدثا في غيبته, فأخبره الله به, فرجع على هذه الحالة التي ذكرتها من الحزن والغضب.0

راحيل: سمعت أنه ترك بني إسرائيل يعبدون عجلا من ذهب صنعه لهم ساحر منهم اسمه السامري .. فكلمت نبي الله موسى حين جاء في ذلك فلم يجبني بجواب0

آزر: هذا هو السبب, فما أشد ما يلقى نبي الله موسى من بني إسرائيل.0

قالت راحيل لزوجها آزر: ألا تقوم معي لتريني العجلة التي اشتريتها لولدنا الياب0 - قام الرجل يتوكأ على عصاه وسار هو وزوجته حتى بلغا مكان العجلة, فنظرت اليها راحيل, فإذا لونها الأصفر الجميل يتألق كأنه ينبعث منه شعاع الشمس, فسرّت بمنظرها سرورا عظيما, وأحسّت كأنما تطالعها بفأل حسن, وأخذت تمر بيدها على جسمها وتمسح لها رأسها وفمها .. والتفتت الى آزر وقالت: انظر يا آزر فانني أراها مقبلة على عشب الغيضة ولن تمضي عليها بضعة أيام حتى تمتلئ لحما. وبعد قليل استدار الزوجان عائدين الى الكوخ ..

قال آزر: إنها حقا بقرة جميلة, وإن قلبي يحدثني أن ستكون خير المال أتركه لولدي الياب .. فاستاءت راحيل من إشارة آزر إلى الموت وقالت: ولكنها تحتاج الى جهد ورعاية حتى تثمر ويجني ثمرها فهي ضعيفة عجفاء كما ترى0 فقال آزر: اعلمي أنني لا أورث ابني الياب سوى تقوى الله I, وهو Y يتولى الصالحين وسيتولاني في ولدي الياب, وسيبارك له في مالي أو في كنزي الذي تتهكمين به .. فاذا أنا فارقتكم فالتفتي لولدك, وعلميه قواعد الايمان وما ورثناه عن آبائنا: ابراهيم واسحاق ويعقوب ويوسف وما تلقيناه عن نبي الله موسى ولا تهتمي بأمر العجلة .. لا تحرثي عليها أرضا, ولا تسقي بها زرعا, ولا تركبي لها ظهرا, ولا تحلبي لها لبنا .. ذريها واتركيها مسلّمة في الغيضة ولا تفكري فيها فانها ستكون بعين الله. ومتى كبر الياب فاذكري له شأنها. عاد الزوجان بعد هذه الرحلة الى الكوخ, فدخل آزر الى فراشه وقد أحسّ بالتعب يعاوده من جديد, وتحدث مع زوجته في أمور كثيرة تحدث معها عن خوفه من الموت وكرر لها الوصية بولده الياب والكنز الثمين وهو العجلة الصفراء العجفاء التي سيتركها له. وقال لها: لقد كان حقا علينا أن نتحدث عن الحياة لا عن الموت والفرح لا الحزن, نعم هذا الصبح سوف أحدثك عن الحياة والفرح وأقول لك انني أحب أن يتزوج ولدي الياب رفقة بنت شمعون فان أباها من صلحاء شيوخ بني اسرائيل .. وكان شمعون بن نفتالي هذا رجلا غنيا يملك الكثير من الغنم والبقر ويملك الذهب والفضة, وصاحب وصديق نبي الله موسى u الذي لا يكاد يفارقه, وهو شيخ من العبّاد, وكثيرا ما كان يقول لآزر: لقد سميّت ابنتي الوحيدة رفقة تيمّنا باسم رفقة زوجة أبينا اسحاق نبي الله,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير