تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قرأت لك: فهارس مخطوطات القدس]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[31 - 01 - 2007, 06:21 م]ـ

فهارس مخطوطات القدس

بشير بركات- القدس

يحتوي عددٌ من مكتبات القدس العامة والخاصة مجموعات قيمة من المخطوطات العربية. ورغم ضيق ذات اليد وندرة الخبرة في هذا المجال، فقد سعى بعض المسؤولين عن تلك المكتبات، كلٌ حسب وسعه، إلى إعداد فهارس بمحتوياتها بهدف إرشاد الباحثين إلى ما قد ينشدونه من نسخ نادرة في مختلف المواضيع. ومن أهم تلك المجموعات ما حوته مكتبة المسجد الأقصى المبارك والمكتبة الخالدية والمكتبة البديرية ومكتبة دار إسعاف النشاشيبي ومكتبة جامعة القدس.

وسعيا لخدمة هذا التراث ودعمه عَقد معهد المخطوطات العربية ندوة دولية في القاهرة يومي 15 - 16 تشرين الثاني 2006 بعنوان "تراث القدس، ذاكرة المكان والإنسان"، حيث ألقيت فيه عدة أبحاث في هذا المضمار.

وقد تناول أحد تلك الأبحاث تقويم فهارس مخطوطات القدس التي صدرت خلال السنوات الماضية. حيث رصد العلامة الدكتور يوسف زيدان عددا من الأخطاء الواردة فيها وانتقد الأساليب المتبعة بها.

وكان من بين ملاحظاته أن الأستاذ خضر سلامة أمين مكتبة المسجد الأقصى لم يُشر في مقدمة فهرسه (ولو بفقرة واحدة، إلى أية معلومات عن المسجد الأقصى ذاته الذي يحتفظ بين جدران مكتبته بالمجموعة الخطية). وهي ملاحظة غريبة حيث أن عشرات الكتب المنتشرة في أرجاء العالم تتحدث عن أدق تفاصيل المسجد الأقصى من مختلف الجوانب، فما الداعي لأن ينقل الأستاذ خضر فقرات منها وينشرها في مقدمة الفهرس الذي يهدف للتعريف بمخطوطات المسجد الأقصى فحسب.

ومن ناحية أخرى انتقد الدكتور يوسف اهتمام الأستاذ خضر بنشر بعض الإجازات المدونة على أحد المخطوطات وقال "وهو عملٌ في مجال الفهرسة، لعمري، عجيبٌ". لكن انتقاد الدكتور يوسف في الحقيقة أعجب، فكيف يطلب إعادة نشر معلومات في المقدمة لا حاجة لها في هذا المقام، ثم يعترض بشدة على نشر معلومات يستحيل على أي باحث الوصول إليها إلا عبر هذا الفهرس. أضف إلى ذلك أن بعض كبار المفهرسين اتبعوا ذلك الأسلوب خدمة للباحثين. كما أن للمفهرس حق اختيار ما يراه ضروريا واستثنائيا. وأؤكد هنا أن بعض الباحثين اعتنى بدراسة الإجازات التي نشهر الأستاذ خضر بدقة.

وحول فهرس مخطوطات دار إسعاف النشاشيبي لم يرق للدكتور يوسف أن تقوم مؤسسة دار الطفل العربي بنشره، حيث ألحق كلمة (العربي) بعلامة التعجب (!). فما العجب في أن هذه المؤسسة التي تضم مدرسة ومتحفا ومأوى آمنا للطالبات في القسم الداخلي إضافة إلى دار إسعاف النشاشيبي، قد قبلت هدية الدكتور إسحق موسى الحسيني وهي مجموعة المخطوطات المذكورة وقامت بفهرستها. وقد قامت المؤسسة بتوزيع الفهرس في مختلف المكتبات الهامة في أرجاء العالم العربي من الرباط إلى دبي.

وقد رصد الدكتور يوسف بعض الأخطاء في الفهرس المذكور وقدم لها بقوله (ومن طرائف الأخطاء التي وقع فيها المفهرس)، وفيما يلي انتقادات الدكتور بين قوسين ويليها الرد عليها:

أولا- (لم يضبط المفهرس كثيراً من العناوين، فهو يكتفى فى فهرسته لمخطوطة بأن عنوانها: حاشية على الكشاف)، فلعمري من أين يأتي المفهرس بعنوانٍ لهذه الحاشية إن لم يكن لها عنوان؟ فهي حاشية على الكشاف، لا أقل ولا أكثر.

ثانيا- (أو يكون العنوان غير موجود أصلاً، كما هو الحال في المخطوطة رقم 17/ 244م، للبديري، التي سقط عنوانها، أظنه بطريق السهو)، فلو أن الدكتور يوسف تمعن فيما يرى ونظر إلى الأسطر التالية، لوجد أن المخطوط مجموع مكون من رسالتين، وقد ورد عنوان كل منهما في سطر منفرد حسب الأصول، فالواقع أنه لم يقرأ العنوانين، وأظنه بطريق السهو!

ثالثا- (وهو ينقل اسم المؤلِّف الوارد في المخطوطة، من دون أن ينتبه لأغلاط النساخ. ومن طرائف ذلك ما نراه في مخطوطة الذيل على المنظومة الباعونية التي جعل المفهرس مؤلفها: الجاعوني، نور الدين بن محمد، مع أنه الباعوني نفسه ... فتأمَّل)، فلنتأمل بالفعل ونتساءل حول ذنب المفهرس إن كان الدكتور يوسف قد سمع بعائلة الباعوني الدمشقية، ولم يسمع بعائلة الجاعوني المقدسية، فاتهم المفهرس بأنه أخطأ في قراءة الإسم واخترع اسم "الجاعوني". ولا شك أن أهل مكة أدرى بشعابها، فنحن أهل القدس نعرف أن هناك عائلة مقدسية عريقة تدعى الجاعوني

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير