تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من حي "العامل" في بغداد!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 02 - 2007, 01:20 ص]ـ

نقلت قناة الجزيرة الفضائية بالأمس، نبأ تعرض إحدى حرائر العراق من أهل السنة، للاغتصاب على يد جنود ما يسمى زورا وبهتانا، قوات "حفظ النظام" العراقية، وإن شئت الدقة فقل قوات "خرق النظام"، وتفاصيل الحادثة مثيرة للاشمئزاز، ترجع بالذاكرة إلى حفلات الاغتصاب الجماعي التي أقامها الصرب الأرثوذكس على "شرف" الموحدين في أرض البلقان، وإن فعلها الصرب فليس ذاك بمستغرب من مخالف في الملة، فما بال من يدعي الموافقة في الملة يفوق المخالف فيها سفالة ونذالة؟!!!.

والعجيب أن القوات الأمريكية هي التي تدخلت لإنقاذ هذه الأخت المسلمة المكلومة بعدما تظاهر أهل السنة في حي "العامل" للضغط على قوات الاحتلال لافتكاكها من أيدي جلاديها الذين يزعمون الانتماء لنفس القبلة التي نصلي إليها، فكان النصارى أغير على أعراضنا منهم، مع أنهم أساتذة القوم في هذه الأساليب الدنيئة، وما أحداث سجن أبي غريب عنا ببعيد، إذ انتهكت فيه أعراض الموحدات والموحدين، أيضا، على أيدي مجموعة من المختلين عقليا الذين يزعمون أنهم أصحاب الحضارة الأسمى في العصر الحديث.

وكان رد فعل الحكومة العراقية اليوم: تكريم الضباط الستة الذين قاموا بهذا العمل "البطولي"!!!!!، بمنحهم إجازة لمدة شهر، مع مبلغ مليون دينار عراقي ليستجم القوم بعد المجهود الكبير الذي بذلوه في هذه "الملحمة"، وليس ذلك بمستنكر على أذناب الاحتلال.

وقد استنكرت هيئة علماء المسلمين هذه الجريمة النكراء، وأكدت على حقيقة غاية في الأهمية ألا وهي:

أن هدف المحتل وأذنابه هو تدمير الجانب الأخلاقي في الشخصية العراقية المسلمة عن طريق نشر الرذيلة وإشاعة الفاحشة في أوساط أهل السنة، ولو قهرا تحت تهدبد السلاح، حتى تألف النفوس مثل هذه الجرائم الأخلاقية، فتموت الغيرة في نفوس المسلمين شيئا فشيئا، فضلا عن وسائل نشر الرذيلة الأخرى عن طريق نشر الأفلام الإباحية التي راجت تجارتها في العراق بعد سقوط بغداد، والعبث في المناهج الدراسية، كما هو الحال في كثير من دول العالم الإسلامي، بإدخال مواد "الثقافة الجنسية" من منظور أمريكي!!!!، وهو نفس السيناريو المتبع في أفغانستان بعد انحياز قوات إمارة الطالبان الإسلامية، والهدف في كل الجبهات واحد: تذويب الفوارق بين المجتمعات الإسلامية المحافظة والمجتمعات الغربية المنحلة.

ولا شك أن "الاغتصاب" وانتهاك الأعراض ملمح أساسي في سياسة المحتل، إذ يتبعها أعداء المسلمين من كل الملل، في كل بلد تسقط في أيديهم، لعلمهم بعظم شأن "العرض" عند المسلمين، لا سيما العرب منهم، أصحاب الأنفة، وقد أكد على هذه الحقيقة كاتب أمريكي قدم النصح!!!!، للقوات الأمريكية قبل غزو العراق، باستخدام هذه الاستراتيجية الخسيسة، إذ هي مفتاح النصر على الشخصية المسلمة، لأنها نقطة ضعفها الكبرى، فالمسلم يهون عليه كل شيء: الدم والمال ................... إلخ، ولا يهون عليه الدين والعرض، فإن لم نستطع سلب دينهم فلنطعنهم في أعز ما يملكون بعده.

وفي سجن أبي غريب، جرد شيوخ قبائل، كان نزع عمامة أحدهم مسعر حرب، جردوا من كل ملابسهم، بل وأجبر بعض أئمة المساجد على ارتداء الملابس الداخلية الخاصة بالمجندات الأمريكيات إمعانا في إذلال الموحدين، فضلا عن حالات اغتصاب الجنسين على حد سواء، مع تصوير هذه الجرائم من باب الذكرى!!!!.

والتاريخ يذكر لنا أن الحرب الأهلية التي اشتعلت بين حزب يوسف الفهري من جهة، وحزب الصميل بن حاتم من جهة أخرى، قبل دخول عبد الرحمن الداخل، رحمه الله، أرض الأندلس، كان من أسبابها إهانة أنصار يوسف للصميل بشد عمامته، وليس إسقاطها، وهو ما سهل للداخل السيطرة على الأندلس، فكيف لو فعلوا بالصميل ما فعله الأمريكيون بمشايخ القبائل في أبي غريب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير