تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لهذا نحب الصحابة]

ـ[ابن عيبان العبدلي]ــــــــ[13 - 02 - 2007, 09:57 م]ـ

لهذا نُحًبُّ الصحابة

تقدَّم في المقال السابق «الرياض المستطابة» بيان فضل الصحابة ومكانتهم، وهنا نذكر وجوبُ محبَّةً

الصحابة وذلك لًفَضْلًهًمْ ولًسَابًقَتًهًم ولأَنَّ اللهَ أَمَرَنَا أَنْ نُحًبَّ وأن نوالي أولياءَهُ، فإذا لم يَكُنْ هؤلاءً هُمْ رأس

الأولياء، وصَفْوُةُ الأتقياءً، فليسَ للهً أولياء، ولاَ أتقياء، ولاَ بررة، ولا أصفياء.

وَأَمَرَنا - سبحانه وتعالى ـ أَنْ نَقْتَدًي بالصَّحَابَةً، وبأيًّهم اقتدينا اهتدينا، والنبيُّ (كانَ يحلًفُ بالله ويُشْهًدُ اللهَ

على حُبًّهم، والأحاديث التي تَدُلُّ على ذَلًكَ مَضَى ذًكرُ شيءي مًنْهَا قريباً، فكيف لا نُحًبُّ من أحبَّهُ رسول

الله)؟!

وهذا الأمر - أعني محبة الصحابة ـ هو الذي يَلْهَجُ بًذًكْرًهً أَئًمَّةُ السُّنة» قال الإمام أبو جعفر الطَّحَاوي

(ت: 321) في «عقيدته»: «ونُحًبُّ أَصْحَابَ رَسُولً الله، ولا نُفَرًّطُ في حُبًّ أَحَد مًنْهُم، ولا نَتَبَرَّأُ مًنْ

أَحَد مًنهُم، ونُبْغًضُ مَنْ يُبْغًضُهُمْ، وبًغَيْرً الخَيْرً يَذْكُرُهُمْ، ولا نذْكُرُهُمْ إًلاَّ بالخَيْرً. وحُبُّهُمْ دين وإًيمَان

وإًحْسَان، وبُغْضُهُمْ كُفْر ونًفَاق وطُغْيَان» ا. هـ.

بَلْ كَانُوا يُرَبُّونَ أبناءَهُم على هذه العقيدة قال الإمام مالك (ت: 179): «كان السَّلَفُ يُعلًّمونَ أولادَهُمْ

حُبَّ أبي بكر وعمر كَمَا يُعلًّمونهم السُّورةَ مًنَ القُرآن».

وقيل للحسن البصري (ت: 110): حبُّ أبي بكر وعمر سُنَّة؟ قال: «لا. فَرًيضَة».

وقال طاووس (ت: 106): «حُبُّ أبي بكر وعُمَرَ ومَعْرًفَةُ فَضْلًهًمَا مًنَ السُّنَّةً».

وكيف لا نُحًبُّ من بَشَّرَهُ رسول الله بالجنة؟! فعن سعيد بن زيد أَنَّ رَسُولَ الله قال: «عَشَرَة في الجنةً:

أبو بكر في الجَنَّةً، وعُمَرُ في الجنةً، وعُثْمَانُ، وَعَليّ، والزُّبَيْرُ، وطَلْحَةُ، وعَبْدُ الرَّحْمَنً، وأبو عُبَيْدَةَ، وسَعْدُ

بن أبي وَقَّاص».

قال: فَعَدَّ هؤُلاءً التًّسْعَةَ وَسَكَتَ عَنً العَاشًرً، فقال القَوْمُ: نَنْشُدُكَ الله يَا أبا الأعْوَرً - وهي كُنيَةُ سعيدً بن

زَيْد - مَنً العَاشًرُ؟ قال: نَشَدْتُموني بًاللهً , أبو الأعْوَرً في الجنَّةً».

وليسَ المقصُودُ بالعَشَرَةً أَنَّهُ للحَصر» بَلْ لأَنَّهُم وَرَدَ ذًكْرُهُم في حديث وَاحًد، وإًلاَّ فَإًنَّ أَهْلَ بدر في

الجنة، وأهل بيعة الرضوان في الجنة - وكانوا أكثرَ مًن أَلْفي وأَرْبَعًمائة ـ، وبعض الصحابة شَهًدَ لهم النَّبًيُّ

بأعيانهم أَنَّهُم في الجنة: كثابت بن قيس بن شماس، وبلال ـ مُؤَذًّن رسول الله ـ، وعبدً الله بن سَلاَم،

وعُكَّاشَة بن مًحْصَن، وسعدً بن مُعَاذ، والحَسَنً والحُسَيْنً، وأزواجً النبيًّ أُمَّهَات المؤمنين وغيرهم.

وكيف لا نُحًبُّ مَن صَلَّى مَعَ رَسولً الله، وشَهًدَ المشاهًدَ معه؟!

وكيف لا نُحًبُّ مَنْ فَرًحَ الرَّسُول لًفَرَحهً، وحَزن لحُزْنًهً.

وكيف لا نُحًبُّ مَن بَكَى الرسول على فَقْدًهً وفُرَاقهً؟!

وكيف لا نُحًبُّ مَن سَافَرَ مَع الرسول فَجَاعَ لجُوعًهً، وَظَمًأَ لًظَمَئًهً، وتَعًبَ لًتَعَبًهً.

وكيف لا نُحًب من قال له الرسول: «إًنَّ أَمَنَّ الناسً عليَّ في صُحبَتًهً ومَالًهً أبو بكر، ولَوْ كُنْتُ مُتَّخًذاً خَلًيلاً

غير رَبًّي لاتَّخَذْتُ أبا بكر، ولكن أُخُوَّةُ الإسلامً ومَوَدَّتُهُ» رواه البخاري.

وكيف لا نُحًبُّ مَن كان رسولُ الله يقول فيه: «ذَهَبتُ أَنَا وأَبُو بكر وعُمَرُ، ودَخَلتُ أَنَا وأَبُو بكر وعُمَرُ،

وخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بكر وعُمَرُ» رواه البخاري.

ومَنْ قال له: «والذي نَفْسًي بًيَدًهً مَا لَقًيَكَ الشَّيطَانُ سَالًكاً فَجّاً إًلاَّ سَلَكَ فَجّاً غَيْرَ فَجًّكَ». قاله للفاروق عمر

بن الخطَّاب. وقد رواه البخاري (3294).

وكيف لا نُحًبُّ مَن كان النبي (يستحي منه لجَلالًهً وعًظَمً مَكَانًهً عًنْدَهُ. وهو عثمان بن عفان). وقد رواه

البخاري (3695).

وكيف لا نُحًبُّ رَجُلاً يُحًبُّهُ الله (ورسوله). علي بن أبي طالب. كما في البخاري (3702).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير