[إلا ورقة التوت .. !!]
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[06 - 02 - 2007, 08:44 م]ـ
عالم السيارات وآخر موديلاتها وأنواعها وأشكالها ..
عالم الهواتف وآخر تقنياتها وأسرارها ..
آخر أخبار الكرة والأندية والللاعبين ....
هذه كانت جل اهتمام الشباب في مرحلة من مراحل الزمن الماضي .. إلا من رحم الله.
كنا نعرف التلفزيون والمسجلات والردايوهات
ونعشق الفيديو ونقتني الكاميرات
ونتعامل بأشرطة البيتامكس وال في إتش إكس والكاسيت
هذه كانت أقصى معارفنا في عالم المرئيات والصوتيات
كان الشباب يتداولون قصاصة ورقية فيها صورة فتاة شبه عارية كأنهم يتداولون " الهيروين " أو " الكافيين " أو " الحشيش "
يحطاط أحدنا حتى من نظرة القطة المشغولة في البحث عن رزقها في " حاوية" القمامة ..
بل ويبلع ريقه من اقتراب " الماعز " فلربما تكون مدسوسة .. !!
وآه ثم آه لو وقعت هذه القصاصة في يد .. كبير ..
لايهم من يكون رجل، امرأة، معلم، إمام مسجد،شرطي أب، أم ..
فكل رجال " الفريج أو الحي " ونسائه لديهم سلطة تنفيذ العقوبة الآجلة قبل العاجلة عليك
سلطة متعارف عليها .. " هذا ابنك أدبه كما تأدب ابنك ولا يهمك "
وقد تكون حديث المجالس ورأي عام " الفريج والحي " لفترة قد تطول وتقصر حسب وقوع حدث جديد قد يطغي على " مصيبتك "
لذا كانت هيبة الكبار كبيرة ومكانتهم في المجتمع عظيمة
كنا بعد العلقة الساخنة نرجع إلى طهرنا وعفتنا وبراءتنا .. وهكذا دواليك .. يوم لك ويوم عليك
ثم بين ليلة وضحاها، تقدم الزمن .. وتطورت التقنيات
حتى أصبح العالم كله بين يديك ..
فعرفنا الأنترنت، والستلايت والريسفر والبلوتوث والكاميرات الرقمية وغيرها
وأصبح " هيروين " ماضينا " حنظلة " حاضرنا لايلقى لها بالاً ..
بل أصاب سوقه الكساد فتلك القصاصة " المجرمة " أصبحت بقدرة قادر " أليفة " تدخل إلي بيتك في الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية بكل ترحاب وتقدير ... !!
فمن سينظر " للمجمد " في ظل وجود " الطازج " يعرض أمامه على الوحدة والنص
بل ويشاركه جميع أفراد العائلة في " حفلة النظر " دون حياء أو استحياء!!!
ففي ظل وجود ورقة " التوت " الكل في " السليم " ولا خوف ولا خشية فأنت تنظر في المستور ولم تلج المحظور!!
في أحد الفصول الدراسية، وقع في يدي هاتف أحد طلاب الصف العاشر فضغطت يدي العابثة على زر ما، فاشتغل شيء ما .. ويالهول مارأيت؟؟؟!
استدعيت ولي الأمر لأبلغه " بالكارثة " فأصابني كلامه في المقتل وياليته ما تكلم .. !
قال: عادي كل الأولاد عندهم هالسوالف أنتوا ليش مكبرين السالفة؟؟!!
نعم لقد تبدل حالنا وحال شبابنا وأصبح زماننا زمن الوقاحه، والسخافة، والتفاهة ..
تبدلت مجالس الشباب ولم تعد أحاديثهم في أمور السيارات والمباريات كما كنا بل أصبحت ساحات لتبادل الصور ومقاطع الفيديو والسيديهات
لقد أصبحوا يحملون أجهزة حديثة بحجم الكف تحوي وتخزن مالا يحصى من الصور المتحركة والثابتة و ما تشيب الأبدان من رؤيتها ..
وياليته توقف عند الإساءة إلى نفسه
بل تعدى ذلك بنشر الفساد في الأرض لمن يعرف ومن لايعرف
فكم من امرأة عفيفة صورت على غفلة ثم طارت صورها في الآفاق
وكم من شريفة نشرت أسرارها على الملأ
وكم من أسرة مجتمعة فرقتها صورة أشيعت هنا وهناك؟
لقد استهان هؤلاء الناس بالصور القبيحة
والمناظر الدنيئة
والمشاهد الخليعة
وتلذذوا بنشر الفاحشة
وقتل العفاف
ووأد الغيرة والمروءة
وخراب البيوت
وهدم الأسر
وكشف الأسرار
وإنك لتعجب من بعض الأخوة والأخوات الطيبين في المنتديات والمجالس
تقرأ أقوالهم الجميلة وردودهم الإيمانية وموعظتهم الجليلة ودعواتهم الصادقة الطيبة في حين تمتلىء تواقعيهم وصورهم الرمزية بصور النساء الفاضحة أو لوجوه نسائية جميلة فاتنة
شرور لا تصدها الأبواب
ولا تعيقها الحدود والأسوار
تورث الذل والمهانة والدياثة في النفوس
تنزع الإيمان من القلوب
وتجلب سخط الله وغضبه سبحانه وتعالى
ونسوا ((إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة)) النور19
وتناسوا: ((لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم)) (النحل: 25)
وتجاهلوا: ((وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ)) (العنكبوت: 13).
وتغافلوا عن: ((عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ)) (الانفطار: 5).
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ما أخرت من سنة سيئة يعمل بها بعده فإن عليه مثل وزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيئا)
وتعاموا عن: (( ..... ومن دعى إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)) " رواه مسلم "
و.عن ... (( ..... ومن سن سنة شر فاتبع عليها كان عليه وزره ومثل أوزار من اتبعه غير منقوص من أوزارهم شيئا)) " رواه الترمذي "
وقد أذهلني ما تلخص عند أحد الباحثين في موضوع الصور الإباحية حيث ذكر أنه:
. يتم صرف 57 مليار دولار سنوياً في ترويج المواد الإباحية في وسائل الإعلام.
• 83.5% من الصور المتداولة في المجموعات الإخبارية في الإنترنت هي صور إباحية.
• يتم إنشاء 266 موقعاً إباحياً جديداً في الإنترنت كل يوم.
• الصفحات الإباحية هي أكثر فئات صفحات الإنترنت بحثاً وطلباً.
• أكثر المتداولين للمواد الإباحية هم فئة الشباب ما بين 13 – 17 عاماً
فعلى المخلصين من العلماء والدعاة والخطباء
و كل صاحب قلم ولسان، ومنبر وبيان،
من كتاب الصحف والمجلات، والنشرات
ومن المدرسين والمدرسات، والمربين والمربيات
محاربة هذه الظاهرة الخبيثة ومكافحتها
نصرة لدين الله تعالى، ومعذرة إليه، ودفعاً لعقوبته، وإغاظة لأهل الفساد والنفاق.
بقلم / الربيع الأول
¥