تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[علم التخاطب الإسلامي]

ـ[محمد محمد يونس علي]ــــــــ[04 - 03 - 2007, 11:08 م]ـ

[

FONT="Times New Roman"] علم التخاطب الإسلامي:

دراسة لسانية لمناهج علماء الأصول

في فهم النص

تأليف وترجمة د. محمد محمد يونس علي

نشرته دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت: 2006مقدمة الطبعة العربية

هذا العمل ترجمة لكتاب Medieval Islamic Pragmatics الذي صدر سنة 2000، ونشرته دار النشر كيرزون برس Curzon Press التي اندمجت مع روتلدج Routledge ثم انصهرا معا في شركة فرانسيس وتيلور Taylor & Francis؛ ولذا لن يستغرب القارئ الذي يرغب في الاطلاع على النسخة الإنجليزية من الكتاب أن يجد عنوان الكتاب مرتبطا بأي من دور النشر المذكورة.

يتناول الكتاب المناهج التخاطبية في علم الأصول، متّبعا في مناقشة تلك المناهج نهجا لسانيًا استثمرت فيه النظريات البراغماتية الحديثة التي تعنى بمسألتي اللغة، والتخاطب. ويرمي الكتاب إلى صوغ الأصول والنظريات اللغوية التي تبعثرت أجزاؤها وفروعها في كتب الأصول، وغاب عنها السياق النظري الشمولي، والإطار العام الذي يوجّه، ويفسّر تلك الأجزاء والفروع. وقد تطلّب صوغ تلك الأصول قراءة معمّقة ودقيقة للأصول الفلسفية الوجودية منها والمعرفية التي تنبثق عنها النظريات اللغوية للأصوليين.

لقد أثمر هذا التلاقح بين الدرس الأصولي والدرس اللساني نشأة علم جديد يمكن تسميته بعلم التخاطب الإسلامي، وقد شرعنا في هذا الكتاب في وضع قواعد الأساس لهذا العلم، الذي استمدت مادته من التبصرات العلمية التي خلّفها لنا الأصوليون في مجالات اللغة، وتحليل الخطاب والنص، والفلسفة، والمنطق.

ولابد من التذّكير هنا أن توليد علم فرعي من علم واسع كعلم الأصول ليس بدعة في تراث العربية، بل هو نهج سبق لعلماء التراث أن انتهجوه. ولعلّ أفضل مثال على ذلك يمكن ذكره في هذا السياق ما فعله عضد الدين الإيجي في النصف الأول من القرن الرابع عشر الميلادي (الموافق للنصف الأول من القرن الثامن الهجري) عندما كتب رسالة عن "الوضع"، وقد دُعم هذا العمل بمحاولات أخرى، وتكلّلت جهود علمائه أخيرا بنشأة علم منفصل في القرن الثامن عشر الميلادي سمي بـ "علم الوضع". وإذا ما أخذنا في الحسبان العلاقة الوطيدة بين "الوضع" وما يقابله في تراث العربية إجمالا، وفي علم الأصول على وجه الخصوص، وهو ما يعرف بـ "الاستعمال"، أدركنا أهمية أن يفعل بالاستعمال ما فعل بالوضع، وهو أن يصبح علما مستقلا، له ما يميزه في غايته، ومسائله، ومبادئه، وأصوله، وفلسفته، وغير ذلك مما تتطلبه العلوم. وما يقصده الأصوليون وغيرهم بالاستعمال هو ما نقصده بالتخاطب؛ إذ إن استعمال اللغة هو التخاطب بها، وهذا ما سوّغ لنا ترجمة اسم العلم المعروف في اللسانيات الغربية الحديثة بـ " pragmatics" بـ "علم التخاطب"؛ لكون معناه الحرفي -كما يذكر اللسانيون- دراسة الاستعمال the study of use.

إن الغاية من علم التخاطب هي معرفة كيفية حصول التفاهم بين المتخاطبين، وتشمل مسائله كل العناصر التي تسهم في إحداث التخاطب من وضع، واستعمال، وقرائن، وأنواع الدلالة المختلفة، والنظريات الدلالية ذات الصلة بالاستعمال والسياق. أما مبادؤه فهي قضايا اللغة المختلفة التي تبحث في فقه اللغة، والصرف، والنحو، والبلاغة، واللسانيات، وتحليل الخطاب والنص، وعلم الأصول، وعلم التفسير، وعلم الحديث، والمنطق، والفلسفة، وغير ذلك مما له صلة بالموضوع.

وأما أصول هذا العلم فقد يجد الناظر منها بغيته في كتب الأصول، وفي كتب اللسانيات الحديثة، ولاسيما في "البراغماتية"، أو ما سميناه بعلم التخاطب، وقد حاولنا في هذا الكتاب أن نصوغ ما يتعلق بهذا الموضوع من أصول لغوية، وفلسفية، وتخاطبية، مستفيدين في ذلك من جهود الأصوليين واللسانيين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير