تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[صورتان من المشهد الفلسطيني!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[02 - 02 - 2007, 01:28 ص]ـ

صورتان من المشهد الفلسطيني:

الصورة الأولى:

خبر قرأته بالأمس في موقع "مفكرة الإسلام"، عن محاضرة ألقيت مسجد "الخنساء" في قرية قرية بيت لاهيا شمال قطاع غزة، تحدث فيها أحد كبار قادة التنظيمات الفلسطينية، متهما الصحابة، رضي الله عنهم، بالسرقة والزنا، وأكبر دليل على ذلك - على حد قول الخبيث - أن سورة النور نزلت في صحابي زنى بصحابية!!!!!، والأمر في غاية الوضوح، ولولا قوانين المنتدى لأدرجت رابط الخبر.

وواصل القائد المحسوب على التيار الإسلامي هجومه على رجال الدين الإسلامي عموما، وعلى حركة "حماس" ذات التوجه الإسلامي السني خصوصا.

والغريب في الأمر أن المحاضرة قد قوبلت بترحيب كبير من الحاضرين، ولم يعترض أحد من أولئك "المغفلين" على تصريحات هذا القيادي الكبير حيث إن المسجد، بأكمله، تابع لهذه الحركة، فلا مجال للاعتراض على ثصريحات القادة، حتى لو كانوا جهلة أو مغرضين، لئلا يتصدع صف التنظيم، وهكذا يصبح الولاء للقادة والتنظيمات على حساب المبادئ والمعتقدات!!!!.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها هذه الحركة الفلسطينية المسلحة، المعروفة بولائها لجهات خارجية مشبوهة تسعى لنشر فكر دخيل على المجتمع الفلسطيني السني، ليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها مثل هذه القضية المثيرة لمشاعر المسلمين، وكأن الأمر قد قضي بليل وفق منهجية محددة، فليس الأمر صدفة، أو عثرة لسان يعتذر عنها صاحبها، وإنما هو تعبير عن اتجاه جديد بدأ يغزو الساحة الفلسطينية.

والساحة الفلسطينية الآن مشتعلة، ففي الوقت الذي يتنامى فيه هذا الاتجاه المذهبي المنحرف، دخلت بقية الفصائل الفلسطينية في صراع سياسي محموم منذ انتخاب الحكومة الفلسطينية الحالية أوائل العام الماضي، تطور إلى صراع عسكري، أريقت فيه دماء الموحدين بأيدي الموحدين، ووقفت الأطراف الخارجية، غربية كانت أم شرقية، تدير اللعبة من بعد دون أن تلوث أيديها بدماء إخواننا الفلسطينيين، فقد كفوا مؤونة ذلك!!!!!.

وتبادلت الفصائل الفلسطينية الاتهامات بالعمالة الخارجية، فأنصار الرئاسة يتهمون الحكومة بالعمالة لنفس الاتجاه المذهبي الذي سبقت الإشارة إليه، وأنصار الحكومة يتهمون الرئاسة بالعمالة للولايات المتحدة الأمريكية، الذي استغل "قديسها" جورج بوش كعادته، الظرف لصالحه، واصطاد في الماء العكر، معلنا إمداد الجهات الأمنية التابعة للرئاسة الفلسطينية بالسلاح، وهو مما يذكي نار الفتنة بين إخواننا في فلسطين، وأصبحت الساحة الفلسطينية، للأسف الشديد، ساحة لتصفية حسابات خارجية، بين معسكرين "متدينين" بل "متطرفين"، أحدهما شرقي يروج لمعتقده ولو على أشلاء المخالف، والآخر غربي يدعي قائده أن الرب، عز وجل، قد أوحى إليه: أن قاتل الإرهابيين في "العراق" يا بوش فأنت مخلص العالم الجديد، كما صرح بوش بنفسه، وبدون أن يشعر طرفا القتال في فلسطين، خاض كل منهما الحرب "بالوكالة" عن أحد المعسكرين السابقين، وهنيئا لك أسرائيل، أيتها اللقيطة، فقد كفيت ووقيت، و"إسرائيل" كما عهدناها دائما لا تفوت مثل هذه الفرص، إذ واصلت العبث في أساسات المسجد الأقصى، في غفلة من الموحدين الذين شغلوا بمصائبهم في "العراق" و "غزة" و "بيروت" إذ القلاقل على قدم وساق، و"أفغانستان" ................... إلخ، وإلى الله المشتكى.

ولن يتحقق تحرير بيت المقدس إلا بأيدي رجال من طراز صلاح الدين، رحمه الله، فليست المسألة صراعا سياسيا علمانيا بحتا، أو صراعا عسكريا تتأرجح فيه موازين القوى، إذ الكفة العسكرية المادية، راجحة، كل الرجحان، لصالح الكيان الصهيوني، وإنما هي صراع "عقدي"، يدافع فيه كل طرف عن عقيدته، فالمعسكر الغربي يدافع عن عقيدته النصرانية الإنجيلية المتعصبة، والمعسكر الشرقي يدافع عن عقيدته المذهبية، والمعسكر الإسرائيلي يدافع عن عقيدته اليهودية، فهل حقق إخواننا في فلسطين المسألة كما حققتها الأطراف الأخرى، أم ما زالت الرؤية مشوشة والهدف غير محدد؟.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير