[في الحقوق "أوامر و نواهي" عن الرسول الكريم]
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 05:01 ص]ـ
في الحقوق عن النبي r
روى إسماعيل بن الفضل، عن ثابت بن دينار الثمالي، عن سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام.
قال u: حق الله الأكبر عليك: أن تعبده ولا تشرك به شيئا، فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة.
وحق نفسك عليك: أن تستعملها بطاعة الله I.
وحق اللسان: إكرامه عن الخنى وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فائدة لها والبر بالناس وحسن القول فيهم.
وحق السمع: تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحل سماعه.
وحق البصر: أن تغضه عما لا يحل لك وتعتبر بالنظر به.
وحق يدك: أن لا تبسطها إلى ما لا يحل لك.
وحق رجليك: أن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك، فبهما تقف على الصراط فانظر أن لا تزل بك فتتردى في النار.
وحق بطنك: أن لا تجعله وعاء للحرام ولا تزيد على الشبع.
وحق فرجك: أن تحصنه عن الزنا وتحفظه من أن ينظر إليه.
وحق الصلاة: أن تعلم أنها مرقاة إلى الله Y وأنك فيها قائم بين يدي الله عز وجل، فإذا علمت ذلك قمت مقام الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المسكين المستكين المتضرع المعظم لمن كان بين يديه بالسكون والوقار وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها.
وحق الحج: أن تعلم أنه وفادة إلى ربك وفرار إليه من ذنوبك وفيه قبول توبتك وقضاء الفرض الذي أوجبه الله عليك.
وحق الصوم: أن تعلم أنه حجاب ضربه الله U على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النار، فإن تركت الصوم خرقت ستر الله عليك.
وحق الصدقة: أن تعلم أنه ذخرك عند ربك Y ووديعتك التي لا تحتاج إلى الإشهاد عليها، وكنت بما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية. وتعلم أنها تدفع البلاء والأسقام عنك في الدنيا وتدفع عنك النار في الآخرة.
وحق الهدي: أن تريد به الله I ولا تريد به حلقه ولا تريد به إلا التعرض لوجه الله Y ونجاة روحك يوم تلقاه.
وحق السلطان: أن تعلم أنك جعلت له فتنة وأنه مبتلي فيك بما جعله الله U له عليك من السلطان، وأن عليك أن لا تتعرض بسخطه فتلقى بيدك إلى التهلكة وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء.
وحق سائسك بالعلم: التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع إليه و الإقبال عليه وأن لا ترفع صوتك عليه ولا تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب ولا تحدث في مجلسه [أحدا]، ولا تغتاب عنده أحدا وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدوا ولا تعادي له وليا، فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلمت علمه لله I لا للناس.
وأما حق سائسك بالملك: فأن تطيعه ولا تعصيه إلا فيما يسخط الله U فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وأما حق رعيتك بالسلطان: فأن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك فيجب أن تعدل فيهم وتكون لهم كالوالد الرحيم وتغفر لهم جهلهم ولا تعاجلهم بالعقوبة وتشكر الله I على ما أتاك من القوة عليهم.
وأما حق رعيتك بالعلم: فأن تعلم أن الله I إنما جعلك قيما لهم فيما أتاك من العلم وفتح لك من خزائنه، فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تتجبر عليهم زادك الله من فضله، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقا على الله U أن يسلبك العلم وبهاءه ويسقط من القلوب محلك.
وأما حق الزوجة: فأن تعلم أن الله Y جعلها لك سكنا وأنسا فتعلم أن ذلك
نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرك وتطعمها وتسقيها وتكسوها وإذا جهلت عفوت عنها.
وأما حق مملوكك: فأن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك وأمك ومن لحمك ودمك لم تملكه لأنك صنعته دون الله I ولا خلقت شيئا من جوارحه ولا أخرجت له رزقا ولكن الله Y كفاك ذلك ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه فأحسن إليه كما أحسن الله إليك وإن كرهته استبدلته ولا تعذب خلق الله U ولا حول ولا قوة إلا بالله.
¥