تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العرب والأصنام]

ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 04:56 ص]ـ

[ما كان يفعله العرب مع الأصنام]

قال ابن إسحاق: واتخذ أهل كل دار في دارهم صنما يعبدونه فإذا أراد الرجل منهم سفرا تمسح به حين يركب فكان ذلك آخر ما يصنع حين يتوجه إلى سفره وإذا قدم من سفره تمسح به فكان ذلك أول ما يبدأ به قبل أن يدخل على أهله فلما بعث الله رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد قالت قريش: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب وكانت العرب قد اتخذت مع الكعبة طواغيت وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة، لها سدنة وحجاب وتهدي لها كما تهدي للكعبة وتطوف به كطوافها بها، وتنحر عندها. وهى تعرف فضل الكعبة عليها، لأنها كانت قد عرفت أنها بيت إبراهيم الخليل ومسجده.

قال ابن إسحاق: فلما بعث الله تبارك وتعالى رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أنزل عليه ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون وأنزل الله تعالى: وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم. وأنزل عليه قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون وأنزل عليه من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين

كانت العقائد الشركية قد نالت رواجاً بين عامة المسلمين بسبب اختلاطهم مع أصناف من المشركين، ونفوذ الدولة الفاطمية الباطنية الإسماعيلية وانتشار الصوفية، فكانوا يحملون من العقائد الشركية في الأولياء والصالحين والمشايخ ما كان يعتقده اليهود والنصارى والمشركون، من الطواف حول القبور والاستغاثة بأصحابها والحج إليها وبناء المساجد الفخمة عليها وعقد المهرجانات عليها عاماً مقاماً والنذور للقبور، وقد عمَّت وطمَّت هذه العقائد إلى أن جعلوا الميت كالإله, والشيخ الحي كالنبي، وكانوا قد عزلوا الله تعالى عن أن يتخذوه إلهاً وعزلوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يكون رسولاً، وارتكبوا ما كان محض دين المشركين والنصارى، وقد وصلوا في عبادة القبور والسجود لها ودعاء أصحابها وجعل القبور قبلة وكعبة إلى حد كان هؤلاء القبوريون المشركون بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع والدعاء وحضور القلب ما لم يجده أحدهم في مساجد الله. إلى أن كان الفسقة الفجرة أصحاب الكبائر من هؤلاء القبورية لا يتحاشون الكبائر. ولكن إذا رأوا الميت أو الهلال فوق رأس قبة القبر المعبود خشوا من فعل الفواحش، فيخشون المدفون تحت الهلال ولا يخشون خالق الأكوان، وكانوا يحلفون بالله بالكذب ولا يحلفون بالميت كذباً، فكانوا في الشرك كما كان قوم إبراهيم حيث قال لهم: ((وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً)) [الأنعام:81] , وكان بعضهم يفضل شيخه على الأنبياء والمرسلين ويعتقد فيه الإلهية كالنصارى إلى غير ذلك من الكفريات والشركيات التي تدل على أن القبورية الوثنية قد عمت العباد وطمت البلاد إلا من شاء الله ".إن لعنة الجاهلية لم تدع شيئا دون أن تصيبه بالعقم والفساد. أفسدت العقائد والأفكار، وأفسدت العبادات والشعائر، وأفسدت الأخلاق والآداب، وأفسدت النظم والتقاليد، وأفسدت الحياة كلها، ولم يبق شيء من دين الله المنزل على أنبيائه إلا ناله رذاذ من هذا الشر المستطير. وحينما أراد الله أن يبعث خاتم رسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، كان في العالم ألوان من الشعائر والعبادات، بعضها بقايا أديان سماوية قديمة، وبعضها إضافات، وابتداعات أرضية جديدة، بعضها مسخت صورته ومعناه، وبعضها بقيت صورته، وإن مسخ معناه، فلم يعد يوجه إلى مستحقه وهو الله وإنما يتوجه به العابدون إلى إله أو آلهة أو سماسرة آلهة في الأرض أو في السماء! أديان بلغت في الرسوم والشكليات ففقدت الروح والإخلاص، وأديان تحررت من كل رسم وشكل،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير