[الماء في حياتنا]
ـ[أبوشادي الصوري]ــــــــ[01 - 03 - 2007, 04:04 ص]ـ
الماء أساس الحياة فلا صناعة و لا زراعة و لا إعمار بدون توفر الماء و هذا مصداقا لقول الحق تبارك و تعالى في محكم التنزيل:
] أو لم يرَ الذين كفروا أن السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما و جعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ([الأنبياء 30]
يوجد الماء في الطبيعة بصور مختلفة منها العذب و منها المالح و بالتالي تختلف استخداماته حسب تلك الصور فمنها ما يستخدم للشرب و منها ما يستخدم للزراعة
أو الصناعة و غيرها و قد أشار الخالق في كتابه العزيز إلى صنفي الماء الرئيسين
في الآية الكريمة:
) وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج000 ([فاطر12]
الماء المادة الأكثر شيوعا على الأرض و يغطي أكثر من 70% من سطح الأرض يملأ الماء المحيطات و الأنهار و البحيرات و يوجد في باطن الأرض و في الهواء الذي نتنفسه و في كل مكان و لا حياة بدون ماء0
كل الكائنات الحية (نبات , حيوان , إنسان) لابد لها من الماء كي تعيش و في الحقيقة فإن كل الكائنات تتكون غالبا من الماء كما أن ثلثي جسم الإنسان مكون من الماء
و ثلاثة أرباع جسم الدجاجة من الماء كما أن أربعة أخماس ثمرة الأناناس من الماء0
و يعتقد بعض علماء الطبيعة أن الحياة نفسها بدأت في الماء – في ماء البحر المالح0
منذ بداية العالم و الماء يقوم بتشكيل تضاريس الأرض 0 فالمطر يهطل على اليابسة
و يجرف التربة إلى الأنهار 0 و مياه المحيطات تلتطم بالشواطئ بقوة مكسرة و محطمة للهوات الصخرية على الشاطئ كما أنها تحمل الصخور المحطمة و تبني رواسب صخرية حيثما تفرغ حملها و المثالج تشق مجاري الوديان و تقطع الجبال0
و يحول الماء دون تغير مناخ الأرض إلى البرودة الشديدة أو الحرارة الشديدة و تمتص اليابسة حرارة الشمس و تطلقها بسرعة بينما تمتص المحيطات حرارة الشمس و تطلقها ببطء و لهذا فإن النسيم القادم من البحر يجلب الدفء إلى اليابسة شتاء و البرودة صيفا0
كان الماء عبر التاريخ عصب الحياة فقد ازدهرت الحضارات المعروفة حيثما كانت مصادر الماء وفيرة كما أنها انهارت عندما قلت مصادر المياه و تقاتل الناس من أجل حفرة ماء مشوب بالوحل كما عبد الوثنيون آلهة المطر و صلوا من أجلها و على العموم فعندما يتوقف هطول الأمطار فإن المحاصيل تذبل و تعم المجاعة الأرض و أحيانا تسقط الأمطار بغزارة كبيرة و بصورة فجائية و نتيجة لهذا فإن مياه الأنهار تطفح
و تفيض فوق ضفافها و تغرق كل ما يعترض مجراها من بشر و أشياء أخرى0
في أيامنا الحاضرة ازدادت أهمية الماء أكثر من أي وقت مضى فنحن نستعمل الماء
في منازلنا للتنظيف و الطبخ و الاستحمام و التخلص من الفضلات كما نستعمل الماء لري الأراضي الزراعية الجافة و ذلك لتوفير المزيد من الطعام 0و تستعمل مصانعنا الماء أكثر من استعمالها لأية مادة أخرى 0 ونستعمل تدفق مياه الأنهار السريع و ماء الشلالات الصاخبة المدوية لإنتاج الكهرباء0
إن احتياجنا للماء في زيادة مستمرة و في كل عام يزداد عدد سكان العالم كما
أن المصانع تنتج أكثر و تزداد حاجتها إلى الماء 0
نحن نعيش في عالم من الماء و لكن معظم هذا الماء – حوالي 97% منه- يوجد
في المحيطات 0وهو ماء شديد الملوحة إذا ما استعمل للشرب أو الزراعة أوالصناعة0
إن نسبة 3% فقط من مياه العالم عذبة 0 و هذا الماء غير متوفر بيسر للناس إذ قد يكون محجوزاً في المثالج و الأغطية الثلجية0
كميات الماء الموجودة على الأرض في هذه الأيام هي نفسها التي كانت موجودة
في السابق و التي ستظل و تبقى للمستقبل 0 و كل قطرة ماء نقوم باستعمالها سوف تجد طريقها إلى المحيطات و هناك ستتبخر بفعل حرارة الشمس ثم تعود فتسقط
على الأرض ثانية على هيئة مطر و هكذا يستعمل الماء ثم يعاد استعماله مرات
و مرات و لا يمكن استنفاده أو فناؤه إلا بإذن الله0
و بالرغم من وجود كميات وفيرة من الماء العذب في العالم فإن بعض المناطق تعاني من نقص الماء؛ فالمطر لا يسقط بالتساوي على أنحاء الأرض المختلفة 0 إذ إن بعض المناطق تكون جافة جداً على الدوام بينما يكون بعضها الآخر مطيراً جداً 0
¥