إنها تجارة العالم الرابحة ولكنه ربح حرام قائم على إتلاف الحياة وتدمير الإنسان عقلا وقلبا وإرادة وروحا. والغريب أن الإنسان يقبل على شراء هذه السموم الفتاكة بلهفة وشوق لما تحدثه في كيانهم من تفاعل غريب تجعله يلح في طلبها إلى أن تقضي عليه.
لا شك أن إغراءات الأصدقاء الواقعين تحت تأثير هذه العادة هي التي تعمل على إدخال البسطاء إلى عالمها الزائف الخادع حيث لا يتمكن أي منهم من التخلص منها إلا بعد شق النفس هذا إذا قدر له الخروج. وكأن الإنسان يظن انه يجد في هذه السموم ملاذا من همومه الكثيرة يهرب إليها في الشدائد والملمات. وهو لا يدري أن من يهرب إلى سم التبغ هو كمن يستجير من الرمضاء بالنار، لأنه بذلك يستنزف قواه ويقضي على البقية الباقية من عافيته.
كأنك أيها الإنسان لا تعلم انك بذلك تسير إلى طريق التهلكة والخراب وأن السعادة لا تكون في الركض وراء أوهام خادعة، إنها لا تكون بتغييب العقل وحجبه عن أن يكون قوة فاعلة يهديك سواء السبيل، إن السعادة هي في تحاشي الأخطار ومجابهة التحديات وتنبيه القوى الخيرة في الإنسان. إنها في الإرادة الصلبة والتنزه عن المطالب الخسيسة والانتصار على الضعف والوهم، إنها في الحفاظ على الصحة وعلى القوة العقلية والبدنية لإبقائها صالحة لمواجهة الملمات عوضا عن هدرها سدا وتبديدها فيما لا طائل ورائه.
إن العاقل يسهر على إصلاح نفسه وليس من يتبع سبيل الخطأ بحجة أن الأكثرية تسير في هذا الاتجاه. والجاهل هو من لا يملك التفكير الصائب للحكم على الأمور فتهون عليه نفسه وصحته. إن من يبيح لنفسه إتلافها بكل وسيلة رخيصة لمجرد أن فيها لذة مزعومة هو إنسان فقد مقومات الإنسانية، انه إنسان يستحق الرثاء.
بعد أن ازداد خطر عادة التدخين لا سيما في صفوف الشباب والمراهقين وطلاب المدارس والجامعات واستفحال خطره على الصحة فقد خصصت هذه الصفحة عن كل ذلك مظهرين بالحقائق والأرقام - لا بالعواطف والانفعالات - الخطر الكامن وراءه ووجوب محاربته على كل مستوى عن طريق التوعية الصحية والحذر من جعل الصحة مطية للشهوات وأداة للمقامرة. فالصحة هي الرصيد الحقيقي لكل دولة يحق لها أن تفتخر بنفسها وبمنجزاتها.
نبذة عن تاريخ التدخين
في أوائل القرن السادس عشر ادخل مكتشفوا أمريكا عادة التدخين إلى الحضارة الأوروبية، ومصطلح نيكوتين الذي يتداوله الناس عند التحدث عن التدخين أخذ من اسم جون نيكوت سفير فرنسا في لشبونة والذي دافع عن التبغ وكان يؤكد أن للتدخين فوائد مثل إعادة الوعي وعلاج الكثير من الأمراض.
وحتى منذ هذه البداية لم يترك الموضوع دون مقاومة فقد قام كثيرون بمعارضته وخصوصا (جيمس الأول) في كتابه "مقاومة التبغ" حيث اعتبر التدخين وسيلة هدامة للصحة. أما السيجارة التي يعرفها الناس بشكلها الحالي فقد ظهرت في البرازيل عام 1870م.
من الغريب أن أول إحصائية عن التدخين في الولايات المتحدة الأمريكية ظهرت في عام 1880 وكان تعداد السكان خمسين مليون فقط ثبت أنهم يدخنون 1,3 بليون سيجارة سنويا وحينما ارتفع عدد سكان الولايات المتحدة الأمريكية إلى 204 مليون ارتفع عدد السجائر المدخنة إلى 536 بليون سيجارة سنويا.
من هذا يتضح أن السكان زادوا بنسبة 300% أي أن زيادة السجائر أكثر من زيادة السكان 133 مرة.
أختكم أريد اتعلم
ـ[الحامدي]ــــــــ[31 - 01 - 2007, 05:17 م]ـ
كنت ممن ابتلاهم الله بعادة التدخين لسنوات طويلة، ولكني أقلعت عنه منذ عشر سنوات، والحمد لله.
فللراغبين في الإقلاع عنه، سأقدم لهم تجربتي لعلهم يستفيدون منها.
ـ[الحامدي]ــــــــ[31 - 01 - 2007, 06:51 م]ـ
إخوتي المدخنين، شفاكم الله، وعافاكم من هذه العادة الضارة.
يا من ترغبون بصدق في الإقلاع عن التدخين
أوصيكم باستصحاب النية الصادقة والرغبة التامة والعزيمة القوية، وبعد ذلك ستجدون أن الأمر هين لا يستحق كل هذا العناء، ولا يحتاج إلى كلِّ هذه البرامج العلاجية والنفسية المكثفة التي توهم البعض بصعوبة الأمر وتعقده.
إخوتي لا علاقة للأمربأي عامل خارجي كالمعالجين والأطباء النفسيين، بل ما تحتاجون إليه هو من عند أنفسكم أنتم: اعزموا ونفذوا وتوكلوا على الله.
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[31 - 01 - 2007, 07:16 م]ـ
معالجة وتشجيع، جزاكم الله خيراً، ومعركة التدخين عنوان لا أذكر أين قرأته.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 11:24 ص]ـ
أحسنت أستاذ رائد
والكثير من الأحبة ابتلوا بهذا الداء , ولكن نسأل الله أن يعينهم ليقلعوا عن ذلك. ويكفي المبتلى بها تحريمها.
ـ[منسيون]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 06:01 م]ـ
اللهم آمين وأنا أولهم.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 06:27 م]ـ
أيها الإخوة:
الأمر يتطلب قليلا من العزم والإراد والصدق مع الله عز وجل، فهلا ساهمتم أيها المدخنون، في دفع بلاء عن أنفسكم وعن أطفالكم وعن أمتكم ... وإلى غير المدخنين: هل من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر؟ ولو بالنصح ...
والله الموفق ..