أَخرجت الحَرب من سَواقطها آسادَ غيل غُلباً تُساورها
من البَواري تراسها ومن ال خوص إِذا استلأمت مغافرها
تَغدو إِلى الحَرب في جَواشنها ال صوف إِذا ما عَدَّت أَساورها
كَتائِب الهرش تَحتَ رايَتَهِ ساعد طرّارها مَقامرها
لا الرزق تَبغي وَلا العَطاء وَلا يحشِرُها للّقاء حاشرها
في كُلِّ دَرب وَكُلِّ ناحيَة خطّارَةٌ يستهلّ خاطرها
بمثل هام الرِجال من فلق الص خر يزود المقلاع بائرها
كَأَنَّما فَوقَ هامها فِرق من القطا الكُدر هاج نافرها
وَالقَوم مِن تَحتِها لَهُم زجل وَهيَ ترامي بها خَواطرها
بَل هَل رَأَيت السُيوف مصلتةً أَشهَرَها في الأَسواقِ شاهرها
وَالخَيل تستنَّ في أَزِقّتها بالتُركِ مسنونة خَناجرها
وَالنفط وَالنار في طرائقها وهابياً للدخان عامرها
وَالنهب تعدو بِهِ الرِجال وَقَد أَبدَت خَلاخيلَها حَرائرها
معصوصبات وسط الأَزِقّة قَد أَبرزها لِلعُيون ساتِرها
كُلُّ رَقودِ الضحى مخبّأة لَم تُبدِ في أَهلِها محاجرها
بيضةُ خدر مَكنونةٌ برزت لِلناس مَنشورة غَدائرها
تعثُر في ثَوبِها وتعجلها كبّةُ خَيل ريعت حَوافرها
تَسأل أَينَ الطَريقُ والهةً وَالنارُ من خَلفِها تبادرها
لَم تجتَلِ الشَمسُ حسنَ بهجتها حَتّى اجتلتها حَربٌ تُباشرها
يا هَل رَأَيت الثكلى مولولةً في الطُرق تَسعى وَالجهد باهرها
في إِثرِ نَعش عليه واحدُها في صدره طَعنَةٌ تساورها
فَرغاء ينقي الشنار مربدها يَهُزّها بالسنان شاجرها
تنظر في وَجهه وَتَهتف بالث كل وَجاري الدُموع حادرها
غَرغَرَ بِالنَفس ثُمَّ أَسلمها مَطلولةً لا يُخاف ثائرها
وَقَد رَأَيت الفِتيان في عَرصة ال معرك معفورةً مناخرها
كُلّ فَتىً مانع حَقيقتَه تَشقى به في الوَغى مساعرها
باتَت عَليهِ الكِلابُ تَنهَشُه مَخضوبةً من دَمٍ أَظافرها
أَما رَأَيتَ الخُيولَ جائِلَةً بالقَوم مَنكوبَةً دَوائرها
تَعثُر بِالأَوجه الحِسان من ال قَتلى وغلّت دماً أَشاعرها
يَطأنَ أَكباد فتية نُجُدٍ يَفلِقُ هاماتهم حَوافرها
أَما رَأَيت النِساءَ تَحتَ المَجا نقِ تعادى شعثاً ضَفائرها
عَقائل القَوم وَالعَجائِز وال عنَّس لَم تُحتَبر معاصرها
يَحمِلنَ قوتاً مِن الطَحين عَلى ال أَكتاف مَعصوبة معاجرها
وَذات عَيش ضنك ومقعسة تشدَخها صَخرة تعاورها
تَسأل عَن أَهلِها وَقَد سُلِبَت واتبُزّ عَن رأسها غَفائرها
يا لَيتَ شِعري وَالدَهر ذو دول يرجى وَأُخرى تَخشى بوادرها
هَل تَرجعن أَرضُنا كَما غَنَيت وَقَد تَناهَت بِنا مَصائرها
من مبلغٌ ذا الرِياستين رَسا لاتٍ تأتّى لِلنُصح شاعرها
بأَنَّ خَيرَ الولاة قَد علم الن اس إِذا عُدّدت مآثِرها
خَليفَةُ اللَه في بريته ال مأمون منتاشها وَجابرها
سمت إِلَيهِ آمال أُمَته مُنقادةً بَرّها وَفاجرها
شاموا حيا العدل من مخايله وَأَصحرت بالتُقى بَصائرها
وَأحمدوا منك سيرَةً جَلَتِ ال شَكَّ وَأُخرى صَحَّت مَعاذرها
واستَجمعت طاعَةً برفقك للمأ مون نجديُّها وَغائرها
وَأَنتَ سَمعٌ في العالَمين له وَمُقلَةٌ ما يَكِلّ ناظرها
فاشكر لذي العرش فضلَ نعمته أَوجب فضل المَزيد شاكرها
واحذر فداء لك الرَعيَّة وال أَجنادُ مأمورها وآمرها
لا تَرِدَن غمرةً بنفسك لا يَصدرُ عَنها بِالرأي صادرها
عليك ضحضاحها فلا تلج الغم رة مُلتَجّةً زَواخِرُها
وَالقصد أَنَّ الطَريق ذو شعب أشأمُها وَعثها وَجائرها
أَصبَحتَ في أُمَّة أَوائِلُها قَد فارقت هديها أَواخرها
وَأَنت سَرسورها وَسائسها فَهَل عَلى الحَقّ أَنتَ قاسرها
أَدّب رِجالاً رأيت سيرَتهم خالف حكمَ الكتابِ سائرها
واِمدُد إِلى الناس كفّ مرحمة تُسَد منهم بِها مفاقرها
أَمكنك العَدلُ إِذ هَمَمتَ بِهِ وَوافقت مدّه مقادرها
وَأَبصَرَ الناسُ قَصدَ وَجههم وملّكت أُمّة أخايرها
تُشرِع أَعناقَها إِلَيكَ إِذا ال سادات يَوماً جمّت عَشائرها
كَم عِندَنا مِن نَصيحة لك في ال لمه وَقُربى عزّت زَوافرها
وَحُرمَةٍ قَرّبت أَواصرها منك وَأُخرى هَل أَنتَ ذاكرها
سَعي رِجال في العلم مطلبهم رائحها باكر وَباكرها
دونك غراءَ كالوَذيلة لا تُفقَد في بلدة سَوائرها
لا طَمَعاً قلتُها وَلا بَطَرا لِكُلِّ نَفس هَوىً يؤامرها
سيّرها اللَهُ بالنَصيحَة وال خشية فاِستُدمجت مرائرها
جاءَتكَ تَحكي لَك الأُمور كَما يَنشُر بزَّ التجار ناشرها
حمّلتُها صاحِباً أَخا ثقة يَظَلَّ عَجَباً بِها يُحاضرها