الأول: الفطنة في ضبط النفس عن التهور في اتخاذ القرار إذا ابتلي صاحبها بمصيبة ما من مصائب أيام الفتن. بحيث لا يغريه التهور الدخول في الفتنة والانشغال بها.
الثاني: عدم الغفلة عن الاستمرار في العبادة القائمة على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، والدعوة إلى الله على بصيرة. فعليه أن يشتغل بالذكر، والعلم، والتعليم، والعبادة لأن الأمور في فتنة الهرْج خاصةً تزداد اختلاطاً، وتتسع اختلافاً، بحيث لا ينجو من زحام تدافعها إلا القليل من القليل.
وقد روى ابن أبي شيبة في "مصنفه" (15/ 40): عن حذيفة قال: "والله لا يأتيهم أمر يضجون منه، إلا أردفهم أمر يشغلهم عنه".
من أجل ذلك خصَّ الإمام مسلم ـ رحمه الله ـ في "صحيحه" باباً في كتاب الفتن وأشراط الساعة سمَّاه "باب فضل العبادة في الهرج".
فالصبر والعبادة في الفتن لها أجر عظيم، كيف لا وقد حث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل دخول الفتن. فما بالك بالذي يعمل الصالح ـ متعبداً ربه عز وجل ـ أثناء حدوثها؟ أو على الأقل يكون في منأى عنها، جنَّبه الله إياها.
روى أبو داود في "سننه" وهو في "الصحيحة" (975) عن المقداد بن الأسود مرفوعاً:
(6) "إن السعيد لمن جُنِّب الفتن، ولمن ابتلي فصبر".
وأخرج الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً:
(7) "بادروا بالأعمال فتناً؛ كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا قليل". وفي رواية: "يبيع أقوام دينهم بعرض الدنيا".
روى الترمذي "صحيح سنن الترمذي" (1789) عن الحسن: أنه كان يقول في هذا الحديث: "يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويصبح كافراً ويمسي مؤمناً" قال: " يصبح محرِّماً لدم أخيه وعرضه وماله، ويمسي مستحلاًّ له، ويمسي محرِّماً لدم أخيه وعرضه ماله، ويصبح مستحلاًّ له".
وعنه فيما أخرجه أحمد (4/ 272): "فوالله لقد رأيناهم صوراً ولا عقولاً، وأجساماً ولا أحلاماً، فراش نار وذباب طمع، يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين، يبيع أحدهم دينه بثمن العنز".
وأخرج ابن حبان "صحيح ابن حبان" (1583) عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
(8) "لا تقوم الساعة؛ حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها".
المصدر وباقي الحلقات: http://www.aqsasalafi.com/aqsasalafimain/index.php
ـ[محمد ماهر]ــــــــ[14 - 02 - 2007, 10:39 م]ـ
جزاكم الله خيراً أستاذي الفاضل ... ووقانا الله شر الفتن ...
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[26 - 02 - 2007, 09:15 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أستاذي الفاضل ... ووقانا الله شر الفتن ...
اللهم آمين
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[26 - 02 - 2007, 11:04 ص]ـ
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن
نسأل الله العافيه للجميع