تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولم يبخل أذناب الاحتلال في العراق عليه بالنصح في هذا الشأن لعلمهم بحمية أهل السنة في العراق فأشاروا على القوات الأمريكية باحتجاز نساء المجاهدين لإجبارهم على الاستسلام، وهي نفس الاستراتيجية المتبعة في "الشيشان" من قبل القوات الروسية وعملائها، والكفر ملة واحدة!!!!، وودت الزانية لو أن كل النساء زواني، فالمسلمون بين أهل الملل، وأهل السنة، بمفهومهم الواسع لا المفهوم الأكاديمي الذي يستعمله علماء العقيدة، بين أهل النحل أغير الناس على أعراضهم، وأما غيرهم فالعرض عنده يباع ويشترى، باسم الدين في كثير من الأحيان!!!!، وعقلاؤهم يأنفون من هذه "الدعارة المقنعة" بقناع الدين.

وما هي بأول حادثة من هذا النوع تقع على أرض العراق، فقبل أسابيع اختطفت زوجة سجين عراقي وأمها أثناء عودتهما من زيارته واغتصبتا ومثل بجسديهما، فمات الزوج المكلوم بسكتة دماغية كمدا عليهما، وقبلها اقتحمت الميليشيات بيتا سنيا، بعد فراغ ذخيرة الزوج الشهم الذي أباد سبعة منهم، فاغتصبت الزوجة أمامه، فمات بنفس السكتة، وقبلها اختطفت طالبات سنيات من أمام الجامعة المستنصرية، وفعل بهن ما فعل بزوجة السجين وأمه، واستراتيجية الميليشيات الطائفية، واضحة، فهم أجبن من أن يواجهوا رجال المقاومة وجها لوجه في معارك متكافئة، وإنما يستأسد القوم على النساء والأطفال والمدنيين العزل بحجة "مكافحة الإرهاب"!!!!!.

وفي العام الماضي، أثارت حادثة المحمودية التي راحت ضحيتها أسرة كاملة، بعد اغتصاب كبرى بناتها وحرق جسدها الطاهر لإخفاء معالم الجريمة، حفيظة المقاومة، فقامت بعمليات مكثفة لتأديب القوات الأمريكية التي أقلعت بعدها عن هذه الاستراتيجية، ويبدو أن الميليشيات وقوات الحكومة العراقية العميلة تحتاج لتأديب مماثل.

وقبل حوالي أسبوعين أثار عضو في البرلمان العراقي في برنامج "الاتجاه المعاكس" على قناة الجزيرة حادثة مقتل أحد أئمة المساجد في مدينة "ديالي" شرقي بغداد بعد اغتصابه والتمثيل بجثته حيا، والقائمة طويلة فمن يثأر لأولئك المغدورين؟!!!.

وقبل العراق: الشيشان ومعتقلات الروس شاهدة على ما ارتكب فيها من انتهاكات، وقبلها: البوسنة، وحالها أشهر من أن يذكر، وقبلها: أفغانستان، التي ألقى السوفييت فيها نساء الموحدين من الطائرات بعد اغتصابهن في محاولة يائسة لكسر قلوب المجاهدين، وقبلها المخيمات الفلسطينية في لبنان التي انتهكت فيها أعراض الموحدات على أيدي الميليشيات الطائفية إبان الحرب الأهلية في لبنان مطلع الثمانينات، وتزامن معها ما تعرضت له نساء أهل السنة من سوريا من انتهاكات.

والرسالة واضحة: مفتاح الشخصية الإسلامية: النساء، وقد ترك "أبطال الداخلية العراقية" مع أختنا المكلومة رسالة شفوية إلى عشيرتها مفادها: ارفعوا رءوسكم إن كنتم رجالاً .. لقد اغتصبنا ابنتكم.

والقائمة تطول.

وعلى الجانب الآخر من تاريخ المسلمين:

ثار صحابي غيور على امرأة مسلمة، كشف اليهود عن سوأتها، فقتل الفاعل، فاجتمعوا عليه وقتلوه، وكان ما كان من إجلاء بني قينقاع من المدينة.

وتعرض القراصنة لقافلة مسلمة، أيام الحجاج بن يوسف، فاستغاثت به إحدى الأسيرات، فجرد حملة لتأديبهم، فكانت تلك حسنة من حسناته القليلة التي غمرت في بحور سيئاته.

وهدمت عمورية على رؤوس الروم لما استغاثت امرأة مسلمة لطمها علج رومي بالمعتصم العباسي رحمه الله.

وجهز أبو الوليد الباجي، رحمه الله، حملة لاسترداد "بربشتر"، إحدى ثغور الأندلس الشمالية، بعد سقوطها في أيدي النصارى الذين انتهكوا أعراض نسائها، وأرسلوا ألوفا منهن هدية للبلاط البيزنطي، فقتل منهم 1500 علج، وحرر المدينة، بعدما تقاعس حكام دول الطوائف عن نصرة أهل بربشتر لانشغالهم بعقد التحالفات المشبوهة مع نصارى الشمال، فلله درك أبا الوليد!!!!، وهكذا فليكن علماء أمة الإسلام.

واليوم لا رسول كمحمد صلى الله عليه وسلم، ولا رجال كأصحابه الأطهار، رضوان الله عليهم، ولا معتصم، ولا باجي، ولا حتى حجاج!!!

نسأل الله، عز وجل، أن يصبر تلك الأخت المسلمة المكلومة، وأن يعوضها خيرا عما لاقته، وعله تعجيل لها بالعقوبة في الدنيا، ومشاهدة قضاء الله الكوني في هذه النازلة، مما يصبرها، فلها أن تحتج به في مصيبتها هذه، ومشاهدة قضاء الله الشرعي الذي يحتم دفع الظلم والأخذ بأسباب النصر، حتم لازم على إخواننا المجاهدين في العراق، فالجمع بين الاثنين مما يقوي القلوب لئلا يدب اليأس فيها عند سماع هذه الأخبار المحزنة، فنصبر على القضاء الكوني وندفعه بقضاء كوني آخر.

والعدل حتم لازم حتى مع المخالف، "فمن زنى بأهلك وكذب عليك، ليس لك أن تكذب عليه وتزني بأهله".

وليس لنا أن نقابل خستهم بخسة مماثلة، عملا بقوله تعالى: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)، "فإن العدل واجب لكل أحد على كل أحد في كل حال والظلم محرم مطلقا لا يباح قط بحال".

ولا يعني ذلك أن نسلي أنفسنا بوجبات "المثالية الجوفاء"، التي تدعو لعدم رد الإساءة مطلقا بحجة أن أخلاقنا لا تسمح بذلك، وإنما مدار الأمر عندنا على: العدل الذي يحكم والسيف الذي يردع، وحسنا فعلت قيادة إحدى فصائل المقاومة لما أعلنت أن عملياتها خلال شهر صفر الحالي، إن شاء الله، سوف تحمل اسم هذه الأخت المكلومة عزاء لها، مع استهداف الميليشيات الطائفية بقدر الإمكان لردعها عن تكرار هذه الجرائم.

والله أعلى وأعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير