تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أهل نجران, فتجمعوا وأرادوا قتال الأسود العنسي, ولكنهم فوجئوا بقتله في قصره بمساعدة زوجته, وما ان طلع الفجر حتى أعلنوا أمرهم, وفرّ أصحابه, وجعلوا يترددون بين صنعاء ونجران, وذهب الخبر الى المدينة, وقد توفي رسول الله, ورغم أن قيس بن عبد يغوث رئيس جند الأسود العنسي ساهم في قتله, الا أنه عاد الى الارتداد عن الإسلام, وجمع جنود الأسود العنسي الهاربين, وأراد أن يقتل رؤساء الأبناء المسلمين, ولكنه لم يستطع, وسيطر على صنعاء, وطرد من هم أتباع المسلمين من العجم. وانضمت اليه عوام القبائل من منطقة حمير, واطمأن بصنعاء كما كان الأسود العنسي مطمئنا بها. ولكن الأبناء من العجم المسلمين, استنهضوا أنفسهم, والقبائل التي بقيت على الإسلام, وخرج فيروز على رأسهم, فحارب قيسا عند صنعاء وأجلاه عنها, وخرج هاربا في جنده حتى وصل الى المكان الذي قتل فيه الأسود العنسي, وجاء جيش المسلمين من المدينة بقيادة المهاجر بن أمية, وخلفه عكرمة بن أبي جهل بجيشه أيضا وهزم الله المرتدين, وأسر قيس وعمرو بن معد يكرب وأخذهما المسلمين الى المدينة فتابا وعفا عنهما أبو بكر وعادا الى قومهما مؤمنين, وأعطى الله مفاتيح اليمن للمسلمين وتحققت المعجزة التي نبأ بها رسول الله r0.

و من معجزات الرسول محمد قدح اللبن وأبو هريرة: كان أبو هريرة صاحب رسول الله r وكان من أهل الصفّة وهم فقراء ليس لهم مال ولا أهل ولاجاه, ويحكي أبو هريرة هذه المعجزة فيقول: والله إني كنت أشعر بالجوع الشديد, وكنت أضع الحجر على بطني من الجوع, ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمّر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله I, وما سألته الا ليطلب مني أن أتبعه الى داره فيطعمني, فلم يفعل أبو بكر, فمرّ عمر t فسألته عن آية من كتاب الله U وما سألته الا ليطلب مني أن أتبعه الى داره فيطعمني, فلم يفعل, ومرّ الرسول عليه الصلاة والسلام, فعرف ما في وجهي, وتبين له ما في نفسي فقال:" يا أبا هريرة" قلت: لبيك يا رسول الله فقال:" الحق" فلحقت به وعند داره استأذنت فأذن فوجدت لبنا في قدح, فقال الرسول r : من أين لكم هذا اللبن؟ فقالوا: أهداه لنا فلان أو آل فلان, قال الرسول ينادي أبا هريرة: "أبا هرّ". قلت لبيك يا رسول الله. قال:"انطلق الى أهل الصفة فادعهم لي". فقال أبو هريرة: وأهل الصفة هم أضياف الإسلام لم يأووا الى أهل, ولا مال, فاذا جاءت هدية الى رسول الله r أخذ منها وبعث إليهم منها, وأحزنني ذلك وكنت أرجو أن أشرب من اللبن على الفور شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي, وقلت: أنا الرسول المرسل إليهم من الرسول r فاذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم, وقلت ما يبقى من هذا اللبن بعد أن يشربوا معظمه ان لم يكن كله؟ هكذا كان الجوع يتملك من أبي هريرة حتى انه خشي ان لا يجد من قدح اللبن هذا ما يكفيه شربة واحدة إذ سيشاركه فيه أهل الصفة وهو عدد لا بأس به. قال أبو هريرة: ولم يكن أمامي شيء غير طاعة الله ورسوله, فانطلقت الى أهل الصفّة فدعوتهم فأقبلوا واستأذنوا فأخذوا مجالسهم من البيت, بيت رسول الله r 0. فقال رسول الله r:" يا أبا هريرة خذ قدح اللبن فأعطهم" فأخذت القدح فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى, ثم يرد القدح بعد أن يروى حتى وصلت الى آخرهم, ثم توجهت الى رسول الله r ودفعت اليه فأخذ قدح اللبن بيده وقد بقي قليل من فضلة, ثم رفع رسول الله r رأسه ونظر الى أبي هريرة وابتسم, وقال: "أبا هريرة". فقال أبو هريرة: لبيك يا رسول الله0 قال u : " بقيت أنا وأنت". فقال أبو هريرة: صدقت يا رسول الله0 قال u :" فاقعد واشرب". جلس أبو هريرة t وأمسك بقدح اللبن, فشرب, ولما رفع أبو هريرة القدح عن فمه قال له رسول الله r :" اشرب" فيشرب أبو هريرة وكلما رفع القدح أعاده له رسول الله r قائلا:" اشرب" وظل يقول له:" اشرب اشرب" حتى ارتوى أبو هريرة t تماما وذهب عن نفسه الجوع الذي أصابه بألم شديد في أمعائه وقال له رسول الله r:" اشرب يا أبا هريرة" فقال أبو هريرة t: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له فيّ مسلكا, قال:" ناولوني القدح". فأعطى أبو هريرة t القدح لرسول الله r , وهي آية النبوة المحمدية, إذ أن قدحا من اللبن لا يكاد يروي رجلا أو غلاما صغيرا, أصبح في يد رسول الله r يروي جماعة من الناس كلهم أصابهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير