جبريل عليه السلام: هديت الى الفطرة, فما فعله رسول الله من شربه للبن هو منهج يسير على سنة الله في خلقه, الذين يعيشون الآن على وجه المعمورة والذين خلو من قبل. نزل رسول الله r عند بيت المقدس, وصلى بالأنبياء إماما, وربط البراق بحلقة باب المسجد.
معراج الرسول محمد r
المشهد الأول:قدم لرسول الله r معراج جميل والمعراج "سلم" لم تر الخلائق مثله, فصعد r ومعه جبريل فوق المعراج حتى بلغا السماء الأولى, وهي سماء الدنيا, وطلب جبريل من ملائكة هذه السماء أن يفتحوا له أبوابها, فناداه مناد: من أنت؟ فقال: أنا جبريل. قال المنادي: ومن معك؟ قال جبريل: معي محمد. قال: أوقد بعث محمد؟ قال جبريل: نعم. وفتح له, فتحت لهما السماء والدنيا, ونظر رسول الله r فاذا رجل تام الخلقة عن يمينه أسودة (أرواح) , وعن يساره أسودة. فاذا نظر الى التي عن يمينه تبسم, وقال: روح طيبة اجعلوها في عليين فيفتح باب ويخرج منه ريح طيبة, فتدخل فيه, واذا نظر الى التي على يساره حزن وقطّب جبينه وقال: روح خبيثة اجعلوها في سجيّن, فيفتح باب ويخرج منه ريح خبيثة, فتدخل فيه. سأل رسول الله r عن هذا الشخص التام الخلق وعن هذه الأسودة, وعن هذين البابين فقال جبريل u: أما الشخص التام الخلقة فهو أبوك آدم. و أما هذه الأسودة عن يمينه وعن يساره فهي أرواح بنيه؛ أهل يمينه هم أهل الجنة, وأهل شماله هم أهل النار, فاذا نظر الى أهل الجنة تبسم واذا نظر الى أهل النار حزن وابتأس. وأما البابان فالباب الذي الى اليمين باب الجنة, والباب الذي الى اليسار باب جهنّم. رحّب آدم بمحمد r وقال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح. فردّ رسول الله r التحية بأحسن منها. ومضى الى مشهد آخر من مشاهد المعراج. التي تعدّ درسا من دروس الدعوة العظيمة وقدوة حميدة للناس أجمعين.
المشهد الثاني:نظر الرسول r فرأى موائد كثيرة, عليها لحم مشرّح جيّد ولا يقربها أحد, وموائد أخرى عليها لحم نتن كريه الرائحة وحول هذا اللحم النتنة أناس يتنافسون على الأكل منها ويتركون اللحم المشرّح الجيّد, فقال رسول الله r:" ومن هؤلاء يا جبريل"؟ قال جبريل: هذا حال ناس من أمتك يتركون الحلال الطيّب فلا يطعمونه, ويأتون الحرام الخبيث فيأكلونه!!.
المشهد الثالث:ثم مضى رسول الله r, فوجد ناسا شفاههم كمشافر الإبل, فيأتي من يفتح أفواههم, فيلقي فيها قطعا من اللحم الخبيث, فيضجون منها الى الله لأنها تصير نارا في أمعائهم فلا يجيرهم أحد حتى تخرج من أسفلهم فقال u:" من هؤلاء يا جبريل"؟ قال جبريل: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى بالباطل ظلما, انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا.
المشهد الرابع: رأى الرسول r طريقا ممتدا الى النار يمر فيه آل فرعون, فيعرضون على النار غدوّا وعشيّا, وأثناء مرورهم يجدون على الطريق أقواما بطونهم منتفخة مثل البيوت, كلما نهض أحدهم سقط يقول: اللهم أخر يوم القيامة, اللهم لا تقم الساعة فبطؤهم آل فرعون بأقدامهم, فقال u:" من هؤلاء يا جبريل"؟ 0 قال جبريل: هؤلاء هم الذين يتعاملون بالربا من أمتك. {ولا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}.
المشهد الخامس:مضى الرسول r فرأى أقواما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يقال لكل منهم: كل من هذا اللحم كما كنت تأكل لحم أخيك ميتا. فقال الرسول r:" من هؤلاء يل جبريل"؟ قال جبريل: هؤلاء هم الذين يغتابون الناس من أمتك, كان كل منهم يأكل لحم أخيه ميتا.
المشهد السادس:ومضى رسول الله r فوجد أقواما تضرب رؤؤسهم بالصخر كلما ضربت تحطمت, وكلما تحطمت عادت كما كانت فترضخ من جديد بالصخر فتتحطم .. وهكذا, فقال u:" من هؤلاء يا جبريل"؟ قال جبريل u: هؤلاء من أمتك هم الذين تتثاقل رؤؤسهم عن الصلاة المكتوبة.
المشهد السابع: ومضى رسول الله r فوجد أقواما يسترون عوراتهم من الأمام والخلف برقاع وهم يسرحون كما تسرح الإبل. يأكلون الضريع والزقوم ورضف جهنم وحجارتها؛ فقال u:" من هؤلاء يا جبريل"؟ قال جبريل عليه السلام: هؤلاء هم الذين لا يؤدون صدقات أموالهم, وما ظلمهم الله تعالى شيئا, وما الله بظلام للعبيد.
¥