تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فلابد من توعية الطفل وتلقينه دائماً أن عورته لا ينبغى أن يراها أحد أبداً ولا حتى إخوته، ولا يسمح لأحد أن يكشف عورته أو يطلب منه ذلك.

3 - عدم الثقة المفرطة بالآخرين:فكما ذكرنا تكمن مشكلة تعرض الأطفال للاعتداءات أو التحرش الجنسي في أنها تحدث غالباً من أناس موثوق بهم لدى أسرة الطفل، بل ربما تأتمنهم الأسرة على الطفل بمفرده، مثل السائق، والخادمة، والمدرس الخصوصي، وصديق الطفل الأكبر منه سناً، وغيرهم.

كما أنّ طهارة قلب الطفل الصغير تجعله مفرط الثقة في الآخرين، خاصة إذا كانوا من الأقارب أو أصدقاء الأسرة أو الجيران، فهؤلاء محل ثقته لكثرة ترددهم على المنزل، ولعدم تصرف الكبار معهم بشكل ينافي الثقة فيهم، لذلك ينبغي أن تكون ثقتنا في الآخرين على بصيرة، فلا نمنحها إلا لمن يستحقها خاصةً هؤلاء الذين يكثر تعاملهم مع الأبناء أو انفرادهم بهم، كما يمكن توعية الأبناء الأكبر قليلاً بإمكانية وجود أناس لا يخافون الله تعالى يصدر منهم الاعتداء على الأطفال في مثل سنهم، مع توجيههم إلى التصرف السليم إذا تعرضوا لا قدر الله لمثل هذه الأمور.

4 - تربية الأبناء والبنات على المصارحة:

ولن يصارحنا أبناؤنا وبناتنا إلا إذا منحناهم الكثير من مشاعر الحب والتقدير والثقة في النفس، وكانت أساليبنا التربوية معهم تتسم بالمرونة وتبتعد عن القسوة والتسلط.

عندئذ سيشعر الأبناء بالأمن الكافي الذي يشجعهم على مصارحتنا بكل ما يتعرضون له خارج المنزل، فإن التربية السليمة هي التي تمتد فيها جسور المحبة والمودة الصادقة بين الآباء وأبنائهم مما يجعل البيت هو حصن الأبناء الأول، منه يواجهون الحياة وهم مؤهلين أقوياء، وبه يتحصنون تجاه أي اعتداء أو خطر يتهددهم.

5 - تربية الأبناء على الخشونة ونبذ الميوعة والتخنث، وتربية البنات على الستر، وتعويدهن على الحجاب قبل سن البلوغ:

فإن من أهم أسباب جرأة من يعتدي على الطفل، مظهر الطفل نفسه، خاصةً إذا كان الطفل جميل الطلعة، فيعوده الأب على الخشونة في المأكل والملبس، ويعوده ممارسة الرياضة القوية التي تبني جسمه وتخشّن جلده، ولا بأس بحلاقة رأسه إذا كان شعره هو سبب جماله، اقتداءاً بعمر بن الخطاب رضي الله عنه في التعامل مع الرجل الجميل الذي افتتن به النساء.

كما يراعى عدم التساهل في ملابس البنت خاصة إذا ظهر عليها جمال الوجه والجسم منذ وقت مبكر، فتعوّد على الملابس المحتشمة بعيداً عن العاري أو الضيق جداً الذي يبرز مفاتن جسدها ويغري بها من لا خلاق لهم- رغم صغرها-، ويستحب تعويدها على ارتداء الحجاب بشكل غير إلزامي وهي بعد صغيرة، حتى تألفه، وفي نفس الوقت حتى تتربى على الصيانة والستر وتتشكل نفسها على ذلك، وهذه التربية من شأنها أن تحمي الأبناء من الاعتداء وتصد الطامعين الآثمين في نفس الوقت.

ولا ينفك الوالدان عن الدعاء والتضرع لله عز وجل في كل وقت أن يحفظ أبنائهم من كل سوء في دينهم ودنياهم، وسائر أبناء المسلمين. آمين

ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[30 - 08 - 2007, 07:45 ص]ـ

:::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد؛ فجزاك الله خيرًا على نصحك؛ فالوالدان في حاجة ماسة إلى أن يوجهوا أبناءهم وبناتهم إلى ما يصلح به حالهم ,وإن كنّا نرى عزوف كثيرٍ من الأولاد عن سماع النصح؛فضلًا عن العمل به, ولعلّ هذا يجعلنا أكثر تمسكًأ بما صدرتَ به وختمت ـ أساليب المعالجة من أهميّة الدعاء والتضرّع؛فقد وجد كثير من الوالدِين في دعوات السحر وأوقات الإجابة مالم يجدوه في كثير من النصح والتعليم والتوجيه, ولكن لابد من الدعاء والعمل معا!

أخي الكريم: من أهم ما أود التأكيد عليه هنا ما ذكرتَه من التساهل في اللباس من الجنسين؛فهذا أمر قد بدت آثاره واضحة في كثرة قضايا التحرش الجنسي ,ولا سيما حين يكون ذلك أمام الأقارب , فكم يتساهل الشاب في لبسه أمام أهله وفيهم نساء , وكم تتساهل البنت في نوع وشكل ملابسها الفاتنة أمام المحارم في ظل ما وقر في النفوس من إفراط الثقة في هؤلاء الأقارب والتفريط في اللباس المحتشم, ثمّ إذا ما أتيحت (خلوة الشيطان) حدث ما لاتحمد عقباه! فكم سمعت وقرأت عن قصص من هذا النوع راح ضحيتها فتيات صغيرات أحسنّ أو أحسن أهلهن الظن مفرطين في ذلك ومفرّطين فيما يجب من الاحتشام ومراعاة الأحكام ,تحت ذريعة (المحارم) وكأن هذا التصريح الرباني يجيز أن تظهر الفتاة أمام إخوتها أو محارمها بلباسٍ فاتن شفاف أو ضيّق أو عار, يقذف في النفوس المريضة ما يقذف فيقع المحذور! فإذا ما أضيف إلى هذا تساهل كثيرٍ من الآباء والأمهات في زيارة أبنائهم أو بناتهم للأقارب دون مرافقتهم , أو البقاء عند الأقارب ـ للمبيت أو الإقامة لعدة أيام؛ فقد يقع ما تكره ـ مع وجود تلك المخالفات , وضعف الوازع, وغياب الرقيب ,وتحقّق الخلوة؛ فلا تظنن أن أولادك في مأمن وهم يزورون أقاربهم دون أن تكون أنت معهم ,فقد يقع الشر من أحد هؤلاء الأقارب , أو من أولادهم ـ في غيبة رقابة البيت الآخر ـ أو من العاملين عندهم ,فإذا شمل ذلك الأصدقاء والزملاء عند بعض الأسر! فحدث ولاحرج عما يمكن أن يكون! فلا بد لحماية أولادك ـ بعد حفظ الله ـ من أن تكون معهم ,بكل معنى المعيّة المستوجبة مراقبتهم ومراقبة ما حولهم ,وتجنّب أسباب تعرضهم للأذى؛حتى يسلموا من شر الأشرار , وكيد الفجّار.

ولا يظنّن ظانّ أني أبالغ؛فإن مسببات الفساد الأخلاقي في حياتنا المعاصرة ـ من الكثرة والتنوع والخفاء؛بحيث تتطلّب يقظةً دائمة, وتغييرا مهما في مسلّماتنا أو ما يشبهها في علاقاتنا الاجتماعية!

حفظ الله علينا وعليكم أولادنا, وأعاننا على تربيتهم التربية الصالحة , السالكة بهم سبل الحياة الفالحة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير