تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كلام نائلة ابنة الفرافصة الكلبية بعد مقتل عثمان رضي الله عنه]

ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[30 - 09 - 2007, 07:12 م]ـ

لما قتل عثمان بن عفان مكث ثلاثاً ثم دفن ليلاً قال فغدت نائلة ابنة الفرافصة الكلبية زوجته متسلبة في اطمار معها نسوة من قومها وغيرهم إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه فاستقبلت القبلة بوجهها ووجهت إحدى نسوتها تستنهض الناس قال فتقوضت الخلق نحوها وقد سدلت ثوبها على وجهها وألقت كمها على رأسها حتى آذنوها باجتماع الناس فحمدت الله وأثنت عليه وصلت علىالنبي صلى الله عليه وسلم ثم قالت:

عثمان ذو النورين قتل مظلوماً بينكم بعد الاعتذار وإن أعطاكم العتبي معاشر المؤمنة وأهل الملة لا تستنكروا مقامي ولا تستكثروا كلامي فإني حرى عبرى رزئت جليلاً وتذوقت ثكلاً من عثمان بن عفان ثالث الأركان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه في الفضل عند تراجع الناس في الشورى يوم الإرشاد فكان الطبيب المرتضى المختار حتى لم يتقدمه متقدم ولم يشك في فضله متأثم ألقوا إليه الأزمة وخلوه والأمة حين عرفوا له حقه وحمدوا مذاهبه وصدقه فكان واحدهم غير مدافع وخيرتهم غير منازع لا ينكر له حسن الغناء ولا عنه سماح النعماء إذ وصل أجنحة المسلمين حين نهضوا إلى رؤوس أئمة الكفر حيث ركضوا فقلدوه الأمور إذ لم يكن فيهم له نظير فسلك بهم سبيل الهدى وبالنبي وصاحبيه اقتدى مخسئاً للشيطان إلى مداحره مقصياً للعدوان إلى مزاحره تنقشع منه الطواغيت وتزايل عنه المصاليت امتد له الدين واتصل به السبيل المستقيم ولحق الكفر بالأطراف قليل الألآف والأحلاف فتركه حين لا خير في الإسلام في افتتاح البلاد ولا أرى لأهله في تجهيز البعوث فأقام يمدكم بالرأي ويمنعكم بالأدنى يصفح عن مسيئكم في إساءته ويقبل من محسنكم بإحسانه ويكافيكم بماله ضعيف الانتصار منكم قوي المعونة منكم فاستلنتم عريكته حين منحكم محبته وأجركم أرسانكم آمناً جرأتكم وعدوانكم فأراهكموا الحق إخواناً وأراكموه الباطل شيطاناً في عقب سيرة من رأيتموه فظاً وعددتموه غليظاً قهركم منه بالقمع وطاعتكم إياه على الجدع يعاملكم الحنة وتحونكم بالضرب وكان والله أعلم بآدابكم ومصالحكم فلله هو كأن قد نظر في ضمائركم وعرف إعلانكم وسرائركم فحين فقدتم سطوته وأمنتم بطشه ورأيتم أن الطرق قد انشعبت لكم والسبل قد اتصلت بكم ظننتم أن الله يصلح عمل المفسدين فعدوتم عدوة الأعداء وشددتم شدة السفهاء على النقي التقي الخفيف بكتاب الله عز وجل لسان الثقيل عند الله ميزاناً فسفكتم دمه وأنهكتم حرمه واستحللتم منه الحرم الأربع حرمة الإسلام وحرمة الخلافة وحرمة الشهر الحرام وحرمة البلد الحرام فليعلمن الذين سعوا في أمره ودبوا في قتله ومنعونا عن دفنه اللهم ان بئس للظالمين بدلاً وانهم شرُ مكاناً وأضعف جنداً لتتعبدنكم الشبهات ولتفرقن بكم الطرقات ولتذكرن بعدها عثمان ولا عثمان وكيف بسخط الله من بعده وأين كنتم كعثمان ذي النورين منفس الكرب زوج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه وصاحب البرمد ورومة هيهات والله ما مثله بموجود ولا مثل فعله بمعدود يا هؤلاء إنكم في فتنةٍ عمياء صماء طباق السماء ممتدة الحيران شوهاء العيان في لبسٍ من الأمر قد توزع كل ذي حقٍ حقه ويئس من كل خبرٍ أهله فلهوات الشر فاغرة وآيات السوء كاشرة وعيون الباطل خزر وأهله شزر ولئن نكرتم أمر عثمان وبشعتم الدعة لتنكرن غير ذلك من غيره حين لا ينفعكم عقاب ولا يسمع منكم استعتاب ثم أقبلت بوجهها على قبرالنبي صلى الله عليه وسلم لى الله عليه فقالت اللهم اشهد.

أيا قبرالنبي و صاحبيه = عذيري إن شكوت ضياع ثوبي

فإني لا سبيل فتنفعوني = ولا أيدكم في منع حوبيثم انصرفت باكية مسترجعة وتفرق الناس مع انصرافها.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير