[شرح الحديث المدهش ج 1]
ـ[أبو همس]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 08:33 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ....
وقفة: كان صلى الله عليه وسلم يستغل كل فرصة للتعليم [يا غلام سم الله ... ] سواء في طعام أو وهو يمشي أو في سفر أو حضر .....
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف."
وفي رواية: " احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً."
شرح الحديث:
مكانته: هذا الحديث يتضمن وصايا عظيمة وقواعد كلية من أهم أمور الدين حتى قال بعض العلماء: تدبرت هذا الحديث فأدهشني. فوا أسفى من الجهل بهذا الحديث وقلة التفهم لمعناه.
احفظ الله:. يعني احفظ حدوده وحقوقه وأوامره ونواهيه.
وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال، وعند نواهيه بالاجتناب، وعند حدوده فلا يتجاوز ما أمر به إلى ما نهى عنه، فمن فعل ذلك فهو من الحافظين لحدود الله الذين قال الله فيهم: {هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ، من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب}.
وفُسِّر الحفيظ هنا بالحافظ لأوامر الله، وبالحافظ لذنوبه ليتوب منها.
ومن أعظم ما يجب حفظه:.
1 ـ الصلاة:. وقد أمر الله بالمحافظة عليها فقال: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى} ومدح المحافظين عليها بقوله: {والذين هم على صلاتهم يحافظون} وقال عليه الصلاة والسلام:
" من حافظ عليها كان له عند الله عهداَ أن يدخله الجنة " وقال: " من حافظ عليهن كن له فوزاً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة ".
وما أبعدنا اليوم للمحافظة عليها إلا من رحم الله ـ فحالنا اليوم مع الصلاة حالٌ يرثى له، نتذكر فيها جميع أحداث اليوم والغد، الهاتف يرن، الأكل لم يطهى، نسيتُ أن أكلم فلان، ابنتي لم أذاكر لها، غداً حفلة لم أجلب الثوب المناسب من السوق، لي موعد مع صديقي ... وهكذا.
سلسلة من الأحداث لا نتذكرها إلا إذا قلنا: الله أكبر، فاللسان يقول: الله أكبر، والحال يقول: الدنيا أكبر .... فالله المستعان!!!
2 ـ الطهارة:. مما أمرنا أن نحافظ عليها، فإنها مفتاح الصلاة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لايُحافظ على الوضوء إلا مؤمن "
3 ـ حفظ الإيمان: قال تعالى: {واحفظوا أيمانكم} فإن الأيمان يقع فيها الناس كثيراً، فيكثرون من الحلف واليمين صدقاً وكذباً، وقد كان السلف الصالح لا يحلف بالله إلا في مجلس القضاء وإن احتاج الأمر، ونحن اليوم نحلف ونهدد حتى الأطفال الذين لا يقدرون معنى الحلف، ونقول له: والله إن لم تفعل كذا فلن أعطيك أو لن أفعل لك؛ ثم نعطيه ونفعل مما يجعل الطفل يستهين بالحلف من صغره.
رُوي عن أيوب عليه السلام أنه كان إذا مرَّ باثنين يحلفان بالله ذهب فكفَّر عنهما يمينهما لئلا يأثمان وهما لا يشعران ...
ولهذا لما حلف على ضرب امرأته مائة جلدة أفتاهُ الله بالرخصة لحفظه لأيمانه وأيمان غيره ..
4 ـ حفظ الرأس والبطن: كما ورد في الحديث:" وحفظ الرأس وما وعى " ويدخل فيه حفظ السمع والبصر واللسان من المحرمات (فهل يا ترى حفظناهم؟!!!)
وحفظ البطن وما حوى: ويتضمن حفظ القلب عن الإصرار على المحرم، وحفظه من إدخال الحرام إليه من المأكولات والمشروبات.
5 ـ حفظ اللسان والفرج: وهو داخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم السابق الذكر، وقال صلى الله عليه وسلم: " من يضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنة " وقال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} وقال: {والحافظين فروجهم والحافظات} ..
(هذا ما تيسر في الجزء الأول، ولي رجاء: لا تضيفوا أي تعليق حتى ينتهي الشرح؛ فليس لدي وقت للمتابعة. جزاكم الله خيراً)