تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف نحمي أبناءنا وبناتنا من التحرش الجنسي؟؟]

ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[29 - 08 - 2007, 05:22 م]ـ

كيف نحمي أبناءنا وبناتنا من التحرش الجنسي

منذ أن كان الطفل جنيناً في بطن أمه، فإن الله تعالى قد كفله ورعاه، وجعل له من أسباب الحماية ما يؤمنه من جميع المؤثرات الخارجية التي هي أكبر من إمكانياته وقدراته، قال تعالى:" ألم نخلقكم من ماء مهين، فجعلناه في قرار مكين، إلى قدر معلوم، فقدرنا فنعم القادرون"

وبعد الولادة حصّنه الله وحماه، ووضع في جسمه خصائص فريدة تجعله يتكيف مع الحياة بصورة آمنة، وتحفظه من الأمراض والأوبئة التي قد تقابله ولا يقوى جسمه الصغير على تحملها، كما منحه الله تعالى سرعة كبير في التئام عظامه ولحمه إذا أصيب بكسر أو جرح.

ولا يزال الوالدان بعد ذلك يباشران رعايته، والعناية التامة به، والمحافظة عليه من الأخطار التي تهدد صحته وأمنه وسلامته.

ولكن بمرور الأيام والسنين، ينمو الطفل ويشبّ وتصبح نوعية المخاطر التي تحيط به أكثر خطراً وتعقيداً، خاصةً ذلك النوع الذي يستهدف البنية العقدية والأخلاقية لأبنائنا.

ونفرد الحديث هنا حول أحد المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل، وهو التحرش الجنسي بالأطفال، ذلك الخطر الذي يحدق بأبنائنا وبناتنا، ويقابل غالباً من أسرة الطفل بالصمت وغياب رد الفعل المناسب تجاه الطفل أو المعتدى.

ومن مأمنه قد يُؤتَى الحَذِرُ!! وتكمن المشكلة في هذا النوع من المخاطر؛ في وقوع الاعتداء غالباً من أناس يأمن الوالدان جانبهم، كالخدم أو السائق أو بعض الأقارب والأصدقاء، وربما يحدث الاعتداء الجنسي على الطفل من طفل آخر أكبر منه سناً، وقد أشارت إحصائيات أمريكية إلى أن أكثر الإعتداءات الجنسية على الأطفال تقع من أفراد يعرفونهم مثل: أستاذ المدرسة، أو طبيب العائلة، أو مشرف المخيم. كما يمثل الأثر السيئ الذي يتركه تعرض الطفل-أو الطفلة- للتحرش أو الاعتداء الجنسي، جزءاً هاماً من المشكلة، فكم أخبرتنا نتائج الاستبانات عن أطفال تأثروا سلبياً بعد تعرضهم لحوادث من هذا النوع، فمنهم من أصبح ضعيف الشخصية منطوياً معظم أوقاته، ومنهم من كرهت الرجال والزواج، ومنهم من اتجه للانحراف عياذاً بالله تعالى.

ولذلك فعلى الوالدان أن يأخذا بكل أسباب الحماية والوقاية اللازمة، حتى لا يتعرض الصغار لمن يغتال براءتهم دون خوف من الله تعالى، أو رادع من ضمير يقظ.

1 - الدعاء و التضرع لله تعالى:

في هذا الزمان الذي تتلاطم فيه أمواج الفتن والأخطار ودواعي الانحلال وفساد الأخلاق، يبقى الدعاء الخالص لله تعالى هو طوق النجاة الذي يتعلق به كل والد ووالدة يريدان لأبنائهما صلاح الدنيا والآخرة، وهذا هو دأب المرسلين كما قال الله تعالى في محكم كتابه عن نبيه إبراهيم: "واجنبنى وبنىّ أن نعبد الأصنام"،وقال تعالى في صفات عباد الرحمن: " والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً."

2 - تربية الأبناء على الحياء وستر العورة وعدم التساهل في ذلك:

من الأخطاء الشائعة بين كثير من المسلمين، التساهل في كشف العورات أمام الأطفال، أو التساهل في كشفها فيما بينهم، باعتبارهم صغاراً لا يدركون هذه المسألة، فلا يتحفظون منهم ولا يشدّدون في التنبيه عليهم، وإلزامهم بالتستر سواء عند تغيير الملابس أو عند الاغتسال، وغير ذلك من الأحوال.

وهذا التساهل خلاف السنة النبوية المطهرة، فقد كان النبي ينشّىء الصغار من أبناء الصحابة رضي الله عنهم على التستر وحفظ العورات، فعن زينب بنت أبى سلمة رضي الله عنهما قالت: " دخلت على رسول الله، وهو يغتسل، فأخذ حفنة من ماء فضرب بها وجهي وقال: وراءك أي لكاع"- رواه الطبرانى وإسناده حسن-، وزينب هذه بنت أم سلمة زوج النبي ورضي الله عنها كانت تتربى في حجر النبي وكانت صغيرة ومع ذلك لم يتساهل معها النبي وإنما علمها هذا الأدب الرفيع، وكذلك حرص الصحابة على غرس التستر والتشديد على الأبناء في ذلك، فقد روي عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال:" أتى علينا- أي أبوهم- ونحن نغتسل، يصب بعضنا على بعض، فقال: أتغتسلون ولا تستترون؟ والله إني لأخشى أن تكونوا خلف الشر، يعني الخلف الذي يكون فيهم الشر." رواه الطبرانى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير