تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لماذا يدعوننا إلى "التزام الهدوء"؟]

ـ[أبوفهر]ــــــــ[02 - 09 - 2007, 08:36 ص]ـ

أدانت منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تضم 57 دولة إسلامية، نشر إحدى الصحف السويدية، وهي صحيفة نريكس اليهاندا في يوم 19 أغسطس 2007م رسما كارتونيا للنبي محمد، الذي اظهر النبي صلوات الله وسلامه عليه في صورة رأس إنسان وجسد كلب! وفي المقابل دعا رئيس المنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو المسلمين إلى "التزام الهدوء" وضبط النفس. هكذا نشر هذا الخبر في وسائل الإعلام الدولية .. دول إسلامية قليلة تدين الرسم (باكستان وإيران فقط حتى الآن) وأغلب الدول الإسلامية الأخرى تلتزم الصمت، ورئيس منظمة المؤتمر الإسلامي يطلب من الأمة "التزام الهدوء"! والأعجب .. ولا أدري كيف يصدق هذا .. أن جمعيتين تتصفان أنهما جمعيتان إسلاميتان قد باركتا الفكرة، وساعدتا على نشرها بعد أن رفضت المتاحف السويدية نشر هذه الرسوم! "2"

كالعادة أعلنت الحكومة السويدية إنها تأسف عن أي أذى تسبب فيه هذا الرسم، لكنها في المقابل لا تستطيع الاعتذار لأنها ليست المسئولة عن الرسم، ولا تستطيع وقف نشره. وعندما نقلت صحف باكستانية أن أحد الدبلوماسيين السويديين قد أبدى استياءه من الرسم وتعاطفه مع غضب المسلمين في باكستان، أكدت الخارجية السويدية أن هذا التصريح غير دقيق! وتحدث فريدريك راينفيلد، رئيس وزراء السويد، صباح يوم 31 أغسطس 2007م أن بلاده لابد أن ترعى وتحافظ على حريات التعبير. وقال الرسام لارس فلكس، صاحب الرسم المسيء في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس للأنباء إنه يعتبر هذا الرسم نوعا من الفن، لكنه ليس ضد الإسلام.

الصورة المنشورة كانت لتمثال كلب نحت رأسه ليأخذ شكل وجه النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم، ونشرت الصورة مصاحبة لمقال يناقش حرية التعبير، بحسب الصحيفة. والرسم هو جزء من سلسلة رسومات لنفس الرسام رفضت المتاحف الفنية في السويد عرضها. أي أن المتاحف السويدية لها حق رفض عرض هذه الرسومات، ولكننا نحن ليس لنا حق الاعتراض عليها، ويطلب منا "التزام الهدوء" أمام هذه الإهانة لخير من سار على هذه البسيطة.

إن هدف هذا المقال ليس فقط الاعتراض على الرسم المسيء الذي نشرته الصحيفة السويدية، فهذا مما لا شك فيه، ولكن الاعتراض الحقيقي في هذا المقال هو على موقف المنظمات الإسلامية أو المنتسبة إلى العمل الإسلامي. هل يعقل أن توافق جمعيتين تدعيان أنهما تتنسبان إلى الإسلام على نشر مثل هذا الرسم، ثم لماذا يراد إسكات سلاح الغضب الإسلامي رغم أنه سلاح مؤثر وناجح في كل الأزمات السابقة. ليس هناك شك من الحاجة إلى ضبط النفس .. أما الدعوة إلى "التزام الهدوء" في مثل هذه الأمور، فهم ـ كما نحسب ـ موقف يعبر عن التخلي عن نصرة نبي الإسلام، وخاب من لا ينصر خير خلق الله.

أليس من العجيب أن تدعي منظمة العلمانيين المسلمين في السويد ( semus)، ومجلة تسمى مجلة "المنارة" تصدر في السويد، أن هذه الرسوم تصنف ضمن حريات التعبير التي لا يعترض المسلمون عليها! بل إن المتحدث باسم منظمة العلمانيين المسلمين، ويدعى هومان أنفاري ذكر أنه رغم عدم ارتياحه للرسم، فإنه لا يمانع من انتشاره، بل أنه زاد على ذلك أن منظمته تنوي عرض الرسوم أيضاً في "مركز ثقافي موسيقي ذو مكانة في استكوهولم، وأن المفاوضات جارية لذلك، وأعتقد أن الفكرة ستكون جاهزة للتنفيذ في الأسبوع المقبل"، كما قال المتحدث الرسمي للمنظمة.

أذكر القراء أنه في عام 1997م، إي منذ 10 أعوام قامت إمرأة يهودية تدعى تاتيانا توسكين بإهانة النبي صلى الله عليه وسلم، بأن رسمته على شكل خنزير، ووضعت الرسم في ميدان في مدينة الخليل الفلسطينية، وفي ذلك الحين انتفض العالم الإسلامي، ولم يهدأ إلى أن قبض على المرأة وحولت إلى المحكمة وحوكمت، وحكم عليها بالسجن بسبب هذه الإهانة. ولننظر ما حدث خلال السنوات العشر الماضية. تكررت الاعتداءات .. وخفت صوت المعارضة الإسلامية .. ثم ظهر من أبناء الأمة من يدعو إلى عدم تصعيد هذه الأحداث والتغاضي عنها، وأخيراً نرى ـ ولأول مرة ـ من المسلمين من يتبنى نشر تلك الرسوم ويدعو إلى عرضها. كيف حدث هذا التغير وكيف يطلب منا "التزام الهدوء" أمام هذه الظاهرة. إن معدل التنازل في ازدياد، ومعدل تقبل الإهانات في ازدياد أيضاً، ولذلك فلا غرابة أن معدل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير