تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ابن باز وسارق الغاز]

ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 01:45 م]ـ

أعزائي الكرام إليكم هذه القصة الحقيقية عن عالم الأمة شيخنا ابن باز غفر الله له .. حدثني صاحبي أبو عبدالله من مكة عندما زارني بالرياض وكنا نتحدث عن الشيخ ومواقفه الرائعة تجاه أمته بهذه القصة قائلاً: عندما كنت معتكفا في بيت الله الحرام بالعشر الأواخر من رمضان وبعد صلاة الفجر نحضر كل يوم درس للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وسأل احد الطلاب الشيخ عن مسألة فيها شبهة وعن رأي ابن باز فيها فأجاب الشيخ السائل وأثنى على الشيخ ابن باز رحمهما الله جميعا. وبينما كنت استمع للدرس فإذا رجل بجانبي في أواخر الثلاثينات تقريبا عيناه تذرفان الدمع بشكل غزير وارتفع صوت نشيجه حتى أحس به الطلاب.

وعندما فرغ الشيخ ابن عثيمين من درسه وأنفض المجلس ونظرت للشاب الذي كان بجواري يبكي فإذا هو في حال حزينة ومعه المصحف فاقتربت منه أكثر ودفعني فضولي فسألته بعد أن سلمت عليه كيف حالك أخي. ما يبكيك؟ فأجاب بلغة مكسره نوعا ما: جزآك الله خيرا وعاودت سؤاله مرة أخرى ما يبكيك أخي فقال بنبرة حزينة لا لاشي إنما تذكرت ابن باز فبكيت. واتضح لي من حديثه انه من دولة باكستان أو أفغانستان وكان يرتدي الزى السعودي وأردف قائلاً كانت لي مع الشيخ قصة وهي أنني كنت قبل عشر سنوات أعمل حارسا في احد مصانع ألبلك بمدينة الطائف وجاءتني رسالة من باكستان بأن والدتي في حالة خطره ويلزم إجراء عملية لزرع كلية لها وتكلفة العملية 7000 آلاف ريال سعودي ولم يكن عندي سوى 1000 ألف ريال ولم أجد يعطيني مالا فطلبت من المصنع سلفه ورفضوا .. فقالوا لي أن والدتي الآن في حال خطره وإذا لم تجري العملية خلال أسبوع ربما تموت وحالتها في تدهور وكنت ابكي طوال اليوم فهذه أمي التي ربتني وسهرت علي.

وأمام هذا الظرف القاسي قررت القفز بأحد المنازل المجاورة للمصنع الساعة الثانية ليلا وبعد قفزي لسور المنزل بلحظات لم اشعر إلا برجال الشرطة يمسكون بي ويأخذوني بسيارتهم وأظلمت الدنيا بعدها في عيني. وفجأة وقبل صلاة الفجر إذا برجال الشرطة يرجعونني لنفس المنزل الذي كنت انوي سرقة اسطوانات الغاز منه وأدخلوني للمجلس ثم انصرف رجال الشرطة فإذا بأحد الشباب يقدم لي طعاماً وقال كل بسم الله , ولم أصدق ما أنا فيه , وعندما أذن الفجر قالوا لي توضأ للصلاة وكنت وقتها بالمجلس خائفا أترقب. فإذا برجل كبير السن يقوده احد الشباب يدخل علي بالمجلس وكان يرتدي بشتاً وأمسك بيدي وسلم علي قائلاً: هل أكلت قلت له نعم وأمسك بيدي اليمنى وأخذني معه للمسجد وصلينا الفجر وبعدها رأيت الرجل المسن الذي امسك بيدي يجلس على كرسي بمقدمة المسجد والتف حوله المصلين وكثير من الطلاب فأخذ الشيخ يتكلم ويحدث عليهم ووضعت يدي على رأسي من الخجل والخوف!!! ياآآآآ الله ماذا فعلت؟ سرقت منزل الشيخ ابن باز وكنت أعرفه باسمه فقد كان مشهورا عندنا بباكستان. وعند فراغ الشيخ من الدرس أخذوني للمنزل مرة أخرى وأمسك الشيخ بيدي وتناولنا الإفطار بحضور كثير من الشباب وأجلسني الشيخ بجواره وأثناء الأكل قال لي الشيخ ما اسمك؟ قلت له مرتضى. قال لي لم سرقت فأخبرته بالقصة فقال حسنا سنعطيك 9000 آلاف ريال قلت له المطلوب 7000 آلاف قال الباقي مصروف لك ولكن لا تعاود السرقة مرة أخرى يا ولدي. فأخذت المال وشكرته ودعوت له. وسافرت لباكستان وأجرت والدتي العملية وتعافت بحمد الله. وعدت بعد خمسة أشهر للسعودية وتوجهت للرياض ابحث عن الشيخ وذهبت إليه بمنزله فعرفته بنفسي وعرفني وسألني عن والدتي وأعطيته مبلغ 1500 ريال قال ما هذا؟ قلت الباقي فقال هولك وقلت للشيخ يا شيخ لي طلب عندك فقال ما هو يا ولدي. قلت أريدك أن اعمل عندك خادما أو أي شيء أرجوك يا شيخ لا ترد طلبي حفظك الله. فقال حسنا وبالفعل أصبحت أعمل بمنزل الشيخ حتى وفاته رحمه الله .. .

وقد أخبرني احد الشباب المقربين من الشيخ عن قصتي قائلاً: أتعرف انك عندما قفزت للمنزل كان الشيخ يصلي الليل وسمع صوتا في الحوش وضغط على الجرس الذي يستخدمه الشيخ لإيقاظ أهل بيته للصلوات المفروضة فقط. فإستيقضوا جميعا واستغربوا ذلك وأخبرهم أنه سمع صوتا فأبلغوا أحد الحراس واتصل على الشرطة وحضروا عل الفور وأمسكوا بك. وعندما علم الشيخ بذلك قال ما الخبر قالوا له لص حاول السرقة وذهبوا به للشرطة فقال الشيخ وهو غاضب (لا لا هاتوه الآن من الشرطة؟ أكيد ما سرق إلا هو محتاج) ثم حدث ما صار في القصة.قلت لصاحبي وقد بدت الشمس بالشروق هون عليك الأمة كلها بكت على فراقه،،،

منقول للفائدة

ـ[أبو لين]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 11:15 م]ـ

رحمك الله يا فقيد الأمة وشكرا لك أخي الزمخشري على طرح هذه القصة ووالله إنها لشئ بسيط من روائع قصص هذا العالم فلقد كان جار لنا في مدينة الطائف ووالله إن الحي الذي نحن فيه كان يزدحم بالناس والمسجد يمتلئ بالمصلين ورائحة الطيب (العود) لا تفارق منزلنا بحكم مجاورتنا له فماذا أقول (هل أتكلم عن تواضعه وحبه للخير وللمساكين أم عن علمه الواسع بالدين واللغة العربية أم ذكائه وقوة ذاكرته أم عن تسبيحه الذي لا يفارق شفتيه أم ... أم ....... .....

رحمك الله يا شيخنا وحشرنا وإياك في جنات النعيم آميييييين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير