تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نبذة عن صلاة العيد]

ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 08:28 ص]ـ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

كل عام وأنتم بخير أيها الكرام.

تقبل الله منا ومنكم.

ظننت أن اليوم هو المكمل للثلاثين من رمضان، فإذا هو يوم العيد المبارك في جميع دول العالم الإسلامي تقريبا، ماعدا بعض الدول كـ: مصر، والجارة: ليبيا، وعمان، كما أخبرني أبي، حفظه الله وسدده، إن لم تخني الذاكرة، وعليه فإنه من المفترض أن معظم أعضاء المنتدى قد أدوا الآن: صلاة العيد، فتكون هذه النبذة المختصرة قد جاءت بعد فوات الأوان!!!!، وبقيت قلة من أعضاء المنتدى قد تجد فيها ما ينفع إن شاء الله، وهي، على كل حال، مدارسة سريعة لمسألة علمية لا تخلو من فائدة إن شاء الله:

وبداية مع:

حكم صلاة العيدين:

فقد رجح جمع من أهل العلم أنهما: فرض عين، وهو قول أبي حنيفة، رحمه الله، وأحد قولي الشافعي، وأحمد، رحمهما الله، وذلك لعموم أمره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الناس بالخروج إليها حتى أمر بإخراج الحيض وذوات الخدور ليشهدن الخير ودعوة المسلمين، والمشهور من أقوال أهل العلم أنها: فرض كفاية، إذا قام به بعض أهل البلد الواحد سقط عن الباقي، ولا ينبغي لمسلم أن يفرط في هذا الموسم العظيم، فهو يوم الجائزة، فضلا عن ظهور شعار الإسلام في ذلك اليوم المبارك باجتماع المسلمين وتكبيرهم فيحصل لهم من العز ما يحصل، ويحصل من النكاية في قلوب أعداء هذا الدين ما يحصل.

ومن آداب هذا اليوم:

استحباب التجمل: ومنه الاغتسال والتطيب، وإن لم يرد فيه حديث صحيح، وإنما ورد فيه أثر موقوف على ابن عمر، رضي الله عنهما، عند ابن أبي شيبة في مصنفه، وقد قاسه بعض العلماء على غسل الجمعة، لعلة: اجتماع الناس، فيحسن أن يكون على أحسن هيئة وأطيب ريح حتى لا يتأذى منه المصلون.

وفي رواية الحارث بن أبي أسامة، رحمه الله، بإسناد حسن، أن ابن عمر، رضي الله عنهما، كان يصلي الفجر ثم يرجع إلى بيته، فيغتسل غسله من الجنابة ويلبس أحسن ثيابه ويتطيب بأحسن ما عنده، ثم يخرج إلى المصلى، ومن هذا الأثر: استنبط العلماء مشروعية الرجوع إلى البيت بعد أداء صلاة الفجر قبل الخروج إلى المصلى، وورد عن بعض الصحابة، كـ: سلمة بن الأكوع، رضي الله عنه، وبعض التابعين، كسعيد بن المسيب، رحمه الله، الخروج إلى المصلى مباشرة دون الرجوع إلى البيت، وفي الأمر سعة، فكل يختار ما يناسبه.

وتجدر الإشارة إلى أن التجمل لا يعني ارتكاب المحظورات كتزين الرجال بحلق لحاهم، وتزين النساء بلبس الملابس الزاهية التي تلفت انتباه الناظر إليها.

ويستحب له أن يأكل تمرات، وترا: ثلاثا أو خمسا أو سبعا ............. إلخ، قبل الخروج إلى المصلى يوم الفطر، لحديث أنس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يغدوا يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا.

وذكر العلماء في حكمة ذلك: أنه مبادرة بالامتثال إلى أمر الشارع، عز وجل، بالإفطار في هذا اليوم، فصيام العيدين، كما هو معلوم، محرم، لورود النهي الصريح عنه.

وأما يوم الأضحى، فإنه يسن له ألا يفطر حتى يرجع من المصلى، وذكر العلماء في حكمة ذلك أنه: يرجع ليأكل من أضحيته، إن كان قد ضحى، ولذا شرع تقديم الأضحى، فيصلى بعد ارتفاع الشمس قيد رمح ليتفرغ المسلمون لذبح أضاحيهم خلاف الفطر الذي يشرع تأخيره حتى ترتفع الشمس قيد رمحين، لأنهم أدوا زكاة الفطر قبل الصلاة، فلا يوجد سبب للتعجيل.

وتستحب الصلاة في المصلى، لمداومة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ذلك، مع ما لمسجده من الفضيلة المنصوص عليها، فدل ذلك على أفضلية الخروج إلى المصلى، لأن ذلك أظهر لاجتماع المسلمين في ذلك اليوم المبارك، ولكن إذا تعذرت صلاتها في المصلى، فإنها تصلى في المسجد، وبعض المساجد، تخرج منابرها يوم العيد، وتفترش الساحات المحيطة بها لتحقق صورة الاجتماع في الساحات المفتوحة إن تعذر الخروج إلى المصلى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير