تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أي أمانة للبريد المعربي؟]

ـ[5803]ــــــــ[27 - 09 - 2007, 06:59 م]ـ


أي أمانة للبريد المغربي؟!

http://images.3arbi.multiply.com/ima...nF7rTPiKbXalMQ

http://images.3arbi.multiply.com/ima...tCpM20YEhAoRdg

هذا هو الطرد البريدي الذي حوى ظرفا به ظرف، به ثلاث نسخ من مخطوط رواية: نساء مستعملات

وهذا وصل تسلمه الكاتب من إدارة البريد بتاريخ الإرسال يوم 22 يونيو 2007 على الساعة 2 و 25 دقيقة بعد الزوال بتوقيت طنجة الذي يوافق توقيت غرينتش.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بتاريخ 22 يونيو سنة 2007 تم من طرف الروائي المغربي الأستاذ: محمد محمد البقاش بعث طرد بريدي به مخطوط روايته: نساء مستعملات ـ رواية من الأدب المَمْدَري ـ للتباري بها هذه السنة ـ 2007 ـ مع الروائيين؛ إلى مجلة دبي الثقافية.
وبتاريخ 12 شتنبر 2007 رجع الطرد البريدي إلى صاحبه وقد وضعت فوقه ورقة مطبوعة مؤشرة بعلامة x تعود لبريد الإمارات العربية المتحدة؛ تفصح بعلامتها أن البريد المرسل من طرف الكاتب البقاش إلى مجلة دبي الثقافية لم يطلب من إدارة المجلة، ومعنى ذلك أنه مكث في مركز البريد الإماراتي فترة طويلة ينتظر من يستلمه، وقد توصل المعني بالإشعار دون أن يطلبه هو، أو يبعث في طلبه أحد، فتمت إعادته من حيث أتى وقدم، ولكن اللافت هو أن الطرد البريدي الذي بين يديك حضرة القارئ الكريم، والذي أرجو أن تخضعه لتقنية التكبير في حاسوبك لتقرأ التفاصيل الدقيقة، هذا الطرد كتبت عليه كلمة: ZAGORA ، وزكورة مدينة مغربية تقع في الجنوب المغربي، فهل بعث الكاتب بريده لمدينة زكورة ليتبارى بروايته فيها مع السياح وهم منغمسون في الاستمتاع بالسياحة الجنسية؟ هل تم وضع المطبوع العائد لبريد الإمارات للتمويه في غفلة عن كتابة كلمة زكورة ZAGORA الفاضحة؟ هل كان ذلك خطأ محضا؟ وإذا كان كذلك فلماذا لا يعاد إرساله إلى وجهته كعملية تصحيحية للخطأ؛ بدل إعادته إلى صاحبه؟
قبل عدة سنوات من تاريخ طباعته لكتاب: التفكير بالنصوص (بحث أكاديمي) كان قد بعث به إلى عالم المعرفة من أجل نشره في السلسلة دون أن يفلح نظرا لمخالفة ما يكتب خطة النشر عندهم كما يقولون، ولا بأس، هذا الكتاب ضاع بمظروفه ولم يصل الكويت إلى عالم المعرفة، أو يعد إليه؛ علما بأن بريده مضمون ومعزز بمطبوع الإشعار بالوصول؛ حتى إذا تعذر وصوله إلى وجهته رجع إليه. وهنا ومن أجل الترويح قليلا عن النفس يمكن ترداد قول يتداوله الناس عندنا في كل المدن المغربية وهو: أنك ما دمت في المغرب، فلا تستغرب.
ومنذ أسابيع قليلة بعث بالبريد الإلكتروني إلى جريدة حق العودة الفلسطينية قصيدة شعرية عن جريمة اليهود في حق الطفلة هدى بشاطئ غزة، فنشرت في العدد 23 الذي كان خاصا بذكرى 59 ليوم الأرض، ولم يكتف بحمله من الإنترنت إلى حاسوبه، بل طالب رئيسة التحرير نهاد بقاعي ببعث نسخة ورقية من الجريدة إليه، ووصلته، ولكنها كانت للعدد 24، ومن الطريف حقا أن ساعي البريد عندما ناوله رسالته المضمونة، وأنهى الإجراءات القانونية سأله مستسمحا؛ فشجعه الكاتب، فقال له: أيّ علاقة تجمع بيننا وبين إسرائيل؟ فقال: لا شيء كشعوب، وما على إسرائيل إلا أن ترحل عن فلسطين كلها وتستوطن أمريكا مثلا أو أوروبا .. هذا شأنهم. فأردف: وهذه الرسالة؟ لم أنتبه لأني لا أستطيع القراءة إلا بوضع نضارات، ففهم قصده لأن لديه علم بأن رسالة من جريدة حق العودة ستصله من غزة بفلسطين حيث إسرائيل المحتلة لكل فلسطين وليس للضفة الغربية وقطاع غزة فحسب؛ جاثمة على صدر شعب مقهور، فقال له: إنني صحفي، وعنواني الكامل وأرقام تلفوني موجودة على شبكة الإنترنت، وموجودة بكل كتبي أيضا، فأردف: لم أكن أعرف، فهل تمنحني بطاقتك الوطنية لأني لم أنتبه إليها؟ فتسلمها وقرأ مهنة الصحافة فيها، ثم ناولها له وشكره وذهب. ولك حضرة القارئ الكريم أن تستنتج ما تريد مما هو متعلق بهذا الحوار لتكتشف مدى الرغبة في إحصاء الصغيرة والكبيرة على الناس .. وحين فتح بريده إذا به نسخة من العدد 24 من جريدة حق العودة، فاتصل بنهاد من جديد فأعلمته أنها قد بعثت إلى عنوانه بحي الزودية بالعدد 23 قبل العدد 24، عندها علم الكاتب البقاش أنهم قد صادروا العدد 23 واحتفظوا به، وربما استحيوا هذه المرة فلم يصادروا العدد 24، وهو يتمنى أن يصله العدد 23 الذي وعدته ببعثه مرة أخرى مسئولة جريدة حق العودة الفلسطينية.
إدارة البريد بها جمارك ـ ديوانة ـ تفتش الطرود البريدية قبل إغلاقها، والطرد البريدي للكاتب البقاش خضع لذلك قبل إغلاقه على ظرف، به ظرف، به ثلاث نسخ من مخطوط روايته: نساء مستعملات؛ وصله ممزقا من جهاته الثلاثة، ومفتوحا بتقنية بسيطة يستغرب لها مادام بريده قد خضع للتفتيش، آه عفوا، صحيح أنه لا بد لكل مركز بريد أن يقوم بنفس الدور حتى يصل إلى وجهته التي لم يصلها للأسف.
عندما ترفع رأسك قليلا تنظر إلى اللوحات المكتوبة على باب البريد تجد فيها: الأمانة، فهل حقا هناك أمانة؟ وهل حقا في البريد المغربي أمناء؟ لا أكاد أعتقد.

طنجة في:
14 شتنبر 2007

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير