تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ورودها مرة بالتاء ومرة بغيرها؟؟؟]

ـ[اسامة2]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 08:16 م]ـ

قال الله ((ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين ءامنوا معه برحمة منا وأخذت .. ))

وقال في موضع آخر ((فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين ءامنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ ان ربك هو القوي العزيز# وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين))

فلماذا ورد الفعل عاريا عن التانيث مرة وأخرى متصلا بها مع أن الصياغة واحدة في الحالتين؟؟

قال ابن الأنباري في هذه الآية حول ورود الفعل "أخذ" دون أن تتصل به تاء التأنيث هو أن السبب يرجع إلى:

1 - انه فصل بين الفعل والفاعل بالمفعول به "الذين ظلموا".

2 - لان تأنيث الصيحة غير حقيقي.ألا ترى انه يجوز أن تقول ,حسن دارك, واضطرم نارك.

3 - انه محمول على المعنى لان الصيحة في معنى "الصياح" كقوله تعالى " فمن جاءه موعظة من ربه " ولم يقل جاءته لان الموعظة في معنى وعظ. والشواهد على الحمل على المعنى في العربية كثير.

فنحن مع اتفاق مع ابن الانباري في التحليل اللغوي الا أن أسباب ابن الأنباري يسهل نقضها ,فالفصل بين الفعل والفاعل حدث في السورة نفسها مرتين ومع ذلك جاء الفعل مرة متصلا بتاء التأنيث ومرة بدونها , وكذلك القول بالتأنيث المجازي والحمل على المعنى.

اذاً لا بد من أسباب أخرى تقنعنا باستعمال أحد التعبيرين مرة والتعبير الآخر مرة أخرى, وهذا ما حاول أن يصل اليه ابن الزبير الغرناطي في كتابه "ملاك التأويل" حينما ذهب الى حذف التاء في الفعل يكون أحسن عندما يكون الفاعل مؤنثا غير حقيقي ويفصل بينه وبين الفعل بفاصل لذلك ورد في المرة الأولى على الأحسن وفي المرة الثانية ورد وقد لحقت به تاء التأنيث لذلك عندما جاءا معاً في نفس السورة قدم الأحسن منهما ثم ألحق بالآخر وكأنه "رحمه الله" أشار إشارة من بعيد الى أسلوب التفنن وهو أسلوب شائع في العربية.

ومع صحة مقال ابن الزبير هنا من أن التذكير والتانيث هو اختيار بين الأحسن والجائز الا أنه غير كاف في تعليل هذا الاختيار.

والعلة التي جعلت الفعل "أخذ" يعرى من تاء التانيث هو أن الألفاظ التي سبقت الفعل كانت أسماء مذكرة "إن ربك هو القوي العزيز" فكان النسق والجوار يقتضيان ذلك وهما قاعدتان معروفتان في النحو والبلاغة ,اما المرة الثانية التي اتصل فيها التاء بالفعل فقد كان ذلك الاسم الظاهر الذي سبق الفعل كان اسما مؤنثاً "رحمة" فكان النسق والجوار يقتضيان ان تثبت معه التاء كما كان معه النسق والجوار.

ويمكن أن نضيف أخيراً الى أن تذكير الفعل جاء مراعاة لمعنى القوة الواردة في كلمتي "خزي" وكلمة"القوي العزيز" والتذكير في العربية دائما مشعر بالقوة لذلك شاع التغليب ,أن يغلب المذكر على المؤنث في التثنية فيقال "الأبوين" مع انهما أب وأم ويقال "القمرين" مع أنهما شمس وقمر.لذلك فالفعل "أخذ" هو في الآية التي ذكر فيها عبارة "خزي يومئذ ان ربك هو القوي العزيز".

هذا ما كتبته عن استاذي اثناء المحاضرة.زيدوا علي من علمكم زادكم هو من فضله. والسلام عليكم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير