تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

خلود تعود إلى حضن أمها بعد 15 عاماً من الفراق

ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[09 - 09 - 2007, 07:20 ص]ـ

اختلطت الدموع بمشاعر الفرح على أرض مطار جدة

خلود تعود إلى حضن أمها بعد 15 عاماً من الفراق

عيد الحارثي- عبدالمحسن السلمي (جدة) عكاظ

في لحظة اختلطت الدموع بمشاعر الفرح عادت (خلود) الى حضن أمها الذي فارقته قبل نحو 15 عاما وهي لم تتجاوز شهرها السادس. مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة شهد هذه اللحظة المؤثرة حيث حطت الرحلة ر قم 687 عند السابعة والنصف من مساء أمس الأول قادمة من صنعاء.

خلود التي غادرت المملكة وهي طفلة صغيرة برفقة والدها محمد علي راكان عادت اليها ثانية ولكن شابة في الخامسة عشرة من العمر .. خرجت من أرض المطار وهي تنقل نظراتها بين المستقبلين باحثة عن الحضن الدافئ والقلب الحنون الذي فقدته في وقت كانت أحوج ما تكون اليه.

ومن بين الجموع اندفعت والدة خلود بكل مشاعر الأمومة لتحتضن ابنتها التي فقدتها ذات يوم وهي ابنة ستة أشهر .. لحظات بللتها دموع الفرح عاشها الحضور على أرض المطار حيث قبلت خلود رأس أمها واحتضنت اخوتها غير الأشقاء.

عن هذه اللحظات تقول أم خلود: «الدموع سبقت الكلمات فاحتبست الحروف على شفاهي وأنا أشاهد فلذة كبدي بعد 15 عاما من الحرمان اكتويت طوالها بنار الفقد وحرمتني الأيام وأثقلت كاهلي بالأوجاع .. لاأستطيع أن أصف لك ما عشته من مرارة وأسى اثر فقدان صغيرتي .. أسأل الله ألا يري مؤمنا ما رأيت لأن (الضنى) غال جداً».

وتستطرد أم خلود قائلة: «كل أملي أن تحصل ابنتي على اقامة نظامية ومصدر رزق لتعيش في حضني وسأعمل جاهدة لأعوضها حرمان السنين وما عانته في بعدها عني».

حنان الأم لا يعوض

خلود من جانبها كانت ما تزال أسيرة اللحظة تسأل نفسها «أنا في حلم أم علم» .. سألناها عن مشاعرها فاجابت: مهما حاولت ان أصف مشاعري الآن لن أجد تعبيرا مناسبا ذلك ان حنان الأم لا يعوض .. وحرارة اللقاء بعد طول فراق لا توصف ..

كنت أتمنى أن أعيش طفولتي كبقية الأطفال في كنف والد وأحضان أمي .. ولكن الحمد لله على قضائه وقدره .. وأتمنى أن أنسى بعودتي ما عانيته في طفولتي .. كنت أرى الأطفال خاصة في الأعياد يعانقون آباءهم ويرتمون في أحضان أمهاتهم.

شكراً «عكاظ»

وعبرت خلود عن شكرها لـ «عكاظ» التي كانت السبب الرئيسي بعون الله في جمع شملها بأسرتها.

واضافت: «أشكر كذلك صاحب القلب الرحيم الذي ساعدني في الحصول على تأشيرة لالتقي والدتي، وأسأل الله ان يجعل ذلك في ميزان حسناته».

وكانت «عكاظ» تبنت قصة خلود اليمنية التي ولدت لأبوين يمنيين قبل 15 عاماً ثم وقع الانفصال بعد عام ونصف من الزواج فأخذها والدها لتعيش معه في اليمن فيما تزوجت الأم من سعودي وحصلت على الجنسية السعودية.

وفي اتصال هاتفي عبر الأب لـ «عكاظ» عن ندمه على حرمان ابنته من حضن أمها .. فيما ناشدت خلود كل من يعرف شيئا عن والدتها زمزم يعقوب الاتصال بها على جوال ابيها.

وصل النداء الى الأم فبادرت بالاتصال بابنتها هاتفيا وكانت لحظة اللقاء ساخنة عبر أسلاك الهاتف .. عتاب وشوق ولهفة وأمل في اللقاء .. وهو ما تحقق أخيراً على أرض مطار جدة بحضور «عكاظ».

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[09 - 09 - 2007, 03:11 م]ـ

غفر الله للوالد، فقد خالف أمر الشرع بتفريقه بين هذه الصغيرة وأمها، وقد أعطاها الإسلام حق كفالتها في هذه السن، فكيف طابت نفسه بأن يفجعها في وليدتها؟! ما أقسى هذا القلب! وما ذنب الصغيرة؟! ليتنا نتعظ؛ فنتمهل في أمر الزواج ونتأنى في أمرالطلاق وما يترتب عليه من مثل هذه الآثار المدمرة للتدين والإنسانية وكل خلق كريم، ليت المسلمين جميعا يتقيدون بتعاليم دينهم في شؤون الحياة كلها؛ ليعيشوا عز طاعة الله وطمانينة النفس وراحة البال. أسأل الله-عز وجل- أن يجعل صنيع الأب الأخير توبة نصوحة له وكفارة لذنوبه وعتقا لرقبته من النار، وأن يجعل ما نقلته هنا-أخي الأستاذ الزمخشري- في ميزان حسناتك يوم القيامة وشكر الله لمن كان سببا في رد هذ الصغيرة إلى حضن أمها وإنهاء محنتها.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير