إبليس ... في اجتماعٍ تعيس!!
ـ[فصيحة ولكن ... ]ــــــــ[12 - 09 - 2007, 12:52 ص]ـ
جمعتني ليلة شاتية، رياحها عاتية، بخلي، وظلي، والحبيب الأول، خالد بن يزيد، الأديب الفريد، فلا أنس لي إلا بقربه، ولا سعادة لي إلا بأنسه، يأتيني بغريب الأخبار، ونادر الأشعار، فهو صادق اللهجة، بهي المهجة.
فلما تقشع السحاب، بدا بدر جميل خلاب، فرأيت أن نوقد النار، ونتقي البرد بدثار، فكانت ليلة سمر، على ضوء قمر، ليلة لن أنسى سعدها، وإن طال بعدها.
ومما قلته في تلك الليلة، من الدهاء والحيلة، لأستدر ذاكرته، واستحث همته، لننهل من أخباره، ونكشف بعض أسراره.
قلت: يا أبا يزيد، لك من الأسفار العديد، فأخبرني عن أغرب ما رأيت، وأعجب ما سمعت، فلقاء أمثالك يقل، وحديثك لا يمل.
قال: قذفتني الأمواج على جزيرة، بعد ليلة مريرة، وعاصفة كبيرة، بحثت عن صحبي فلم أجد، لا أحمد ولا محمد ولا حتى حمد، فسرت بين أحراشها، فلم أر إلا العصافير وأعشاشها، فأشجارها تطاول السحاب، وأنهارها تأسر الألباب، وبعد طويل التجوال، والتنقل بين الأدغال، تيقنت أن وجود البشر فيها محال.
وفي ليلة استدار بدرها، واعتدل جوها، رأيت شهباً كثيرة، تسقط على الجزيرة، فأسرعت إلى مكان الشهب، فوجدت الأشجار تلتهب، ثم سمعت أصواتاً غريبة، وتمتمات مريبة، فاختبأت أتتبع الصوت، وأترقب الموت، فإذا المكان، قاعة اجتماعات الشياطين والجان!
جمعهم إبليس اللعين ـ هذا ما تبين لي بعد حين ـ فجمع الأجداد والأحفاد، للقائه قبل الأصفاد، ليعطيهم الوصايا الجياد، قبل أن يحال بينهم وبين العباد.
فسمعته يناديهم قائلاً:
معاشر الأبناء النجباء، والأحفاد النبلاء، علمتم أن كل شيطان، سيصفد بعد قليل من الزمان، فلم يبق إلا بضع عشرة ليلة، قبل الأصفاد وانعدام الحيلة، فيغشانا شهر رمضان، شهر يحاصر فيه كل شيطان، فلا يخلص إلى ما كان يخلص إليه، ولن تصل وسوسته أبعد من نعليه، فإليكم الوصايا المهمة، لتلافي المصيبة المدلهمة، افهموها بتأن، وطبقوها بترو، ورددوها بتغن، ونفذوها باستعجال، فالعجلة من أصدق صفاتنا والخصال.
1. عليكم بتكثيف الوساوس، على أتباع بوش ورايس، ليستمر عملهم بعد التصفيد، وقبل أغلال الحديد، فيضيقوا على منابر الدعاة، ويشككوا في أخبار الثقاة، فيثيروا مسألة الرؤية والحساب، ليكثر القيل ويعم الاضطراب، حتى لا تفاجئنا الأغلال، ونحن بين الأهل والآل.
2. عليكم بتكثير الأز، على أهل الطرب والهز ـ خصوصاً بعد " نكوص " المطربات، وتسميتهن بالتائبات، ليحيوا ليالي الشهر، ويكثروا برامج العهر.
3. أما أصحاب القنوات، mbc وروثانا و art وبقية الأخوات، فإياكم أن تقصدوا أصحابهن بالوسوسة، فنفوسهم على طاعتنا مؤسسة، يفعلون ما الشياطين عنه عاجزون، ويتقنون من الوسوسة مالا تفهمون، فهم خير خلف، لأبي جهل وفرعون "ودارون" وأمية بن خلف.
4. أما الممثلون والممثلات، وأصحاب الأفلام والمسلسلات، فاطلبوا منهم تخفيف المجون، فقد آذونا ونحن في السجون، وإن كنا من الشياطين، إلا أن الذوق قد وزع بين العالمين.
5. عليكم بإلهاء شباب المسلمين، عن تدبر السبع المثاني والمفصل والمئين، فكلما بعدوا عن تدبر القرآن، كان إغواؤهم بيد الصبيان.
6. زينوا الطعام في أعينهم، ليكثروا من شرائه فيتخمهم، وروّجوا للطبخات الرمضانية، وأنواع الرز الهندية، فكلما ملئت بطونهم، قعدوا عن عبادتهم وبقية شؤونهم.
7. " لا صوم إلا بالنوم " اجعلوه شعار القوم، فكل لحظة يغفلون فيها عن الاستغفار، ومناجاة الغفار، ومحاكاة الأبرار، تكونون عندي من المصطفين الأخيار.
8. أقنعوهم في شعبان، بأعمال لا تنتهي إلا بعد رمضان، كاستراحات الطائرة، والمسلسلات الفاجرة، فعند بداية رمضان، سيحال بيننا وبين الإخوان.
9. أبعدوهم عن الدعاة، والوعاظ الهداة، واصنعوا بينهم المشاكل، وأكثروا بينهم من القلاقل، حتى لا يجدو إليهم سبيلاً، فيحولوا ما صنعنا تحويلاً.
10. واعلموا أننا حين التصفيد، والحول بيننا وبين العبيد، فإن إخواننا شياطين البشر، لا يصفدون طيلة الشهر، فعلموهم فنون الوسوسة، والخبرات المكدسة، حتى يقوموا بها خير قيام، ويصرفوا الناس عن الصيام والقيام.
فقام أحد الشياطين، وقال: يا سيد الملاعين، أتيتك بوفد من إنس الشياطين، لتعقد لهم دورة تدريبية، في الأساليب الليبرالية، في هدم الدولة الإسلامية، فقال إبليس: ومن هم؟
فقاطعته وقلت: يا أبا يزيد من هم؟
قال: ذكروا أسماء كثيرة، وذاكرتي في الحفظ فقيرة، لم أحفظ منها اسماً، ولم أعرف لهم رسماً ولا وسماً.
قلت: أكمل.
قال: فقامت الشياطين، للترحيب بالضيوف القادمين، فاستغليت فرصة القيام، للهرب بسلام، فمكثت في مكاني، حتى وجدت من أسعفني وآواني.
قلت: من؟
قال: أخبرك في ليلة سمر أخرى، حين يحمد القوم السرى.
منقول من منتدى المعالي للكاتب: (كاتب 1)
¥