[الجماعات الإسلامية وسورة الفاتحة]
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 02:27 م]ـ
ملتقى مفكري بيت المقدس
20 رمضان 1428
تم إنشاء هذا الموقع لتقريب آراء المفكرين والفرق والجماعات الإسلامية في فلسطين حول القضايا الإسلامية، تحقيقاً لقوله عز وجل في سورة آل عمران 3 - آية 103 (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
جاء في سنن أبي داود في حديث سُكت عنه (وقيل ما سكت عنه أنه صالح)، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى. قالوا: يا رسول الله، تخبرنا من هم، قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم على نور: لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس. وقرأ هذه الآية: ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
[الجماعات الإسلامية وسورة الفاتحة]
28 رمضان 1428
تذكر آخي الكريم أنك عندما تصلي في كل مرة تقرأ سورة الفاتحة، وأنت تقرأها في الركع المفروضة فقط سبع عشرة مرة في كل يوم عدا النوافل، فهل سألت نفسك يوماً
(ما هي غايتي من تلاوة سورة الفاتحة؟)
(ما هو هذا الذي أطلبه كل يوم مراراً وتكراراً في كل لحظة وكل حين من الله؟)
دعنا آخي الكريم نتدبر آيات سورة الفاتحة معا، ماذا سنجد
(أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)
هي براءة من حولك وحول الشيطان، فأنت تتبرأ وتبرئ كل مخلوقات الله من الحول والقوة والقدرة والمشيئة والفعل، وتعيد الحول والقوة والقدرة والأفعال والمشيئة كلها لله.
(بسم الله الرحمن الرحيم)
هي إعلان الإيمان بالله والإيمان عكس الشك، فإنت تؤمن بالله ولا تشك به أبداُ، فأنت تعلم أن الله كان ولم يكن شيئاً، وتعلم أن الله سيرث الله وما عليها، ولن يبقى غير وجهه سبحانه وتعالى، فلا ملجأ منه إلا إليه.
(الحمد لله)
فما هو مقصدك، أما الحمد فهي مجمل الشكر، وأما الشكر فهو على النعمة، وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، فما بالك أن تعد النعم، كل النعم، عبر الزمان، كل الزمان، وعبر المكان، كل المكان، فالنعم كلها قديمها وحاضرها ومستقبلها من الله وستعود لله.
(رب)
فأنت تعترف أن الأفعال والأحداث والمصائ والإبتلاءات كلها مخلوقات من مخلوقات الله، خلقها لك، ودبر أمرها، ويسرها أو عسرها عليك، فكل ما يحدث معك من الله، ويجب أن تحمده عليه وتسترجع، اي تقول (الحمد لله، وإنا لله وإنا إليه راجعون).
(العالمين)
فإنت تعترف إن جميع العوالم، وكل عالم من هذه العوالم، كالإنسان، والجان، والملائكة، والنمل، والحجر، والشجر، والماء، والهواء، وما إلى ذلك، كلها مخلوقات خلقها الله، ودبر أمرها في ابدع الصور وأجمل السير، وأنها منه إليه.
(الرحمن الرحيم)
فإنت تظهر أنك تعلم إن هذا كله الذي تكلم عنه (النعم عبر المكان، النعم عبر الزمان، الأفعال والأحداث عبر المكان والزمان، المخلوقات كلها عبر الزمان والمكان) تحتاج رحمة الله في كل لحظة من وجودها وفي كل شأن من شؤونها.
(مالك يوم الدين) أو (ملك يوم الدين)
فما هو قولك هنا، إنك تقول أن (المكان، كل المكان) هو مخلوق ضعيف محتاج لله وتدبير الله، و (الزمان، كل الزمان) هو مخلوق ضعيف محتاج لله وتدبير الله، وأن كل ما ذكرناه آنفاً من (نعم وأفعال ومخلوقات ومكان وزمان) نهايتهم محتومة بيوم الدين، يوم سداد الديون، حيث يقتص الله لكل مخلوقاته من الإنس والجن والدواب، فتعاد الحقوق لأصحابها، وبعد هذا الثناء الجميل والطويل والذي إشتمل على كل شيء معروف لنا، نبدأ بخطاب الله، فماذا نقول، وما هو خطابنا.
(إياك نعبد وإياك نستعين)
¥