تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قِسْ درجة اتباعك للهوى!

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 09 - 2007, 03:32 م]ـ

كتب الأستاذ أبو عبد المعز وفقه الله:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فقد شاع في الدراسات النفسية والاجتماعية منهج قياس الميولات والسلوكات عن طريق وضع روائز خاصة .. والرائز هو مجموعة من البنود هي أسئلة في الغالب من نمط الاختيار من متعدد، يعطى على كل خيار نقطة معينة ومن خلال حصيلة نقط المترشح يتم تحديد درجة الانفعال أو السلوك المراد قياسه ... وهذه الروائز يجب أن تكون من وضع خبراء كبار بحيث يكون البند محددا بدقة متناهية ...

العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني في موسوعته "تأنيب الخطيب" وضع رائزا طريفا لقياس درجة الهوى عند الباحث،وهذه بعض البنود:

1 - افرض أنه بلغك أن رجلاً سب رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و آخر سب داود عليه السلام، و ثالثاً سب عمر أو علياً رضي الله عنهما، و رابعاً سب إمامك، و خامساً سب إماماً آخر، أيكون سخطك عليهم و سعيك في عقوبتهم و تأديبهم أو التنديب بهم موافقاً لما يقتضيه الشرع فيكون غضبك على الأول و الثاني قريباً من السواء و أشد مما بعدهما جداً، و غضبك على الثالث دون ذلك و أشد مما بعده، و غضبك على الرابع و الخامس قريباً من السواء و دون ما قبلهما بكثير؟

2 - افرض أنك قرأت آية فلاح لك منها موافقة قول لإمامك، و قرأت أخرى فلاح لك منها مخالفة قول آخر له، أيكون نظرك إليها سواء، لا تبالي أن يتبين منها بعد التدبر صحة ما لاح لك أو عدم صحته؟

3 - افرض أنك و قفت على حديثين لا تعرف صحتهما و لا ضعفهما، أحدهما يوافق قولاً لإمامك و الآخر يخالفه، أيكون نظرك فيها سواء، لا تبالي أن يصح سند كل منهما أو يضعف؟

4 - افرض انك نظرت في مسألة قال إمامك قولاً و خالفه غيره، ألا يكون لك هوى في ترجيح أحد القولين بل تريد أن تنظر لتعرف الراجح منها فتبين رجحانه؟

5 - أفرض أن رجل تحبه و آخر تبغضه تنازعا في قضية فاستفتيت فيها و لا تستحضر حكمها و تريد أن تنظر ألا يكون هواك في موافقة الذي تحبه؟

6 - افرض أنك و عالماً تحبه و آخر تكرهه أفتى كل منكم في قضية و أطلعت على فتويي صاحبيك فرأيتهما صواباً، ثم بلغك أن عالماً آخر أعترض على واحدة من تلك الفتاوى و شدد النكير عليها أتكون حالك واحدة سواء كانت هي فتواك أم فتوى صديقك أم فتوى مكروهك؟

7 - افرض أنك تعلم من رجل منكراً و تعذر نفسك في عدم الإنكار عليه، ثم بلغك أن عالماً أنكر عليه و شدد النكير، أيكون استحسانك لذلك سواء فيما إذا كان المنكر صديقك أم عدوك، و المنكر عليه صديقك أم عدوك؟

8 - فتش نفسك تجدك مبتلى بمعصية أو نقص في الدين، و تجد من تبغضه مبتلى بمعصية أو نقص آخر ليس في الشرع بأشدمما أنت مبتلى به؟ فهل تجد إستشناعك ما هو عليه مساوياً لإستشناعك ما أنت عليه، و تجد مقتك نفسك مساوياً لمقتك إياه؟

قال المعلمي رحمه الله:

و قد جربت نفسي أنني ربما أنظر في القضية زاعماً أنه لا هوى لي فيلوح لي فيها معنى، فأقرره تقريراً يعجبني، ثم يلوح لي ما يخدش في ذاك المعنى، فأجدني أتبرم بذاك الخادش و تنازعني نفسي إلى تكلف الجواب عنه و غض النظر عن مناقشة ذاك الجواب، و إنما هذا لأني لما قررت ذاك المعنى أولاً تقريراً أعجبني صرت أهوى صحته، هذا مع أنه لا يعلم بذلك أحد من الناس، فكيف إذا كنت قد أذعته في الناس ثم لاح لي الخدش؟ فكيف لو لم يلح لي الخدش و لكن رجلاً آخر أعترض علي به؟ فكيف كان المعترض ممن أكرهه؟

هذا حال "ذهبي العصر" مع الهوى ......

وأنت ما تقول؟

كيف حالك مع الهوى؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير