[هيا نتدبر القرآن .... في شهر القرآن]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 09 - 2007, 05:13 م]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
قال الله سبحانه تعالى:
{أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}
في شهر رمضان يقرأ القرآن مَن لم يكن يقرؤه، ويزيد في مقدار قراءته مَن كان يقرؤه قبل رمضان.
وكثيرا ما ينقدح في صدر القارئ معنًى من المعاني القرآنية، أو قبس من أنوار الكلمات الربانية، فيرى بعين البصيرة ما لم يكن يراه بعين البصر، ويلين قلبه وجلده خشوعا وإجلالا لذكر الله عز وجل، فيزداد إيمانا ويقينا، ويزداد كذلك علما وفهما.
وقد قال غير واحد من السلف: إن العلم ليس بكثرة المسائل، ولكنه نور يقذفه الله في قلب العبد.
وفي الحديث المشهور عن علي رضي الله عنه: (( ... إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن)).
وقد خطر لي أن يذكر كُل منا ما انقدح في ذهنه، وظهر له من استنباط أو تدبر في المعاني القرآنية في أثناء قراءته القرآن في هذا الشهر الكريم.
ومن تدبر آية واحدة فلعلها تكون سبيلا لفوزه في الآخرة، ونجاته يوم القيامة.
ومن نظر في أحوال السلف وجد هذا كثيرا عندهم، رحمهم الله ورضي عنهم، وألحقنا بهم بمنه وكرمه.
وقد أفرده بالتصنيف أيضا جماعة من أهل العلم، منهم الكرجي القصاب، والطوفي الحنبلي، والحافظ السيوطي.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
وأعاننا على تدبر كتابه، والوصول لنيل ثوابه.
أخوكم/ أبو مالك العوضي
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[15 - 09 - 2007, 01:02 ص]ـ
اقتراح رائع بارك الله فيك على فتح هذا الباب من العلم يا أبا مالك
أخبرنا بعض المشائخ أن الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله كان يكتب في رمضان بعض استنباطاته من القرآن الكريم أثناء كثافة قراءته فأخرج من ذلك كتابا كاملا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 01:34 م]ـ
هذه بعض الرسائل الخاصة بجوال (تدبر):
((تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف، وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم، وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته [ابن سعدي])).
(((يستحيون نساءكم) أي: يستبقون بناتكم. والاستحياء من الحياة. (المن) هو شيء كالعسل فيه حلاوة يسقط على الشجر من السماء ثم يتجمد. وأصل المن: كل ما من الله به مما لا عمل فيه ولا كد. (السلوى): هو اسم طائر من الطيور))
((حقيقة التدبر: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبر آياته إلا باتباعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفا وقد -والله- أسقطه كله، ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل [الحسن البصري]))
((دعاؤنا لربنا يحتاج منا دعاء آخر أن يتقبله الله، قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام -بعد أن دعا بعدة أدعية-: {ربنا وتقبل دعاء})).
((علق ابن كثير على قوله تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} فقال: وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر)).
((قد علم أنه من قرأ كتابا في الطب أو الحساب أو غيرهما فإنه لا بد أن يكون راغبا في فهمه وتصور معانيه، فكيف بمن يقرأ كتاب الله تعالى -الذي به هداه وبه يعرف الحق والباطل، والخير والشر-؟ فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا يحصل معها المقصود إذ اللفظ إنما يراد للمعنى. [ابن تيمية])).
((تأمل! جبل عظيم، شاهق، لو نزل عليه القرآن لخشع، بل تشقق وتصدع، وقلبك هذا، الذي هو -في حجمه- كقطعة صغيرة من هذا الجبل، كم سمع القرآن وقرأه؟ ومع ذلك لم يخشع ولم يتأثر؟ والسر في ذلك كلمة واحدة: إنه لم يتدبر. (أ. د. ناصر العمر))).
¥